عدن (المندب نيوز) خاص
أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، المضي قدماً في المسار السياسي لتحقيق فك ارتباط سلسٍ وآمنٍ، وإقناع الأشقاء في الشمال بأهمية الاعتراف بحق الجنوب في اختيار مستقبله، والعمل لاحقاً على إقامة علاقات أخوية متميزة بين الدولتين الجارتين، تراعي أوضاع الشعبين الاستثنائية وحقوقهما ومصالحهما التي تكونت خلال العقود الماضية، بدلاً من أن تسود أجواء التوتر والصراع وعدم الاستقرار.
وقال العولقي في حواره مع صحيفة “النهار العربي”، إن ما تحقّق حتى الآن كفيل بتقريبنا من استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، لكن المجلس يدرك تماماً تعقيدات المرحلة ومتطلباتها، والتلازم بين مشروعه السياسي والمعركة ضدّ ميليشيا الحوثي، بقيادة التحالف العربي وباقي القوى.
وأضاف العولقي: “أن الجميع يعلم أن بنية دولة الجنوب السابقة دُمّرت كلها، وبشكل ممنهج، ويبذل المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم جهداً كبيراً لإعادة بناء ما تدمّر في المؤسسات الرسمية، وإحياء الطاقات البشرية، وكان أهم ما أنجزه إعادة بناء مؤسستي الجيش والأمن الجنوبيتين”، مؤكّداً أن جهود المجلس وإنجازاته واضحة في الدفع بقضية شعب الجنوب خطوات متقدّمة، فكانت النتيجة نيل قضية الجنوب اعترافاً إقليمياً ودولياً.
وأوضح المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، موقف المجلس الثابت من أن الانخراط في أي عملية سلام مرهون بعدم وجود أي شروط مسبقة، وعلى أي عملية سلام أن تحترم حق شعب الجنوب في استعادة دولته، وأن تراعي تطلعاته، ولن نقبل بأن تُملي ميليشيا الحوثي أو غيرها شروطاً تتعارض مع مصالح شعبنا.
ولفت العولقي إلى أن الأداء الحكومي لوزراء الجنوب حاليا لا يمكن النظر إليه بوصفه نموذجاً للأداء الحكومي المستقبلي في دولة الجنوب المستقلة التي يسعى المجلس إلى إقامتها، فتجربة المشاركة في هذه الحكومة كانت استثنائية، لا يمكن القياس عليها.
ويضيف: “يعلم الجميع أن مشاركتنا في هذه الحكومة جاءت وفقاً لمخرجات اتفاق الرياض – 1 واتفاق الرياض – 2، وفي ظروف استثنائية صعبة واجهتها الحكومة التي تألفت من مكونات مختلفة لها توجّهات سياسية متباينة، والتي تعمل في ظروف حرب ممتدة منذ عشرة أعوام”، لافتاً إلى افتقار هذه الحكومة للموارد في ظل توقف الصادرات الوطنية وأهمها النفط، نتيجة استهداف الميليشيا الحوثية موانئ التصدير.
وشدد العولقي في حديثه، على أن المجلس الانتقالي الجنوبي، حريص على إنجاح أعمال مجلس القيادة الرئاسي، وقد هيأ لذلك كل السبل والظروف، وإن وجِدَت تباينات فهي طبيعية في ظل تباين المشاريع السياسية للمكونات الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، واصفاً العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي الذي ينتمي أعضاؤه إلى الشمال بأنها جيدة.
ولفت إلى أن هناك مرجعية لهذه العلاقة، وهي اتفاق الرياض، وما تمّ التوافق عليه لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية في الجنوب، ووضع إطار تفاوضي خاص بقضية شعب الجنوب في مفاوضات وقف الحرب، ووحدة الموقف ضدّ ميليشيا الحوثي، فالنجاح في تحقيق هذه الأهداف يخدم هذه العلاقة.
ورفض العولقي تحميل المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية عن تردّي الخدمات في محافظات الجنوب، مؤكدا أن الخدمات مهمّة حكومية، وما دامت إيرادات الدولة تصل إلى مصرفها المركزي، فهي ملزمة تقديم الخدمات للمواطن، لكن ثمة من يتهرّب من تحمّل المسؤولية، ويحاول أن يجعل المجلس الانتقالي شماعةً يعلّق عليها فشله، وهذا منافٍ للحقيقة تماماً.