سيئون (المندب نيوز) جمعان دويل
التمر ( أو البلح أو الرطب أو البسر) هي ثمرة أشجار الـنخيل وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية العالية وهي فاكهة صيفية تنتشر في الوطن العربي. وقد اعتمدا لعرب قديما في حياتهم اليومية عليها، والتمر تأخذ شكلا بيضاويا ويتفاوت مقاسها ما بين 20 – 60 مم طولا و 8 الي 30 مم قطرا، تتكون الثمرة الناضجة من نواة صلبة محاطة بغلاف ورقي يسمى بالقطمير يفصل النواة عن القسم اللحمي الذي يؤكل*.
واشتهر وادي حضرموت منذ القدم بزراعة النخيل واهتمام المزارعين في الحفاظ عليه لما له من قيمة غذائية وصحية لجميع افراد الاسرة وكان فصل الخريف موسم فرحة لديهم ليجنون ويحصدون جهدهم خلال فترة بدء ثماره في الاهتمام بالنخلة والحفاظ عليها ليكون الحصاد مفرحا يوم الحصاد ولكن في وقتنا الحاضر بدأ الاهتمام يقل كثيرا بعمتنا النحلة بل راح البعض بقلعها وتحويل المساحات المزروعة بالنخيل الى عقارات والمتاجرة فيها وهو الواقع حاليا دون معرفة عواقب ذلك مستقبلا بل اصبحت التمور تأتي مستوردة من الدول المجاورة بعدما كان الاكتفاء الذاتي للأسر على مدى عام متكامل في كل اسرة .
هذه الايام بدأت تظهر بشائر الخير من هذه الثمرة المباركة تمتلئ بها الاسواق وخاصة سوق مدينة سيئون بمختلف اصناف الرطب وبأسعار متفاوته لكل صنف من اصناف التمور حيث يصل سعر كيلو رطب السكري 3000 ريال فيما وبقية الاصناف تتفاوت من 2000 – 700 ريال عند جودة الصنف وكبر حجمه مما يدل على ان هذا العام منّ الله على سكان وادي حضرموت بهذه النعمة والتي شهدت الاعوام الماضية كثير من الآفات وخاصة ( دوباس النخيل ) و ( سوسة النخيل الحمراء ) وهو جرس انذار للمجتمع من الله عز وجل هنيئا لنا هذه النعمة .
فوائد التمور والرطب
يساعد التمر على العلاج من الأنيميا لما يحتويه من معدن الحديد. و يعالج التمر أمراض القلب لاحتوائه على عنصر الحديد. و يعالج التمر الإمساك نظراً لاحتوائه على كمية عالية من سكر الفواكه الفركتوز. و لديه فعالية ضد الحساسية لاحتوائه على عنصر الزنك.
ومن فوائد التمر مع الحليب ثبت أن تناول التمر مع الحليب الطازج يزيد من فائدته وغناه بالمواد البروتينية والدهنية وكافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لطاقته وحيويته والدليل على ذلك أن طعام سكان الصحراء قديماً كان محصورا بالتمر والحليب الطازج لذا كانوا مضرب المثل في القوة والصحة وحدة البصر وقوة الذهن والذاكرة ولم يعرف عنهم إصابتهم بالأمراض المزمنة أو الخبيثة ,
ويعزي ذلك خبراء التغذية أن سبب ذلك هو وجود الأملاح المعدنية القلوية في التمر والتي تساعد في تعديل نسبة الحموضة في الدم المسببة لكثير من الأمراض.
و يؤكد كثير من الباحثين اليوم أن التمر هو الغذاء المثالي لعلاج أكثر من مئة مرض، ومنها أنه يعالج الاضطرابات المعوية ويساعد الأمعاء على أداء مهامها بفعالية عالية، كذلك فإن احتواء التمر على الأنواع الغزيرة للمعادن والأملاح والفيتامينات سوف يؤثر على عمل الدماغ ويسدّ ما ينقصه الجسم من عناصر غذائية، وهذا يقود إلى الاستقرار النفسي لدى الإنسان. وهذا يعني أن تناول كمية من التمر كل يوم وبانتظام سوف يؤثر على الحالة النفسية فيجعلها أكثر استقراراً، ونقول: سبحان الله الذي سخر لنا هذا الغذاء وحدثنا عنه في آية عظيمة: ( وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) [يس: 34-35]. وفي آية عظيمة تتجلى إشارة إلى الاستقرار النفسي نتيجة أكل حبات من التمر، ففي قصة سيدتنا مريم عليها السلام حيث كانت حزينة، فأمرها الله أن تأكل التمر لتقر عينها ويهب حزنها، يقول تعالى: [ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) [مريم: 25-26]، فسبحان الله!
ونحن هنا ليس بصدد انواعه وأصنافه بل الاهمية التي يكتسبها التمر في حياة الانسان وكثير من الاجداد الذين عاشوا وحضروا المجاعة التي حلت بمحافظة حضرموت وخاصة الوادي بعد الحرب العالمية الثانية والدور الغذائي الذي لعبه التمر آنذاك ولقد جاء ذكر التمر في السنة النبوية فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( بيت ليس فيه تمر جياع أهله) صحيح البخاري
اصناف النخيل بحضرموت الوادي
ويقدر عدد أصناف النخيل بحضرموت الوادي (66) صنف . توجد (3) أصناف
ممتازة مع نسبة انتشارها وهي (مجراف ، جزاز ، مديني ) ويوجد (15) صنف
جيد جدا هي (جهمي ، معشري ، هجري ، بطيط ، أصبع العروس ، سبية شوك ، عبد
الرحمن ، بقلة كبش ، ميمونة ، كبابة ، حرض ، فزحمي ، صحل ، بقلة خمير ،
بقلة العيد ، ). ويوجد (23) صنف جيد أكثرها انتشاراً الصنف حمراء بنسبة
يليه السريع وهي ( حمراء ، سريع ، يتيمة ، عماني ، سبية علي ، باعميرة
، صيق ، سميناء ، مجيحي ، ناقة ، باجندي ، برني ، صفري ، بقلة بيضاء ،
جرهومه ، مكي ، شعيبي ، برشام ، مصرية ، متمدن ، أزار ، عرقدي ، شبشبه ،
) . ويوجد (20) صنف مقبول أكثرها انتشاراً وهي (حاشدي ، جفسوس ، حساني ، مشروخ ، عقادة ، مخضام ، عرق ، نيني ، باسفين ، ميدع ، عنبرة ، سعيدي ، حمراء طلي ، صرفاني ، حصاة ، أم ذر ، متهجر ، عرب ، باسلة ، مصيصة )
وتوجد (3) أصناف رديئة ونسبة انتشارها منخفضة جداً وهي ( عشدلي ، كرنفس ، سويداء ) .*
المراجع
* ويكيبيديا الموسوعة الحرة
( البيت الحضرمي للمعلومات الزراعية ) تقرير مركز البحوث الزراعية
بسيئون عام 2011م.