مقدم برنامج كوميدي يحتجب: السخرية لا تواجه من يستقوي عليك بالسلاح

288

 

عدن (المندب نيوز) خاص

 

ونشر ” كرم باحشوان” في صفحته على فيس بوك الاسباب التي دفعته الى ايقاف البرنامج، قائلا: قمت بحذف فيديو سبق ووضعته لـ صالح وهو يسحب بطريقة مستفزة من قبل المليشيا وعلى رأسه رصاصة الخيانة وفى أعين قاتليه تشفي أكرهه..
ومع أنني كنت واحدا ممن يعتقدون بنهاية الرجل بهذه الطريقة الهمجية إلا أن رؤية الواقع كانت أكثر إيلاما من تصوري على مدى عامين ونصف.
 في برنامج  “ولانخس” سخرنا من سلوك المؤتمرين وعلى رأسهم صالح وشراكته ودعم مليشيات إيران بالعتاد والسلاح, وخصوصا في الموسم الأخير قدمنا أربعين حلقة، أتذكر حينها أن أول حلقة كانت بعنوان ” انزلوا البدروم” تناولنا فيها مقابلة صالح مع قناة الميادين  وهو يكرر “أنصار الله هم إخواننا وهم الدولة”.
 سأله حينها المذيع أحمد عبدالرحمن عمن يصفوه بالمخلوع، رد عليه  “يقولون عليّ مخلوع؟
 من المخلوع الآن؟ أنا الذي خلعتهم”.. عض نواجذه حينها وهو يقولها بحرقه، لم يعلم وقتها أن “مخلوع” ستغدو مستقبلا كلمة أرحم بكثير من “مخلوع انخلاعاً ” كما وصفه حلفاؤه.
 سخرنا بحلقاتنا بعدها، مثل حلقة “ولاية وولولات” و “المغنطة والتضبيط” و “ثعلب الدجاج والطاووس” و “صامطون بالملاطيم”، بشكل أسبوعي في البرنامج وأظهرنا جوانب “مخزية” من شراكة صالح مع الحوثيين؛  أظهرنا عددا كبيرا من الشخصيات البارزة والمقربة من صالح وهم “يُجلدون” من شريكهم الحوثي كل يوم.
 أن تعد حلقة بتناقضات الواقع السياسي وأحداثه بشكل أسبوعي لهو أمر يسبب تعبا وأرقا، ولكن العمل مع رجل حر وساخر وناضج سياسيا وفكريا كعبد الله الحرازي فإن ذلك يجعلك سعيدا ومستمتعا بكل لحظات هذا العمل.
الحرازي، الذي تنبأ بنهاية صالح قبل سنتين ونصف، سلم كتاباته وحياته أيضاُ وخاطر بكل شيء ليعد حلقات البرنامج ويقدمها لي فنضعها لكم على ” شاشة” من ذهب؛ هو وبقية معدي البرنامج الذين لا نستطيع ذكر أسمائهم خوفا وحرصا على حياتهم.
خلال الفترة الماضية، حذرنا الراقص ممن يرقص معه، في كل جمعة سخرنا من هذا الواقع الذي انتهى بتسليم اليمن لمليشيات إيران، ها هي الآن الأخبار المأساوية يكتوي بها الجميع: تصفية حسابات مع آخر الشركاء لإعادة السلالة وحكمها بالجهل والفقر والمرض لجميع اليمنيين؛ هل حققت سخريتنا أهدافها؟ وحده المستقبل من سيحدد ذلك. 
كلما كان الواقع مخزياً، زادت حاجتنا للسخرية منه..
لكن السخرية سلاح تواجه به من يعمل بالسياسة، لا من يستقوي عليك فقط بالسلاح، لا يمكن أن تواجه داعش، مليشيات الحوثي، والقاعدة بالكوميديا السوداء.
ذلك ما وصلت إليه عندما تزامنت الأحداث الأخيرة مع ذهابي إلى مكان بعيد للتفكير والتأمل.
وما قررته هو أن اللحظة باتت مناسبة لأبلغكم بغيابي عن الشاشة خلال الفترة القادمة، شاكراً كل جمهور البرنامج والمتابعين على إخلاصهم ووفائهم ومحبتهم ووقوفهم المستمر معنا.
وإلى قناة بلقيس، قناة كل اليمنيين في معركتهم لاستعادة الدولة, بكل كادرها، من مجلس الإدارة، مرورا بمديرها وإدارتها وجميع العاملين بها، كل التحية والإجلال على تعاونكم معنا ومصداقيتكم العالية مع المشاهد اليمني، وجعله أساس كل عمل ومحور كل قصة.

LEAVE A REPLY