ماذا يجري في سوريا، ومن يقاتل من، بعد ما لاح في الأفق من تبدل في خارطة التحالفات القائمة بين الأطراف المعنية بتلك الحرب؟ وهل تسعى تلك الحرب لتحقيق حسم في المواقف السياسية والعسكرية، أم هي حرب تسعى فقط لاطالة أمد الحرب لأسباب أخرى قد لا تتكشف للعيان للوهلة الأولى.
مفاجأة تبدل التحالفات
فالتوافق الروسي الأميركي قد بات مهددا بالانهيار، والتحالف التركي الأميركي الخليجي، بات أيضا مقبلا على التلاشي. ومثله تهدد بالفشل، الحلم الأميركي بتأسيس منطقة كردية ذات حكم ذاتي، كنواة لدولة مستقلة تتحد في المدى القريب مع كردستان العراق، وفي وقت لاحق مع كردستان تركيا وكردستان ايران ، كنواة لدولة كردية واسعة مستقلة ومتحالفة مع الولايات المتحدة، غايتها تحقيق كماشة مع اسرائيل، تطوق دول المنطقة تنفيذا لاستراتيجية أميركية ثابتة تفترض أن أمن اسرائيل من أمن الولايات المتحدة ، لكونه يشكل أيضا الضمان الأهم للمصالح الأميركية في المنطقة.
ومن أجل ذلك، تسعى أميركا بصمت لايجاد دولة أخرى في المنطقة، هي الدولة الكردية، تتحالف معها وتنسق مع اسرائيل، باعتبار أن الدولتين، الكردية والاسرائيلية، ستشكلان معا (كما سبق وذكرت) كماشة تحقق مصالح الولايات المتحدة وتضمن أمن اسرائيل الذي هو من أمن الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة تسعى منذ عقود لحماية مصالحها وضمان أمن اسرائيل. وفي سبيل تنفيذ تلك الاستراتيجية، خططت لتحقيق الشرق الأوسط الجديد المتمثل بدول مجزأة ومقسمة الى دويلات ممزقة وغير قادرة على تهديد أمن اسيرائيل أو خوض حروب ضدها. وعندما فشلت في ذلك رغم غزو العراق الذي لم يحقق الا جزءا من أهدافها، لكن ليس كلها، اقتضى الأمر اللجوء الى شكل آخر من أشكال التجزئة، يحقق هاتين الضمانتين لها. فطرحت عندئذ في مجالس مفكريها ومخططيها الاستراتيجين، فكرة الكماشة الشرق أوسطية المتمثلة بكردستان واسرائيل. وهناك احتمال بات يبدو مرجحا، بأن تكون كل حركات الربيع العربي، مجرد مقدمات نحو تحقيق هذه الأهداف، وذلك عبر خلق حالة من الفوضى العارمة في المنطقة، وخاصة في سوريا، تبعد الأنظار عن الأهداف السرية الاستراتيجية الكامنة وراء ذاك الربيع الغامض، ولكن الممهد لخلق الأجواء الملائمة، لظهور الدولة الكردية – الركن الاستراتيجي الأهم مستقبلا في ضمان المصالح الأميركية والاسرائيلية معا.
وهكذا لم يعد أحد يدري ما الذي يجري حقا في سوريا. اذ أن الحابل قد اختلط بالنابل، ولم يعد أحد قادرا على تحديد حقيقة ما يجري، ومن هي الأطراف التي تدير لعبة الحرب هناك. بل ومن يقاتل من. ولكن الأيام تكشف تدريجيا، أن مايجري على الأرض السورية، ليس حربا كلاسيكية بين طرفين يسعى كل منهما لتحقيق هدف محدد. فلو كانت حربا تسعى لتحقيق هدف معين ومحدد وهو اسقاط النظام السياس في سوريا، لانتهت الحرب منذ زمن بعيد.
