مع تخرجي ..! انهدم الوطن

390
بقلم : حداد مسيعد
بقلم : حداد مسيعد

 

عشت طفولتي بعد الوحدة اليمنية كنت أعيش كأطفال العالم مررت بمراحل الطفولة الى أن وصلت الى مرحلة التمهيدي والى الثانوي انقلبت حياتي حتى صرت طالب بالجامعة أحسست انني كبرت وصرت مسؤول عن نفسي أن أهتم بنفسي وانا ادرس الجامعة بعيدا عن أهلي وقريتي ..

 كنت بعيداً لم أتحمل الغربة أعيش مع زملاء لم اعرفهم حتى منهج الدراسة الجامعية يختلف عن مرحلة الثانوية … مرت أربع سنوات على الدراسة كنت احمل أمال كثيرة ومتفائل بقرب التخرج الذي كان في مطلع العام 2014م وأكثر من هذا ومع بداية العام 2015م حصل انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي هنا تحطمت كل آمالي واحلامي عندها كتبت عبارة داخل ذاكرتي ( عندما بدأت في بناء مستقبلي إنهدم الوطن )

نعم عندما أكملت مرحلتي الجامعية انهدم الوطن كنت أسمع عبدالملك الحوثي يقول نحن لانريد إحتلال صنعاء ولاكرسي الحكم وإنما اسقاط الجرعة بل كان كلامه كله عكس لم يسقطوا الجرعة فقط بل اسقطوا الدولة بأكملها . مع هذا الإنقلاب للأسف اصبح الميكانيكي حداداً والمعماري نجاراً والمعلم سائق تاكسي في زمن الإنقلاب تكبد الناس عناء الحر وإنقطاع الكهرباء وإرتفاع الأسعار وإنتشار المرض لقد ارجعنا للورى 25 عاماً متى ستتطور بلادي مثل بلدان العالم اعتقد بعد زمن طويل وانا حامل عكاز المسنيين ..

 في قريتي ومع شروق شمس كل يوم أرى أطفالا وشباب يذهبون للعمل للحصول على لقمة للعيش ..

في عهد الحوثي أصبح الريال اليمني أمام الدولار منهار بدرجة كبيرة في عهد تدنى مستوى التعليم واصبح الغش في الامتحانات متطور تكنولوجيا في عهده أصبحت اليمن من أفقر دول العالم في عهده أصبح المواطن اليمني لاقيمة له في العالم في عهده قتل وتشريد وتعذيب وتنكيل رملت نساء ويتمت أطفال في عهده اختطف المئات من الصحفيين والناشطين الحقوقيين في عهده أصبح اليمن بلاد الهم والحسرات وبث فيها الجرع والازمات وجعل شراء القمح والدقيق من أعظم المعجزات والفقر من أعظم المنجزات ..

لكن ومع كل هذا وانا اعيش في اليمن الذي كان سعيدا ينطلق تفكيري دائماً فيما يحصل في سوريا من قتل وتعذيب وتشريد ويمر تفكيري الى ليبيا وفلسطين والعراق حينها أقول في نفسي هل كتب علينا نحن العرب والمسلمين الشقاء ؟

أم نحن العرب السبب في هذا الشقاء ؟

LEAVE A REPLY