قبرص (المندب نيوز) وكالات

شهد الماراتون الدبلوماسي حول اعادة توحيد جزيرة قبرص مأزقا جديدا في ظل عدم احراز اي تقدم في المفاوضات التي اجراها المسؤولون القبارصة اليونانيون والاتراك في سويسرا.

وقال المتحدث باسم جمهورية قبرص “لم تكن ليلة جيدة بالنسبة الى بلادنا”، معلقا على نهاية جولة المفاوضات التي جرت في فندق كبير في مون بيلران على ضفاف بحيرة ليمان.

وانهى الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس اناستاسيادس وزعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي المفاوضات من دون التوافق على مسالة الاراضي ومن دون تحديد موعد للقاء جديد.

وكان الوفدان التقيا الاحد بهدف رسم خارطة للحدود الداخلية الفاصلة بين جمهورية قبرص والشطر القبرصي التركي واللذين سيشكلان الدولة الفدرالية المقبلة الذي يجري التفاوض حولها. وهدف الاجتماع ايضا الى تسوية قضية الاراضي المسلوبة.

وهذه الملفات بالغة التعقيد بعد اكثر من اربعين عاما من تقسيم الجزيرة في 1974.

في ذلك العام، اجتاح الجيش التركي الشطر الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب هدف الى الحاقها باليونان. واعقب الغزو نزوح كبير للسكان اذ اضطر عشرات الالاف الى التخلي عن ممتلكاتهم بين ليلة وضحاها.

ومذذاك، لا تمارس جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004، سلطتها سوى على الشطر الجنوبي حيث يعيش القبارصة اليونانيون. اما القبارصة الاتراك فيقيمون في الشمال حيث اعلنت “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها سوى انقرة.

تبادل الطرفان الاتهامات بفشل المفاوضات.

وقال نيكوس خريستودوليدس المتحدث باسم اناستاسيادس “نحن غير مسرورين ابدا ونأسف بصدق لعدم التمكن من انجاز عملية واعدة بسبب الموقف التركي”.

من جهته، اتهم الزعيم القبرصي التركي الجانب اليوناني بالتمسك ب”مواقف عالية السقف” في شان الاراضي وموضوعات حساسة اخرى.

واعلنت الامم المتحدة التي تتولى رعاية المفاوضات منذ 18 شهرا انه “رغم الجهود الكبيرة التي بذلها (الزعيمان)، لم يتمكنا من تحقيق التفاهمات اللازمة حول معايير تصحيح وضع الاراضي التي كان يفترض ان تفتح الباب للمرحلة الاخيرة من المحادثات”.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة في قبرص عليم صديق أن “الجانبين قررا العودة إلى قبرص والتفكير في الطريق الواجب اتباعه”.

ورغم انهم يشكلون اقلية، يسيطر القبارصة الاتراك على 36 في المئة من الجزيرة. وكان الرئيس القبرصي والزعيم القبرصي التركي على وشك التوصل الى اتفاق حول القسم الذي سيبقى للقبارصة الاتراك بموجب فدرالية مستقبلية، اذ اقترح اكينجي نحو 29 في المئة واناستاسيادس 28 في المئة.

ومن شان اتفاق مماثل ان يسمح ايضا بالنظر في عمليات استعادة او تعويض او تبادل بالنسبة الى مالكي الاراضي المسلوبة، وهي قضية شائكة ومكلفة للدولة المقبلة.

ويأمل الرئيس اناستاسيادس بعودة ما لا يقل عن مئة الف من القبارصة اليونانيين الى الاراضي التي اجبروا على مغادرتها، في حين يسعى القبارصة الاتراك الى ابقاء اكبر عدد ممكن من الاشخاص في منازلهم الحالية.

واقر خريستودوليدس “لم يتم التوصل الى نتيجة ملموسة، وخصوصا في موضوع القبارصة اليونانيين الذين يمكنهم العودة الى منازلهم”.

من جهتها، عكست وسائل الاعلام القبرصية مواقف اكثر وضوحا وعنونت صحيفة “فيليليفثيروس” القريبة من الحكومة “فشل في مون بيلران”، فيما كتبت صحيفة “بوليتيس” المستقلة على صفحتها الاولى “بدلا من اتفاق، وصلنا الى ازمة”.

واسفت صحيفة “حوادث” القبرصية التركية لما اعتبرته “انهيارا هائلا”.

وكان اناستاسيادس واكينجي حددا نهاية العام 2016 موعدا لبلوغ اتفاق، الامر الذي لم يعد واقعيا، علما بان اي اتفاق في حال التوصل اليه ينبغي ان يخضع لاستفتاء في كل من شطري الجزيرة حيث يكثر المتحفظون عن مفاوضات السلام.

LEAVE A REPLY