فالحرب العالمية الأولى قد حسمت في أقل من أربع سنوات، والحرب العالمية الثانية احتاجت لفترة أطول، لكنها حسمت في أقل من خمس سنوات ونصف، علما أن المتقاتلين في الحربين العالميتين، كانت دول كبرى يحسب لها حساب, اما الحرب في سوريا، فقد أنهت سنواتها الخمس مضافا اليها عدة شهور تقارب النصف عام، ومع ذلك لا تلوح في الأفق بوادر لاقتراب الحسم، بل توحي كل المؤشرات، وخصوصا الحملة الكردية معززة بدعم أميركي في شمال سوريا، ثم التدخل التركي في الشمال أيضا، وفتح جبهة أخرى جديدة هي جبهة حماة… كلها تنذر بمزيد من الاشتعال والاقتتال، ومعها مزيد من الضحايا.
ففتح جبهة أخرى في محافظة حماة، لا يسعى فحسب لتخفيف الضغط عن جبهة حلب، بل لاطالة أمد الحرب أيضا، في وقت بدأت فيه تلوح في الأفق بوادر الاقتراب من حسم سوري لها بعد استكمال القوات السورية محاصرة حلب، واجبارها المقاتلين في داريا القريبة من دمشق، على مغادرة المدينة، ومن ثم التوصل بعده الى توافق مماثل مع المعضمية التي كانت أيضا الى حين، تحت هيمنة المعارضة المسلحة.
وفي المقابل، جاء التدخل التركي في الشمال السوري، بالتعاون مع جيش سوريا الحر الذي يبدو أن ولاءه الأكبر هو لتركيا… لوضع حد لتقدم جيش سوريا الدمقراطي وقوات حماية الشعب الكردية في تلك المناطق، بعد أن نجحت تلك القوات، بمؤزارة خبراء أميركيين وطائرات سلاح الجو الأميركي، في السيطرة على مساحات واسعة من المنطقة الشمالية، شملت العديد من القرى اضافة الى مدينة منبج الاستراتيجية، مع السعي للتقدم نحو مدينة الباب الحدودية مع تركيا. لكن التدخل التركي، وسيطرته على مدينة جرابلس، ووصوله الى عين العرب (كوباني)، وما تبعه من قصف تركي لمواقع القوات الكردية، يرافقه توعد أردوغان، رغم النداءات الأميركية المطالبة بوقف التدخل التركي، بمواصلة التدخل التركي الى حين وقف الزحف الكردي في الشمال، وانهاء عبور الأكراد لنهر الفرات نحو الغرب، الأمر الذي يهدد أمن تركيا لاعتباره قوات الحماية الكردية، هي الحليف والامتداد لقوات ال PKK التركية الكردية التي تقاتل القوات الحكومية في تركيا منذ عدجة أعوام.
وشكل التدخل التركي الذي لم يواجه اعتراضا من روسيا، والاكتفاء باعتراض سوري على ورق البيانات الحكومية، صفعة كبرى للمساعي الأميركية لفرض الهيمنة الكردية على كامل الشمال الكردي، تمهيدا لتأسيس ذاك الكيان الكردي المتمتع بالحكم الذاتي، كخطوة أولى نحو تحقيق الهدف الأكبر للأكراد (أي الاستقلال) ، بل وللمخطط الأميركي، الذي يسعى الى شرق أوسط جديد، لكن بثوب جديد أيضا. وهكذا جاء الرد الأميركي سريعا، بمساعدة المعارضة السورية المسلحة، على فتح جبهة جديدة هي جبهة حماة، تخوض معاركها ضد القوات السورية، علما أن شمال ريف حماة، ظل آمنا طوال سنوات الحرب السورية الخمسة.
