تقرير خاص: “المندب نيوز” في مخيمات النزوح الشمالية…جغرافيا المعاناة والقحط

412

 

 

 

أسر من صعدة: نزحنا من قرانا بعد أن حولها الحوثي إلى ثكنة عسكرية ونهب ممتلكاتنا

نساء وأطفال يشكون من الاعتداءات والتعرض لتحرش جنسي

 

صنعاء (المندب نيوز) خاص 

 

منذ اندلاع الحرب في اليمن شردت الالاف الأسر من جميع المحافظات، لاسيما تلك التي دكت بنيران مليشيات الحوثي والمخلوع صالح أو خضعت لسيطرتها، أو في المناطق التي شهدت وما تزال مواجهات بين المتمردين من جهة والمقاومة الشعبية وقوات التحالف من جهة أخرى.

 

لا توجد حتى اللحظة أي أرقام أو إحصائيات دقيقة حول عدد النازحين، في الوقت الذي تسعى فيه عشرات المنظمات لتقديم المساعدات الغذائية العاجلة لهم، أبرزها منظمة الإغاثة الإسلامية.

 

الحرب لم ترحم أحد، فإلى جانب أنها دمرت الكثير من البيوت وتسببت في مهاجرة الكثير من مناطقهم، ولفظتهم إلى العراء، حصدت أرواح الالاف وأصابت مثلهم من المدنيين الذين يدفعون ثمن هذه الحرب التي ليس لهم أي علاقة فيها.

 

المندب نيوز” رسم خارطة جغرافية لأماكن تجمع النازحين، وخطط لاقتحام تجمعاتهم والوصول إلى أكبر عدد من النازحين في مأرب وصنعاء وذمار وإب ،محاولا نقل توثيق الصورة الكاملة لأوضاعهم المأساوية في الوقت الحالي.

عشرات المخيمات لا يملكون قوتهم اليومي:

 

تقبع مئات لأسر النازحة في العديد من المخيمات الإغاثية، والتي تقدمها منظمات المجتمع المدني للنازحين حول محيط العاصمة صنعاء أو المحافظات التي لم تشهد أي حرب حتى اللحظة، في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة اليومية كالأكل والشرب.

 

 

في حديث صاخب، مع عشرت الأسر النازحة من مختلف المحافظات، الذين يقنطون في العاصمة صنعاء حاليا، قال رب أسرة لـ“المندب نيوز” نزحنا من محافظة صعدة بعد أن تم نهب كل ممتلكاتنا الخاصة والعامة من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح من بيوتنا في المدينة، وحولوا المدينة إلى ثكنات عسكرية، لقد عانينا كثيرا أثناء مغادرتنا صعدة).

 

 

وتابع حديثة بالقول:وفي العاصمة صنعاء لم نجد ملجأ أو أمن يحمينا من ويلات الحرب والصواريخ، فقط نعيش في أماكن لا يصلح أن يعيش فيها بني ادم، حيث لا مأكل ولا مشرب فقط نعتمد على ما يعطونا الناس من صدقات”

 

البرد هلاك النازحين:

 

وجراء الواقع المؤلم، يشتكي عشرات النازحين في محافظة ذمار من شدة البرد، وخصوصا ونحن الان على أبواب هذا فصل الشتاء القارس، حيث يقول شمسان أحم، من أهالي محافظة تعز لـ”المندب نيوز“: “من شدة البرودة القوية جدا لا نعلم كييف سنستقبل الثلاثة الأشهر القادمة وهي أكثر الأيام انخفاضا في الحرارة”.

 

أم عبد الرحمن، امرأة في الخمسين من عمرها تسكن حالياً في محافظة ذمار، تحدثت لـ”المندب نيوز” مؤكدة، بأن” البرد يفتك بها وبأسرتها بالكامل التي تسعى جاهدة إلى توفير قوتها اليومي، على أمل أن يسد رمق جوعهم، الذي طرح عددا من أفراد أسرتها في سرير المرض، أولهم زوجها”.

 

استغلال الأطفال والنساء النازحين:

 

تداولت الأخبار وكثرت الحكايات عن التحرش الجنسي بالنساء والأطفال في العاصمة صنعاء ومحافظة أب من قبل عصابات الشوارع حيث تذهب عددا من النساء والأطفال للبحث على لقمة العيش ويتعرضن للمضايقة من قبل تلك العصابات المسلحة التي يعتقد أنه تابعة لمليشيات الحوثي. تقول الأخت (م.ك.خ) يتحفظ ” المندب نيوز” بأسمها لضمان سلامتها، وهي من سكان مدينة إب نازحة من تعز، أن “هناك جماعات مسلحة وعصابات من الشباب المراهقين يعترضوننا بصورة يومية، ويطلبون منا العمل بقيام أعمال غير أخلاقية، أو الذهاب إلى أماكن محظورة، ولكننا نقدم شكوانا إلى الجهات المختصة التي لا تقوم بأي أعمال وتوقفهم عند حدهم”.

 

في المقابل قال عددا من الأطفال ممن قابلهم مراسل “المندب نيوز” بالعاصمة صنعاء، أنهم يتعرضون للاختطاف والمضايقات من قبل أطقم مسلحة وشباب مراهقين وعصابات مسلحة، وفي بعض الأحيان يتم أخذهم بالقوة وإخفاهم لساعات دون علم أحد من أهاليهم، حيث يتعرضون للتحرش الجنسي.

 

ملايين المحتاجين في اليمن:

 

ويرى منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن – جيمي ماكغولدريك، أن: “ما يجري في اليمن أمر يدعو إلى القلق و الحيرة”، ويؤكد “يحتاج أربعة عشر مليون شخص إلى مساعدات غذائية، سبعة ملايين منهم، قلقون بسبب عدم الاستتباب الأمني، وإذا نظرتم إلى عدد الأطفال ممن لا يذهبون إلى المدرسة، فهناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل لا يحصلون في هذا البلد على التعليم المدرسي”.

 

وتابع قائلاً: “فالحياة بالنسبة لهم هي حياة ضنكة، لا حياة لهم غير المعاناة، ولو نظرتم إلى الوضع بشأن المرافق الصحية، وعدم قدرة الناس على جلب الطعام و الدواء، والوقود أيضا، فكل تلك الأمور تعتبر مثبطة للناس للحصول على مستقبل زاهر”.

 

أكثر من 2 مليون نازح:

 

وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن المكتب الإقليمي لمنظمة الهجرة الدولية والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن عدد النازحين بلغ حوالي مليونين ونصف مليون نازح، وهو ما يثبت حقيقة أن الحروب والصراعات السياسية يدفع ثمنها النازحون لا سيما الأطفال والنساء، وما هذه الخيم إلا نموذج لعشرات المخيمات التي تنتشر في اليمن، وتعاني من أوضاع معيشية كارثية.

 

LEAVE A REPLY