تقرير خاص: 2021م.. ملامح مرحلة جديدة للجنوب صنعها الانتقالي

452

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

مُنذُ أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن هيئته الرئاسية في 11 مايو 2017م، المنبثقة عن التفويض الشعبي المطلق، لتمثيل المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا وتولي إدارتها، حققت قيادة المجلس برئاسة القائد عيدروس قاسم الزُبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، الكثير من الإنجازات على المستوى السياسي والعسكري، واستطاعت أن تنقل القضية الجنوبية إلى المحافل الإقليمية والدولية، كما وضعت العديد من الرؤى المستقبلية لإدارة الدولة الجنوبية المنشودة.

تحديات:

برغم تعقيدات الأزمة اليمنية ووجود قوى سياسية وحزبية شمالية تعمل باستمرار على تقويض نشاط الانتقالي، تمكنت قيادة المجلس منذ التأسيس من تجاوز أغلب العوائق التي وضعت أمامها من قبل تلك المكونات لإجهاض قضيته، ومضى قدماً نحو هدفه السامي وهو استعادة الدولة.

كل هذه التحديات لم تمنع الانتقالي الجنوبي من فرض نفسه كشريك قوي وفعال مع دول التحالف، في مواجهة الانقلاب الحوثي والقضاء على أطماع إيران ودول أخرى تسعى الى زعزعة امن واستقرار المنطقة، إضافة إلى تلك النجاحات الكبيرة التي حققها في مكافحة الإرهاب.

ولعب المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية دور إيجابي كبير في صناعة السلام بالمناطق المحررة، كما نجح في خوض غمار العمل الدبلوماسي من خلال تنفيذ عدة جولات خارجية، أستطاع خلالها من جلب اعتراف وتعاطف دولي كبير للقضية الجنوبية، ليعزز بذلك ثقته عند الجماهير الجنوبية التي منحته التفويض المطلق لتمثيلها.

تغيرت القناعات:

الأزمة اليمنية الراهنة التي تمر بها اليمن كشفت عن العديد من المتغيرات السياسية، وغيرت الكثير من المفاهيم والقناعات لدى الحلفاء بعد أن تعرضوا لخذلان من قبل بعض المكونات السياسية والحزبية والعسكرية الموالية لجماعة الإخوان والمحسوبة في الوقت ذاته على الحكومة الشرعية.

 وعلى نقيض ذلك تماماً وفي المقابل أستطاع المجلس أن يوسع من علاقاته الداخلية من خلال جذب واحتضان كافة المكونات الجنوبية، كما سطر أروع البطولات ضمن التحالف العربي في تحرير أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية، إضافة إلى الدور البارز الذي لعبة في القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي بالمحافظات الجنوبية، الأمر الذي جعله محط أنظار العديد من الدول الكبرى، التي بادرت على خلفية ذلك بلقاء قيادات المجلس والتباحث معها كشريك قوي وفعال في مكافحة الإرهاب، وهو ما أعتبره الكثير اعترافا دوليا واقليميا بالانتقالي.

وشق الانتقالي الجنوبي طريقه لانتزاع اعتراف دولي عقب فرض مشاركته في حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب المنبثقة عن “إتفاق الرياض”، ليضائل بذلك دور القوى السياسية والحزبية التقليدية الشمالية، والتي تعمل منذ مطلع التسعينات على طمس الهوية الجنوبية وفرض والوحدة بقوة السلاح، وهو الامر الذي ظلت كافة القوى الوطنية الجنوبية ترفضه وتؤكد أن لا استقرار في المنطقة وفي اليمن دون حل الدولتين.

مرحلة جديده:

تحمّل المجلس الانتقالي الجنوبي على عاتقه هدف استعادة الدولة الجنوبية، وناضل من أجل تحقيق تطلعات الشعب، دون كلل او ملل بل قدم الكثير من التضحيات ليصل إلى ما وصل إليه اليوم، بثبات قيادته الحكمية التي تمكنت من حصد نتائج عظيمة آخرها كان التوقيع على اتفاق الرياض، وهو الاتفاق الذي فتح افاقا واسعة للجنوب، وتشكيل حكومة جديدة باشرت مهامها مطلع العام الجاري 2021م من العاصمة الجنوبية عدن.

الرئيس القائد “عيدروس قاسم الزُبيدي” أكد في حوار متلفز أجرته قناة “سكاي نيوز عربية”: أن اتفاق الرياض يسير بخطوات ثابتة ووفق أهداف استراتيجية يتطلع إليها شعب الجنوب، كما أن حكومة المناصفة تعمل بشكل جيد وأمامها تحديات كبيرة، في توفير الخدمات وإعادة الإعمار، وجُملة من المهام الطارئة، وهي تحظى بدعم المجلس الانتقالي وفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والأشقاء في التحالف العربي.

وأضاف أن القوات الجنوبية على استعداد تام لتأمين حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال في سبيل أداء مهامها وتقديم الخدمات وتفعيل مؤسسات الدولة.

وعن الوضع الأمني بالعاصمة عدن بعد استهداف مطار عدن الدولي أكد “الزُبيدي” ان الحالة الأمنية بعدن جيدة، والتحديات الأمنية موجودة في أكبر دول العالم، ونحن في دولة ما زلنا في حالة حرب مع الحوثي، منوها إلى الحاجة لمنظومة دفاع جوية (باتريوت) في العاصمة عدن لتأمينها بشكل كامل.

وفيما يتعلق بمشروع الإعلان المشترك، الذي يتبناه المبعوث الأممي مارتن غريفثس للحوار بين الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي، كشف الرئيس الزبيدي عن أن المجلس لم يتلقَ أي دعوة بشأنه، وأنه لن يكون هناك نجاح لأي حل في اليمن، لا يُمثّل فيه الجنوب تمثيلا حقيقيا.

