شبوة ( المندب نيوز ) خاص
يثير التهاوي المريع لفروع تنظيم الإخوان المسلمين في أكثر من قطر عربي، لم يكن آخره تونس، مخاوف وذعر قيادة التنظيم الدولي وهو ما يدعوها لإجراء تعديلات متسارعة في سياستها الداخلية والخارجية بينها القيام بعمل بعض الفروع والقيادة المباشرة لعناصرها وأجنحتها كما هو حال اليمن اليوم.
ومع ما يحمله التنظيم الدولي من عداء تاريخي للوطن العربي والدول المناوئة للإرهاب مثل السعودية والإمارات، يجد التنظيم اليوم في اليمن بما تمر به من ظروف ساحة تعريض مواتية ومناسبة لضرب التحالف العربي الذي تقوده الدولتين وتعويض الخسائر التي مُني بها على امتداد الساحة الدولية والعربية.
مطلع العام 2015م أطلقت السعودية والإمارات حربا واسعة على جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، ونجحت في تحرير عدد من المحافظات اليمنية بينها شبوة كما قدمت دعما سخيا للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في سبيل استعادة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية من قبضة الانقلابيين.
استطاع أبناء شبوة بثقلهم القبلي تحرير شبوة في وقت وجيز بقيادة ودعم سعودي إماراتي شاركت فيه قوات عسكرية من الجانبين ومع نجاح معركة التحرير دخلت شبوة تحت سلطة الحكومة الشرعية.
ومع التوغل الإخواني داخل جسد الشرعية الذي تغاضى عنه_ مع هامش للغليان_ كثيرون بينهم القيادات العسكرية المتواجدة على الأرض بتكويناتها القبلية والسياسية المختلفة، لاعتبارات شتى بينها ما يمثله الحوثي، في اعتقادها، من خطر أكبر ليس على اليمن فحسب بل والوطن العربي ككل.
مع تحرير شبوة بقيت قيادات الإخوان كامنة في الجانب الظليل من السلطة المحلية، أثناء ذلك كان بن عديو يشغل منصب وكيل المحافظة كشيخ قبلي متصالح اجتماعيا مع محيطه ليحظى بقبول الوسط المحلي الذي صعد منه وهو ما دعمته قيادات التحالف العربي.
على مهل سيطرت قوات الإخوان على الأراضي المحررة من المحافظة كما استقدمت عناصرها من مختلف المحافظات بينهم عناصر إرهابية وعلى نار شبوة الدافئة بدأ الغليان الشعبي في الظهور والتنامي خصوصا أن السلطات الإخوانية أدخلتها تحت تهديد الطيران الأمريكي دون طيار المناوئ لعناصر تنظيم القاعدة.
وفرت النخبة الشبوانية الأدوات المناسبة للغليان الشعبي لتنجح في طرد عناصر تنظيم القاعدة إلى تخوم المحافظة وهناك تمركز التنظيم آخذا في التمدد إلى مناطق أخرى مجاورة ضمن البيضاء والجوف.
سارعت قيادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إلى استكمال مخطط الاستيلاء الكلي على مرافق ومفاصل السلطة المحلية للمحافظة كأداة حاكمة بعد أن نجحت في تنصيب بن عديو محافظا عليها.
لم يخفِ التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قلقه من منح فرعهم في اليمن التي مثلها ” بن عديو” ، ثقته الكاملة في انجاح مخططهم المعادي للتحالف حرفيا قبل أن تضع في حراسته عدد من عناصرها جرى تدريبها جيدا في مأرب حيث المركز التدريبي للتنظيم.
أخذت سياسة وقرارات بن عديو في تنفيذ المخطط الدولي للإخوان بدءا من إعادة عناصر القاعدة إلى شبوة مقابل تحجيم قوات النخبة الشبوانية داخل المحافظة تمهيدا لضربها.
استنسخ التنظيم الدولي لإحكام سيطرته على شبوة مبادئ سياسته العالمية المعروفة كمبدئ” فرق تسد” ليبدأ في ضرب اللحمة القبلية الشبوانية والنسيج الاجتماعي متموضعا فيما يتمزق منه، مستخدما لذلك بن عديو ليشرع الأخير في تمزيق التركيبة القبلية للمحافظة بسلوكيات عدة منها استحداث زعامات جديدة لضرب وجاهاتها ومشيخياتها القديمة بما تحمله من إرث تاريخي، والتي وقفت ذاهلة أمام ممارسات بن عديو والتغيرات التي طرأت في سلوكه متجردا من القيم القبلية التي ينحدر منها ليبقي إخوانيته الخالصة.
مع تسليم سلطات بن عديو لبيحان والعين وعسيلان انكشفت الخطوط الأولى لمخطط الإخوان الذي يستهدف قيادة التحالف العربي عبر اسقاط مأرب وتأمين وصول الحوثيين إلى عتق بما يسهل سقوط اليمن ككل في القبضة الإيرانية، يأتي هذا بعد أن نجح الإخوان وبغطاء الشرعية في استنزاف التحالف العربي كمهمة أولى، فيما تتمثل المهمة الثانية والأخيرة في تشكيل معالم معركة جديدة يقودها التنظيم الإخواني الدولي جنبا لجنب مع المليشيا الحوثية على الحدود السعودية.
كما استخدم تنظيم الإخوان مناطق من اليمن في تدعيم اقتصاده العالمي بينها شبوة بما تزخر به من ثروات.
ومع خضوع فرع تنظيم الإخوان السلمين لأجندة التنظيم الدولية فإن نجاح معركة القضاء على مليشيا الحوثي كذراع فارسية مرهون بدحر الإخوان كذراع تركية في المنطقة تسعى منذ مهدها لزعزعة الأمن العربي عموما والخليجي خصوصا وهو ما أدركه أبناء شبوة مؤخرا.
على شبوة يقع اليوم دور إفشال مخططات الإخواني والحوثي واستعادة محافظتهم من إرهابهم وتصويب مسار المعركة نحو استعادة الجمهورية اليمنية بدعم عربي، جنبا إلى جنب مع إخوانهم في المقاومة الجنوبية وقيادات أخرى قبلية في مأرب، وعسكرية في الساحل الغربي فهل ستنجح في هذا الذي بدأته بالدعوة للملمة الصفوف واستعادة اللحمة القبلية مع ما لاقته من تجاوب محلي تجسد واقعا بالالتفاف القبلي الذي حظيت به عودة الشيخ عوض الوزير وقد استشعر كغيره من قبائل شبوة ما يتهددها من خطر وشيك.