والواقع أن المعارضة المسلحة لم يكن بوسعها من تلقاء نفسها، أن تفتح جبهة جديدة، وأن تحدد الموقع الجغرافي الأفضل لجبهة كهذه، رغم أهمية الجبهة الثانية في هذا الصراع ، وضرورتها للتخفيف من الضغط السوري الروسي على جبهة حلب. ففتح جبهة ثانية كجبهة حماة، كان بحاجة لمزيد من التسليح، اضافة الى التخطيط السياسي والاستراتيجي المستند الى المعلومات الاستخبارية التي لها الدور الأساسي والحاسم في اختيار الموقع الأفضل لتنفيذ الهجوم عليه. وهذه معلومات لا تملكها المعارضة السورية المسلحة، وتعتمد فيها على المعلومات الاستخبارية التي تزودها بها الحكومة الأميركية. فالأميركيون هم الذين يملكون الأقمار الصناعية وطائرات التجسس سواء الدرون أو الأواكس، اضافة الى أجهزة استخباراتهم الأخرى. فهذه المعلومات هي التي حددت مواقع الضعف للجيش السوري، مما مكن المعارضة المسلحة ممثلة بجند الأقصى وجيش النصر وغيرها من التنظيمات المعارضة، من اختراق المواقع السورية في ريف حماة الشمالي. فبدونها، ما كانت قادرة على تحقيق الأهداف السريعة التي تحققت للمعارضة في تلك المواقع، علما بأن الهدف الحقيقي، ليس على أرض الواقع، فتح جبهة قتال جديدة، بل هو في عمق الرؤيا والتحليل، اطالة امد الحرب التي لا يريد البعض انتهاءها.
والواقع أن ألأهداف الحقيقية للحرب السورية ابتداء، تزداد غموضا يوما بعد آخر. فهل تسعى المعارضة المسلحة ومؤازروها سواء في دول الخليج أو الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لاسقاط النظام السوري حقا وابعاد الرئيس بشار الأسد عن مقعد القيادة؟ ام لها ( أي للمعارضة) أهداف أخرى تتفاوت مع أهداف حلفائها في الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة. فالمعارضة المسلحة المؤيدة من قبل دول الخليج وخصوصا السعودية وقطر (وتركيا الى حين)، تريد اسقاط النظام السوري واحلال نظام اسلامي جهادي محله، بينما تريد اطراف التحالف الأخرى، أي الدول الداعمة للمعارضة، وبالذات الولايات المتحدة، مجرد اضعاف الرئيس السوري دون اسقاطه، خوفا من البديل والنتائج المترتبة على ذلك، مع التطلع الى موافقة الرئيس السوري على اتخاذ موقف أقل تشددا من الموقف السوري الحالي المعارض للحل السلمي مع اسرائيل، والذي اعتبرته سوريا على الدوام حلا استسلاميا. كما تريد منه الموافقة على مباركة تشكيل الكيان الكردي في شمال سوريا باطار الحكم الذاتي مبدئيا، مع نوايا أميركية خفية لكنها لا تخفى على السوريين، لتحويله الى كيان مستقل مستقبلا، تنفيذا لمخططها الأشمل لمنطقة شرق أوسط جديد باطاره الجديد..
أما ثالث الحلفاء في هذا التحالف الكبير والواسع ضد سوريا.. وهو تركيا، فلها اهداف خاصة تتفاوت مع اهداف الحلفاء سواء في دول الخليج او في الدول الغربية. وأهدافها تمتد الى اقتطاع أجزاء من سوريا كما اقتطعت من قبل (عام 1939) لواء الاسكندرون، لتضمن بسط هيمنتها (كما سبق وذكرت) على المناطق الكردية، وتحول بالتالي دون تحولها الى ظهير مناصر لأكراد تركيا الذين ثاروا لسنوات على الهيمنة التركية ، وطالما هددوا بالعودة الى التمرد، وقد نفذوا ذلك مؤخرا على أرض الواقع. فمن أجل تحقيق هذا الهدف، اعتذر أردوغن للدولة الروسية عن اسقاط طائرة السوخوي في العام الماضي، ووافق على استبدال التنسيق مع أميركا، بالتنسيق مع روسيا كما بدأ يتجلى للعيان تدريجيا.