وبين الرئيس “الزُبيدي” أن المجلس دخل اتفاق الرياض كممثل للجنوب وقضيته العادلة وأن شعب الجنوب يسيطر على أرضه وهو يملك الحق -ولديه القدرة -للدفاع عن مكتسباته بكل الطرق والوسائل في حال تجاهل قضيته.

وأكد الرئيس “الزُبيدي” القدرة على هزيمة انقلاب الحوثي وأنه كان بمقدور القوات الجنوبية تحقيق ذلك، لكن المجتمع الدولي أوقف هذه القوات على أبواب الحديدة وحال دون تحريرها لأسباب غير معروفة.

وطالب الرئيس “الزُبيدي” الأشقاء في التحالف العربي بتسليح القوات الجنوبية والجيش الوطني اليمني وتوجيه الجميع إلى جبهات القتال لهزيمة المليشيات الحوثية.

وحول مشروع الدولة الاتحادية وما تسمى بمخرجات الحوار اليمني، قال الرئيس “الزُبيدي” ان هذه المخرجات قد انتهت بانقلاب مليشيا الحوثي، وهناك واقع جديد في الجنوب لا يمكن لأحد القفز عليه.

وأشاد الرئيس “الزُبيدي” بالمواقف الاخوية الداعمة للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات، معبراً عن الأمل في زيادة وتعزيز هذا الدعم ليشمل كل القطاعات الحيوية.

شاهد حرب

فيما يرى الإعلامي المغربي “توفيق جازوليت” مشاركة المجلس الانتقالي في حكومة المناصفة يجب أن تكون فقط مرحلة متقدمة نحو استعادة الدولة الجنوبية لا ريب أن تحقيق الانتقالي الشراكة مع الشرعية من خلال حكومة المناصفة تنفيذا لبنود اتفاقية الرياض كانت على قاعدة أن الجنوب شريك أساسي، يمثل اعترافا ضمينا بالمساحة المكانية والسياسية من قبل المجتمع الدولي والإقليمي بندية الجنوب ومناصفة الأحقية في الاستحقاق السياسي اليوم ومستقبلا.

وقال “جازوليت” أن حكومة المناصفة حكومة ضعيفة الكفاءات، تفتقد الحد الأدنى لاستراتيجية واضحة المعالم، تم تشكيلها والإعلان عنها لتخفيف الضغوطات المتزايدة على السعودية بعد فشلها الاستراتيجي في إدارة الأزمة، فلن تحقق أي إنجاز التسوية الشاملة للأزمة اليمنية ولن تحقق أي حسم عسكري، إذ ستنحصر على محاولة إيقاف مسلسل الهزائم العسكرية التي مني بها ما يسمى “بالجيش الوطني” أمام الحوثيين، وستلجأ إلى التهديد، بفتح جبهة الحديدة، تلك الجبهة التي تشكل حجر الزاوية في أي خطة عسكرية جادة لدخول صنعاء، لكن هذا الأمر لن يتعدى التلويح دون الفعل، فسياسيا ستسعى الى ممارسة ضغوطات على الحوثيين من أجل تسوية سياسية للأزمة، ونتيجة لغياب الاستراتيجية الواضحة، فلن تحقق شيئا في هذا الصدد.

على الصعيد الاقتصادي أوضح “جازوليت”، أن الحكومة ستحاول تنفيذ مجموعة من الإجراءات لتفعيل الخدمات الأساسية المتوقفة منذ سنين خلت وصرف المستحقات المؤجلة لتهدئة الرأي الوطني الجنوبي…هذا الجانب قد يكون الوحيد القابل أن تنجح فيه حكومة المناصفة، لكن لا يتوقع أن تقدم على معالجات حقيقية للاختلالات الهيكلية، والتي يستلزم القيام بها لانتشال المواطن من الوضع المعيشي المتدهور، ناهيك عن التطلع إلى نهضة تنموية وانتعاش اقتصادي على المدى البعيد.

 وأكد “جازوليت” قائلاً: يظل بيت القصيد هو المشاركة الجنوبية في المفاوضات النهائية ، لقد هيأ اتفاق الرياض الأرضية الملائمة لكي يكون المجلس الانتقالي  عضوا أساسيا في تلك المفاوضات التي تهدف إلى الوصول إلى نهائي ‏ ينهي مأساة رافقت الشعب الجنوبي منذ تلك الحرب الظالمة للعام 1994م، مما يستلزم من قيادة الانتقالي المزيد من التفكير الجدي و  صياغة استراتيجية فاعلة يشارك فيها الإعلام و لجنة حقوقية  و ديبلوماسية شعبية و رسمية لإقناع المنتظم الدولي أنه لا و لن يمكن إحلال السلم و السلام في منطقتي الخليج و اليمن إلا من خلال إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات الحل النهائي  و الإعلان  عن فك الارتباط و استعادة الشعب الجنوبي لدولته.

انتكاسه 

بهذه الانتصارات السياسية التي استطاع الانتقالي أن يفرضها بتوقيع “اتفاق الرياض”، تكون جماعة الاخوان وبعض المكونات المتعاطفة معها، قد تعرضت لصفعة سياسية جديدة وانتكاسه كبيرة ستفقدها التأثير على القرارات الحكومية، وستنهى حقبه من الاستبداد السياسي شمالاً وجنوباً.

وتعرض الجنوب بعد حرب صيف 1994م، الى تهميش واقصى ممنهج من قبل النظام السابق الذي عمل على احتكار السلطة ومنح وقتها قيادة جماعة الاخوان “حزب الإصلاح” صلاحيات أوسع استخدمت ضد الجنوب.

LEAVE A REPLY