دار المصطفى يختتم ربع قرن من الدورات التعليمية بتريم

374
????????????????????????????????????

تريم (المندب نيوز) عبدالله بن سميط

اختتم دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية بعد مغرب أمس الجمعة 1 ذو الحجة ١٤٤٠ ھ الموافق 2 اغسطس 2019م الدورة التعليمية الخامسة والعشرين وسط حضور عدد من العلماء والأعيان والشخصيات الأكاديمية والإجتماعية وجمع غفير من المحبين حيث بدء الحفل بتلاوة آيات عطرة من القران الكريم عقبه قدم عدد من الطلاب المشاركين في الدورة نماذج مما حفظوه ودرسوه  خلال مدة الأربعين يوما المقررة للدورة مثل بعض المسائل الفقهية والأحاديث الشريفة والتزكية والآداب والسيرة النبوية المطهرة وغيرها  .

 بعد ذلك ألقى مدير دار المصطفى ورئيس مجلس الإفتاء بتريم الحبيب العلامة علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ كلمة رحّب فييها بالحاضرين والقادمين من مختلف دول العالم لحضور حفل الإختتام تعظيما وتكريما منهم للعلم وأهله , كما حثّ على طلب العلم والعمل به ونشره والقيام بحقِّ الدعوة والتبليغ عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , بالمعروف والكلام الجميل الحسن ومعرفة قدر العلم وبالخصوص علم الباطن الذي هو مربط طالب العلم بربِّه ونبيه ونفسه .

ونبـَّــه خلال كلمته إلى أهمية الدعاء والتضرّع لله لإصلاح الأمة وما ورفع ما حلَّ بها والتوجه إلى الله والإلحاح بالدعاء في أن يعجِّل بكشف الكربة ورفع الغمة .. وحضور مثل هذه المجالس التي يتعرض فيها الإنسان لنفحات الله ورضوانه ورحمته حتى تحول حاله إلى أحسن الأحوال , وعلى طالب العلم أن ينقل ويبث سيرة وعلم وأخلاق النبي صلوات الله عليه وآله وصحبه وسلم حتى يؤثر في بيته وبيئته ومجتعه لتنتشر الرحمة والمحبة والود بين الإنسان وأخيه ومجتمعه.

وقدَّم في ختام كلمته شكره وتقديره لأولياء أمور الطلاب الذين وفدوا والتحقوا بالدورة الخامسة والعشرين معربا عن سعادته بما شاهده ولمسه من الطلاب واجتهادهم ورغبتهم في التلقي والطلب متمنيا أن تكون لهم ثمرة في ذاتهم وبيتهم ومن حولهم وأن يكونوا قدوة لغيرهم .. فتاج طالب العلم حقيقته إرث نبوي يجب المحافظة عليه وإبرازه في أجمل صورة بعيد عن كل المشاحنات والغش والحسد والكذب والعصيان والعصبية , فهو سر يحمل في ظاهره وباطنه الرحمة للمسلمين.

 كما ألقى الداعية السيد محمد بن علي الحبشي والداعية أحمد بن علي باعبّاد كلمة اتفقا فيها على أهمية طلب العلم وأخذه من رجاله ومصادره المتصلة بسلسلة السند إلى رسول الله .. ونبّه الداعية باعباد الطلاب على التحلّي بصفة العلم وهي الأخلاق الحسنة وأن يجاهدوا في سبيل أن يتحدّث خُلُقُهُم وأدبهم قبل علمهم حتى يكونوا ذوات مؤثرة في من حولهم وركّـز الداعية الحبشي عن أهمية الحضور في مثل هذه المجالس ومجالس الخير وبالخصوص ما يرتبط منها بالسند المتصل الى رسول الله لما لها من أثر على روح وقلب وذات الإنسان فتصب عليه من الخير ما لا يدري ولا يعرف فتحصل ثمرتها فيه ظاهرة.

عقب ذلك تحدث الحبيب العلامة عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى عن دور العلم ووظيفتها ورسالتها للفرد والمجتمع وسر انتشارها في بقاع العالم وحقيقة تأثيرها وصدقها أخذ الإنسان إلى ربه وتعريفه بواجباته وسننه وغرس محبة المصطفى في روحه وزرع بذرة المحبة للمسلمين في قلبه حتى يكون مصلحا معلما منصحا مرشدا وداعيا لله ورسوله مع الإهتمام بالمسلمين وبذل الكثير من الجهد في خدمتهم.

كما تحدث عن الهمة في طلب العلم وحسن التلقِّي والصدق في الطلب بالقرب من الرب  وتصحيح النية ليحصل النفع العام والخاص , وذكر بعض الأمثلة والنماذج التي حدثت منذ زمن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في سبيل الدعوة إلى الله ونشرها بالحكمة والموعظة الحسنة على مدار 1400 سنة .. وأن الكليات والمعاهد وزوايا ودور العلم لم تُبنى إلا لأجل السعي لرضاء الله ورسوله وتحقيقا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله )

 ودعا للإستماع إلى نداء وكلام الحق ورسوله فهو يبعد ظلمات صوت الباطل عن ساحات القلوب حتى تدرك نداءات أهل الحق .. وحين استمع المسلمون لكلام أهل الكفر والشرك والإلحاد استطاعوا التأثير واللعب بساحات القلوب والعقول.

 وختم عميد دار المصطفى حديثه عن قصة ما حصل من بعض أهل البلدة التي تربى أهلها على حب الخير والعطاء وخدمة المحتاج , وتكريم العلم ومحبة العلماء و إكرام الضيوف القادمين من خارجها.

وبعد أداء صلاة العشاء استمع الحاضرون لعدد من القصايد الشعرية التي قيلت عن المناسبة وبعض القصائد والموشحات الدينية.

الجدير بالذكر أنّ الدورة التعليمية بدار المصطفى تميزت هذا العام باستمرارها لمدة ربع قرن على التوالي وعدد القادمين إليها والمشاركين بها يزداد كل عام وخصوصا القادمين من دول الشرق و الغرب كأوروبا وأمريكا وشرق آسيا وأفريقيا وغيرها .. وأقيم بعد مجلس الروحة عصر أمس الجمعة تكريم المتفوقين والأوائل من الطلاب المشاركين بالدورة التعليمية الخامسة والعشرين.

LEAVE A REPLY