سياسيون وإعلاميون يمنيون : الدعم القطري مكّن الحوثي من اجتياح صنعاء وعلاقة الدوحة بالميليشيا عمرها أكثر من عقد

182
مقاتلون من الميليشيا الحوثية
مقاتلون من الميليشيا الحوثية

صنعاء (المندب نيوز) صحف

 

أكد سياسيون وإعلاميون يمنيون أن الدوحة عززت دعمها الميليشيا الحوثية مؤخراً سيما بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهذا التعزيز للدعم تركز على الجانب السياسي والمالي والأخير يخصص منه جزء للإعلام، وهذا ما اعتبروه عودة العلاقة القطرية مع ميليشيا الحوثي.
وقالوا لـ «الاتحاد»: إن علاقة قطر مع ميليشيا الحوثي الإيرانية ليست وليدة الأحداث الأخيرة، بل إنها تمتد لأكثر من عقد ونصف، منذ نشأت جماعة الحوثي، ومن ثم دعمها إبان تمردها على الجيش اليمني وخوضها ست حروب في معقلها بصعدة، وكذلك دعمهم وتعزيز موقفهم السياسي الذي مكنهم من اجتياح العاصمة صنعاء واحتلال معظم مناطق اليمن.
وقالوا: قطر وبالتعاون مع إيران استغلت أحداث اليمن، ودعمت الميليشيا بهدف تهديد دول الجوار إلا أن التحالف أفشل هذا المشروع فلجأت لاستهداف جهود التحالف العربي في اليمن، عبر ميليشيا الحوثي، وصعدت قطر دعمها السياسي والمالي لهم، وكذلك الدعم الإعلامي الذي تتزعمه قناة الجزيرة وأضحت تشكل منبرا للميليشيا.

علاقة منذ 17 عاماً
علاقة قطر مع ميليشيا الحوثي تمتد لما يقارب عقدين من الزمن وتحديداً منذ بداية نشأة الجماعة، حسب ما كشف عنه الإعلامي اليمني رائد علي شائف، والذي قال لـ «الاتحاد»: «علاقة قطر بالحركة الحوثية لم تكن وليدة الأحداث الأخيرة في اليمن، بل إنها متوطدة منذ سنوات طويلة، حيث الدعم القطري المشبوه للجماعة يعود إلى ما يقارب 17 عاما وأكثر ومنذ فترات تأسيس هذه الجماعة من خلال تحالف قطري إيراني سري لتقويض أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول الخليج، عدا أن الأزمة الخليجية الراهنة دفعت بهذه العلاقة للبروز إلى الواجهة، حيث انكشف المستور إلى العلن عبر الإعلام القطري بمختلف وسائله من خلال الانحياز الفاضح والوقح لكل ما يتعلق بشأن الجماعة ومحاولة التستر على همجيتها ضد البسطاء من أبناء اليمن».
وأضاف: «والدعم القطري لا يقتصر بكل تأكيد على الجانب الإعلامي، ولكنه يشمل أيضاً الجانب المادي واللوجستي، بحسب ما كشفته وثائق مسربه تم تداولها إعلامياً وفضحت حينها العلاقة المشبوهة بين الطرفين عبر التنسيق السري للمخابرات القطرية مع زعيم الجماعة حينها حسين الحوثي».

تطور العلاقة
طرد قطر من التحالف العربي بعد اكتشاف دعمها الإرهاب وسع من علاقتها بميليشيا الحوثي، وباتت قطر تدعم وتحيك مؤامرات تستهدف أمن الخليج، وأفاد رائد علي شائف: «تطورت حالياً تلك العلاقة وتوسعت مع تغريد قطر خارج السرب والإجماع الخليجي والعربي وربما تكون الجماعات والعناصر الإخوانية همزة الوصل وجهة التنسيق بين الجانبين، خصوصاً في ظل حصار التحالف العربي للجماعة الانقلابية وإغلاق ممرات التواصل المباشرة في وجهها».
ويقول رائد: «نرى أن تورط قطر في هذه المؤامرات والذي يستهدف الإضرار بالداخل الخليجي بات معروفاً ومفضوحاً لدى الجميع ولا يخفى على أحد تعامل قطر مع أذيال إيران في المنطقة سعياً للترويج الخبيث لمشروعها الطائفي القذر».

