(المندب نيوز) وكالات
إلهان عمر اسم عربي مسلم ظهر على الساحة الأمريكية مؤخرًا عقب انتخابات المجلس التشريعي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث فازت المواطنة الأمريكية من أصول صومالية إلهان عمر بعضوية مجلس نواب عن الحزب الديمقراطي بولاية مينيسوتا، لتصبح بذلك أول مسلمة محجبة في مجلس تشريعي بالولايات المتحدة، وقد نافست إلهان عمر على مقعد مقاطعة «60B» بولاية مينيسوتا عن الحزب الديمقراطي، وتمكنت من الحصول على أكثر من 80% من الأصوات، مقابل 19.4% لمنافسها الجمهوري عبد المالك عسكر.
وحظيت «إلهان» بفرصة تمثيل الحزب الديمقراطي، في أغسطس الماضي، بعد أن هزمت السياسية اليهودية المخضرمة، والنائبة السابقة، فيليس كاهن، في الانتخابات الداخلية بالحزب.
ولدت إلهان في الصومال، وقبل أن تتم عامها التاسع، اضطرت مع أهلها للانتقال إلى كينيا المجاورة، بسبب اشتعال الحرب الأهلية في بلادها عام 1991.
وبعد أربع سنوات من العيش في مخيمات اللجوء في كينيا، انتقلت العائلة إلى الولايات المتحدة، حيث تعلمت اللغة وبدأت بالعمل كمترجمة في سن الرابعة عشرة.
وحازت إلهان (32 عامًا)على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، وأخرى في الدراسات الدولية، من جامعة نورث داكوتا، ما أهلها لدخول عالم السياسة بقوة.
في عام 2012، عملت «إلهان» مديرة لحملة «كاري دزيدزيك» لعضوية مجلس شيوخ الولاية، عن الحزب الديمقراطي، ورفع نجاح الحملة من رصيد «إلهان» في أوساط الحزب، وأهلها لتولي مهمات سياسية أخرى.
تدير «إلهان» منذ سبتمبر/أيلول 2015، قسم السياسات والمبادرات في مؤسسة «النساء ينظمن النساء» (Women Organizing Women» (WOW»، التي تقوم بالدفاع عن النساء المنحدرات من شرق إفريقيا، ودعمهن لتولي مناصب قيادية على المستويات المجتمعية والسياسية.
زادت تلك التجارب، بالإضافة إلى الحضور الكبير للجالية الصومالية في مقاطعة «60B»، عدا عن الجاليات العربية والإفريقية والمسلمة، من حظوظ «إلهان» في الانتخابات الأخيرة، بدءًا باختيارها لتمثيل الحزب الديمقراطي، وانتهاءً بفوزها على الصومالي الآخر، عبد المالك عسكر، من الحزب الجمهوري.
ليست «إلهان» المرأة المسلمة الأولى التي تدخل المجالس التشريعية الأمريكية، ولكنها الأولى التي تدخل تلك المجالس بالحجاب الذي يشكل رمزية كبيرة، أثارت الجدل، ولا تزال، في الغرب، وشكلت اختباراً حقيقياً لقيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان هناك.
لم تسلم «إلهان» من تداعيات ذلك التحدي الكبير، فقد تعرضت للضرب من قبل 7 – 8 أشخاص في تجمع حزبي عام 2014، بسبب حجابها وبشرتها السمراء، إلا أن ذلك لم يمنحها سوى المزيد من الإصرار على الاستمرار، كما قالت بنفسها.
وجاء فوز إلهان المحجبة البالغة من العمر 33 عامًا بعد الحملة التي خاضها الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب ضد المسلمين بشكل خاص.
وعلقت إلهان على تصريحات الرئيس المنتخب رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب: «حتى وإن كان يفترض أن تشكل رسالته تهديدًا لنا لكي لا نشارك في التصويت، ولكي لا نعتبر أنفسنا جزءًا من النظام الأمريكي، فقد كان لذلك مفعول عكسي، أعتقد أن فوزنا هو مصدر إلهام لكثير من الشباب والملونين والمهاجرين وللجميع، حتى وإن لم يكن النظام ملائمًا لنا جميعًا يمكننا مع ذلك أن نشق طريقنا ويمكننا أن نضمن خلق فرص لأناس مثلنا».
وقالت إلهان إن ارتداءها الحجاب قد يصبح «مشكلة» تعيق طموحها السياسي، لكن عندما يقوم شخص واحد بكسر تلك الحواجز، سيسمح ذلك لأشخاص آخرين بالحلم أيضًا، مشيرة أن هذه هي «بلادها، ومستقبلها، ومستقبل أطفالها» في إشارة إلى الولايات المتحدة.