اذن، الأهداف بين القوى المتحالفة تبدو متفاوتة، وبسبب تضاربها أحيانا، طالما احبط هذا الطرف أو ذاك، كل المحاولات للتوصل الى حلول سلمية للمسألة السورية، لأن أيا من الاطراف لا يريد الحل الذي يريده الطرف الآخر. وتعزز هذ التطورات الأخيرة المفاجئة في قائمة التحالفات، وفتح مزيد من الجبهات، احتمال التوجه نحو الأسوأ، الذي قد يصبح المستفيد الأكبر منها، هو الدولة الاسلامية التي ستنشغل تلك الأطراف عنها ولو لبعض الوقت.
الأهداف الأخرى الخفية لتلك الحرب
ولكن هل هناك أهداف أخرى خفية من وراء تلك الحرب في سوريا، لدى بعض اطرافها على الأقل، وبالذات لدى الولايات المتحدة التي لا تشارك فيها بشكل مباشر، وتكتفي باستخدام سلاح جوها، اضافة الى ارسال الخبراء العسكريين، لمؤازرة أكراد سوريا دون التنظيمات الأخرى؟
والواقع والحقيقة يقتضيان القول أن الولايات المتحدة لا تكتفي حقا بتلك المشاركة المحدودة المشار اليها سابقا. فهي رغم امتناعها عن المشاركة العسكرية المباشرة، كما فعلت روسيا الاتحادية التي أرسلت خبراءها وطائراتها للمشاركة فيها، فان الولايات المتحدة تشارك بكثافة في النشاط السياسي المتعلق بالبحث عن حل سلمي لتلك الأزمة. ومن أجل ذلك يلتقي جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، بسيرجي لافروف، وزير الخارجية السورية، بحثا عن الحب السلمي الودي والمناسب لتلك الحرب. ويطلق بعدها الوزيران تصريحاتهما المرجحة لاقتراب الحل. وغالبا ما يرافق التصريحات الأميركية على لسان جون كيري، ابتسامة عريضة ومطمئنة على اقتراب الحل. كل ما في الأمر أن الشاعر العربي يقول: اذا ما رأيت نيوب الليث بارزة، فلا تظنن أن الليث يبتسم. فتلك الايتسامة (الكيرية)، تخفي النوايا السرية والحقيقية لتلك الحرب.
فالولايات المتحدة لا تسعى فعلا لانهائها، والأرجح أنها لا ترغب في انهائها، بل تريد اطالتها الى أمد طويل، محولة اياها الى حرب استنزاف طويلة لا تقبل حلا في المدى القريب. فمن أهم عناصر الاستنزاف، هو الامتداد بالزمن الذي يشكل أهم عنصر في هذا النوع من الحروب. ومن حروب الاستنزاف التي شهدها العصر الحديث، الحرب الأهلية في لبنان التي استغرقت خمسة عشر عاما، والتي أخذت أشكالا مختلفة، وأطراف متقاتلة متنوعة. فعندما أريد لها في البداية أن تكون حربا لمشاغلة الفلسطينيين الذين تحولوا الى دولة داخل دولة، فان الحرب قد استمرت بأطراف أخرى عندما خرج الفلسطينيون من لبنان في أيلول 1982. وكذلك الحرب بين العراق وايران التي استغرقت ثماني سنوات طويلة بدون مبرر واضح لاستمرارها.
فالامتداد في الزمن في الحرب السورية، يوفر للأميركيين تحقيق عدة أهداف كلها هامة. فهي استنزاف لأموال النفط الخليجية وخصوصا السعودية منها، وهي استنزاف للقوات السورية المسلحة التي كانت تشكل التهديد الوحيد لاسرائيل، وهي ورقة سياسية ضاغطة على الرئيس السوري تستحثه على تقديم التنازلات بالنسبة للتسوية مع اسرائيل، وبالنسبة لتمهيد الطريق لظهور الدولة الكردية عن طريق تقديم تنازلات بالنسبة لتأسيس الكيان الكردي ذو الحكم الذاتي من حيث المبدأ، اضافة الى هدف آخر هو أهمها، تشغيل مصانع الأسلحة في الولايات المتحدة التي تنشط في بيع السلاح بمليارات الدولارات للدول الخليجية، وخصوصا السعودية وقطر، كخطوة لتمريرها للمعارضة السورية تستخدمها في مواصة القتال وابقاء الحرب مستعرة.