التحالف أفشل مشروع إيران وقطر في اليمن
وفي حديثه لـ «الاتحاد» يقول عضو الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي نبيل عبدالله: «ما نعلمه جميعاً أن كارثة الربيع العربي تعاظمت عندما وجدنا قطر وإيران تستغلها لإثارة الصراعات وتدمير الدول العربية وشاهدنا كيف تقاتلوا بالوكالة في سوريا وعملوا على حرف مسار الانتفاضة الشعبية فيها وبعد دمار سوريا ظهرت قوة العلاقة والتحالف بين قطر وإيران».
مضيفاً: «هذا الدور أرادوا القيام به في اليمن، إلا أن دور التحالف قوض مساعيهم لهذا أتت ردة فعلهم في الحملة المنظمة للهجوم على الإمارات على أمل خلق تباين بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، ولكن ما ظهر هو تماسك دور التحالف الذي امتلك شريكا حقيقيا في الجنوب متمثلاً بالمجلس واليوم هناك قوة شمالية بديله يتم إعدادها».

تهديد
وأردف نبيل عبدالله: «جهود التحالف العربي في اليمن خلطت أوراق الأعداء الحلفاء – في إشارة منه لقطر وإيران وأياديهم اليمنية – لهذا غيروا من مخططهم فبدلاً من المواجهة المفتعلة لتدمير اليمن وإشعال الطائفية نجدهم اتجهوا للتحالف فيما بينهم لمواجهة التحالف العربي عبر دعم ميليشيا الحوثي».
وقال: «هناك الكثير من الدلائل على توجه الحوثيين وإخوان اليمن للتنسيق فيما بينهم وبدعم إيراني قطري وامتداد للعلاقة بين قطر وإيران التي بدأت بتبادل الأدوار العدائية وانتقلت إلى الشراكة الكاملة لتستهدف جهود التحالف العربي في اليمن، بالإضافة لتهديد دول الجوار عبر اذرعها في الداخل اليمني».

الجزيرة منبر الحوثي
مؤخراً وإلى جانب تزايد الدعم المالي القطري لميليشيا الحوثي الإيرانية، تقدم قطر دعما إعلاميا كبيرا للميليشيا تتزعمه وتقوده قناة الجزيرة التي أضحت منبرا إعلاميا يوجد في مناطق سيطرة الحوثيين ويبث تقارير وتغطيات، وكذلك نقل خطابات زعماء الميليشيا.
وقال المحلل السياسي اليمني هاني مسهور في مقال نشرته صحيفة البيان: «مشهد لا جديد فيه، عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة الإرهابية في اليمن، ومن على شاشة قناة الجزيرة القطرية، يتوعد بإطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية، مشهد متكرر يُعيدنا إلى عام 2001م، ذات القناة (الجزيرة)، ومن دولة قطر، يظهر أسامة بن لادن مهدداً ومتوعداً الولايات المتحدة الأميركية بهجمات إرهابية، تضرب عواصم أوروبا والعالم، بعد أن نفّذ هجوماً إرهابياً، ضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك الأميركية، لم يتغير المشهد إطلاقاً، الحوثي على شاشة الجزيرة القطرية، كما كان بن لادن والظواهري وحسن نصر الله وأبو بكر البغدادي، وعشرات من رؤوس الإرهاب في العالم، يجدون عند منصة قناة الجزيرة القطرية نافذة، ليرسلوا للعالم تهديداتهم بنشر الرعب والتدمير، تعددت الوجوه الإرهابية، وبقيت قناة الجزيرة نافذة وحيدة لإيصال صوت الإرهاب للعالم».

من / فتاح المحرمي
* الاتحاد الاماراتية

LEAVE A REPLY