عدن (المندب نيوز) فضل حبيشي

 

حذر مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في العاصمة عدن المهندس فيصل الثعلبي من أن استمرار تدفق مياه الصرف الصحي الملوثة وغير المعالجة إلى البحار المحيطة بمدينة عدن سيؤدي إلى إصابة البيئة البحرية بمقتل وذلك بسبب توقف محطتي كابوتا والعريش عن العمل ، معرباً عن تخوفه من أن تتحول هاتان المحطتان البالغ مساحتهما 200 هكتار في حال استمرار التوقف إلى أرض بيضاء تعرضها لناهبي الأراضي وسماسرتهم .
وناشد في بيان بهذا الشأن تلقى “المندب نيوز” نسخة منه السلطة المحلية في عدن والحكومة والمنظمات البيئية الإقليمية والعربية والدولية وكل الجهات المهتمة بالبيئة إلى الالتفات إلى هذا الأمر باهتمام بالغ كونه من أهم قضايا الخدمات المجتمعية الأساسية اليومية .
وقال : لقد طفح الكيل من هذا الأمر الذي لم يلق استجابة حتى الآن وتعبنا من المراسلات المحذرة التي تتعلق بخطورة تلويث البيئة البحرية المحيطة بمدينة عدن بسبب مياه الصرف الصحي الملوثة وغير المعالجة وكيفية معالجتها ولهذا توجهنا لوسائل الإعلام لايضاح القضية للرأي العام ولفت أنظار جهات الاختصاص . 
وأوضح أن كمية المياه الناجمة عن الصرف الصحي في عدن تبلغ في المتوسط 50 ألف متر مكعب في اليوم كانت محطة كابوتا للمعاجة في المنصورة التي تأسست عام 1973 م تستقبل من هذه الكمية 20  ألف متر مكعب ، بينما تستقبل محطة العريش التي أسستها ألمانيا عام 2003 م بقية الكميات البالغة 30  ألف متر مكعب ، والمحطتان كانتا في الماضي تستقبلان مياه الصرف الصحي لمناطق الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة والبساتين والشعب والحسوة وكريتر والتواهي وخورمكسر والمعلا .
وأفاد أن محطتي المعالجة متوقفتان حالياً عن العمل ومهجورتان وأصبحت المياه الملوثة المحتوية على ملايين المستعمرات البكتيرية والعديد من العناصر الثقيلة الخطرة وعلى المخلفات الخطرة للمستشفيات والمعامل والمصانع ترمى وتضخ إلى البحر دون معالجة .
وأشار إلى أن مياه الصرف الصحي الملوثة لمديريات الشيخ عثمان والمنصورة ودارسعد تمر مرور الكرام في محطة كابوتا عند ساعات عمل الكهرباء فقط دون معالجة وتمر بمحمية الحسوة حيث تستخدم هذه المياه لشرب الأغنام والأبقار وزراعة (الأعلاف) مما ينتج عنه أضرار صحية لهذه المواشي وألبانها وماتبقى من مياه ملوثة يذهب إلى البحر مسبباً أيضاً ضرراً بالغاً بالبيئة البحرية واختناق وموت الكائنات البحرية المتواجدة وبالتالي تصبح بحارنا ميتة بيئياً ، كما أن جزءاً من المياه الملوثة للمديريات الثلاث تصرف أيضاً في البحر أمام المملاح وتنتقل بسمومها إلى خزانات المملاح وتؤثرعلى سلامة الملح البحري الذي يدخل كل بيت ، مضيفاً : وبالنسبة لبقية المناطق فإن المياه الملوثة لمديرية خورمكسر تصرف في ساحل أبين أمام مبنى إدارة جامعة عدن أما مديرية صيرة فتصرف مياه الصرف الصحي الملوثة أمام ساحل صيرة خلف مستشفى عدن العام بينما مياه المعلا والتواهي تصرف في ميناء المعلا والجزء الآخر في ساحل حجيف .
ولخص المهندس فيصل الثعلبي الحل بالقول : الآن أصبحت البيئة البحرية تستنجد ومحطات المعالجة التي تشمل أحواض المعالجة بطريقة طبيعية متوقفة ، لسنا بحاجة ملحة للمعالجة في هذه المحطات إلّا  لأشعة الشمس وهبوب الهواء فتتم المعالجة ببكتيريا الأكسدة الهوائية واللاهوائية ، لكننا نحتاج في الأساس إلى عودة الكوادر المتخصصة الموجودة بالعشرات في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لتعمل في هذه المحطات المهجورة وإلى أجهزة فحص يمكن توفيرها لو طلبت رسمياً من المنظمات البيئية علماً أن عدن من أفضل المحافظات حظاً بملكيتها لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي . 

 

LEAVE A REPLY