واود هنا أن أنوه بأنني لست ضد ظهور الدولة الكردية على كامل الأراضي الكردية في كل من سوريا والعراق وتركيا وايران. فالمقاتلون الأكراد هم مواطنون شرفاء، ومقاتلون أشداء (كما تأكد في كوباني مثلا)، ولكني أتمنى عليهم ألا يتحولوا الى اداة طيعة للمخطط الأميركي، الذي لا يسعى لتحقيق الاستقلال لهم حبا بهم وتعاطفا مع قضيتهم، بل لاستخدام تلك الدولة، كأداة للايذاء لاخوة لهم، عبر تحالف (ضار للأكراد، بمقدار ضرره لشعوب المنطقة) مع أميركا واسرائيل… اي ضد شعوب المنطقة التي عاشوا في ربوعها لسنوات طوال، اخوة لشعوب تلك المنطقة.
وفي الوقت ذاته، أتمنى على حكومات هذه المنطقة، أي حكومات العراق وسوريا وتركيا وايران، أن تسعى لمنحهم الاستقلال طوعا ورضاء باعتباره حقا لهم، ووسيلة لاحباط المخطط الأميركي الساعي لتحقيق شرق أوسط جديد بثوب جديد. ويمكن الاحتفاظ بعلاقة الأخوة مع الأكراد، لو وضعت حكومات دول المنطقة خلافاتها القومية والطائفية جانبا، وتناست مآسي الخلافات بينها التي أفرزت حروبا ونزاعات دامية بين دولها، فسعت بالتالي للشروع بتشكيل الاتحاد الشرق أوسطي، على غرار الاتحاد الأوروبي الذي تشكل وعاش رغم كل الخلافات الاثنية والطائفية والقومية، بل ورغم الحروب التي خاضتها تلك الدول بين بعضها البعض وحصدت ملايين الأورواح… كخطوة لتحقيق السلام في المنطقة، والذي بوسعه أن يستوعب الدولة الكردية في صفوفه، الى جانب حكومات الدول العربية وايران وتركيا. فهذه الخطوة، هي الرد الحقيقي والحاسم لاحباط المخطط الأميركي لتشكيل شرق أوسط جديد، بأشكاله واحتمالاته المختلفة.
حرب حقيقية أم شوربة خضرة أعدها (شيف) أميركي
فما يجري حاليا على الأرض السورية، ليس حربا ذات أهداف جوهرية واضحة ومبررة، بل هو (شوربة خضرة) فيها البطاطا والبازيلا والبندورة وكل الخضروات المنوعة. فهي حرب عمقت الخلافات بين شعوب المنطقة، وعززت الخلافات الطائفية عوضا عن استئصالها، كما تحولت الأراضي السورية نتيجة لها، الى ماكينة لتفريخ الارهابيين كما يفرخ الدجاج بيضه، وكان من أهم افرازاتها الواضحة، ظهور الدولة الاسلامية التي الحقت الضرر بالأبرياء، وعززت آلة القتل والتفجير وقطع الرؤوس من قبل مقاتلين جاءوا من اصقاع الأرض… من الشيشان والأفغان والمغول وغيرهم من شعوب الأرض من أقصاه الى أقصاه، وبالتالي لم يعد لها هوية واضحة، بل تحولت فعلا الى شوربة خضرة حقيقية أعدها الأميركيون لشعوب المنطقة، وأثخنوها بتوابل من الدماء البريئة لتحقيق أغراض خاصة بهم، وليس لها علاقة بالسعودية، بقطر، بدول الخليج، أو بأي من شعوب هذه المنطقة.
ميشيل حنا الحاج