سيؤن (المندب نيوز) خاص
التقى مدير عام الأوقاف والإرشاد بوادي وصحراء حضرموت الأستاذ/ مراد رمضان صبيح وبرفقته مدير قسم الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف الأستاذ/ خالد باحشوان بعد مغرب يوم الثلاثاء 29 صفر بالشيخ الفاضل/ ابو عبدالرحمن جمعان بن رمضان لحمر إمام مسجد السنة (عمر بن عبدالعزيز حسب ما هو مثبوت في ملف مكتب الاوقاف والاوراق الرسمية) بحي القرن بسيئون وناقشا معه المقصد من هذه النزولات التي يقوم بها مدير عام الأوقاف وأنها تأتي ضمن الواجب المناط بمكتب الأوقاف تجاه المساجد ودور العلم وتلّمس احتياجاتها وكذا اللقاء بالقائمين عليها والاستفادة من توجيهات الدعاة والعلماء فيما يعود بالنفع لخدمة مكتب الأوقاف وسبل النهوض به.
وقد رحب الشيخ جمعان بن رمضان لحمر بهذه الزيارة وأعرب عن شكره وأن مثل هذه الزيارة والنزولات مهمٌ وطيبٌ من إدارة مكتب الأوقاف والاقتراب من الرعية أمرٌ يقتضيه الشرع ويسهم في التقارب بين الجهات المسؤولة والجهات التي تقع تحت إشرافهم. كما أعطى الشيخ جمعان معلومات عن المسجد أشار في مستهلها إلى الخلاف الذي حصل في ابتداء بناء المسجد كونه يقع بقرب مساجد أخرى أو مطالبة عقال المنطقة إلى حاجة المنطقة إلى المكان ليناء وحدة صحية أو غير ذلك؛ وأفاد الشيخ بأنهم لا يرون مشكلة في إنشائه كون هناك مساجد أخرى أنشئت على مثل هذا الواقع دون أن تبدي الجهات المسؤولة اعتراضاً حدّ وصفه .
وأفاد الشيخ أن تأسيس مسجد السنة (عمر بن عبدالعزيز سابقا) كان قبل حدود سبع سنوات أي في أواخر عام 2008م وعدد طلاب الحلقات يقارب المائة، من بينهم عوائل وفدت من دماج تقدر بنحو ثلاثين عائلة وكذا بعض الشباب العزاب الساكنين بالمسجد، وأنه كعادة البلد توجد به حلقات التحفيظ والتعليم بين المغرب والعشاء، وبعد العشاء تكون ثلاثة دروس عامة منها قراءةٌ في كتب صحيح البخاري وتعليق وشرح مبسط عليه، وقراءةٌ في كتاب جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر، وكذا كتاب القواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي . وبعد هذه الدروس يُعقد درسٌ خاص .
كما يتم تعليم المستوى التمهيدي والأول (صغار السن) في كتيب القاعدة في تعليم القراءة والكتابة، وكتاب الأربعين النووية حفظاً وشرحاً للمستوى الثاني، والتجويد للمستوى الثالث، وحلقةٌ رابعة في الفقه في شروط الصلاة ومتعلقاتها .
كما يتم تدريس كتاب (لمعة الاعتقاد) للكبار وكذا تدريس كتاب عمدة الأحكام . ويعقد بعد الفجر يومياً درسٌ في تفسير السعدي لمدة دقائق محدودة. وبعده مراجعة لما يتم حفظه من القرآن . وبعد الظهر درسٌ في كتاب رياض الصالحين للإمام النووي، وبعد العصر درس في كتاب الجامع الصحيح مما ليس في الصحيح .
وعن أهم معاناتهم في المسجد أشار الشيخ جمعان لحمر أنّ الواقع اليوم والمجتمع يعاني من مغريات الزمان وتأثير القنوات الفضائية والأجهزة التي ساهمت في إبعاد الشباب عن دينهم وهدي نبيهم، كما أنه يشكو من تناقص أعداد طلاب العلم وضعف الإقبال على التحصيل العلمي .
كما ناقش المدير العام ومدير الوعظ والإرشاد مع إمام المسجد بعض القضايا التي هي محل خلاف كان أبرزها الاختلاف في مواعيد الأذان خصوصاً في شهر رمضان المبارك وما يترتب على هذا الاختلاف؛ وكان رأي الشيخ جمعان أن التقاويم الموجودة حالياً هي قديمة ولابد من تجديدها وضبطها، وأشار الشيخ جمعان على مدير عام الأوقاف أنه لا مشكلة لديه في أن يقوم مكتب الأوقاف بتشكيل لجنة باختيار مندوب من كل طائفة ومناقشة هذه القضية من الناحية الشرعية والفلكية وأبدى مدير عام الأوقاف استعداده لذلك ولو اقتضى الأمر الصعود إلى ربوةِ جبلٍ ورؤية غياب الشمس عياناً وتثبيت ذلك وتعميمه على الجميع وحسم النزاع والجدل الحاصل في هذه المسألة الخطيرة وما يتعلق بها من أحكام في الصيام ونحوها.
وعندما تحدث مدير عام الأوقاف حول ثمرة هذه النزولات للمساجد واللقاء بالدعاة والعلماء وأفاد أن معظم مَن تم النزول إليهم بمختلف الطوائف والمشارب ينادون بالتقارب والتآلف بين العلماء والمدارس الموجودة في حضرموت وأننا أمةٌ واحدة ونبيها واحد فلماذا لا يكون هناك تقارب بين جميع الأطياف وجمعٌ على المتفق عليه والعذر في المختلف فيه؟.. فكانت وجهة نظر الشيخ جمعان لحمر أن جمْعُ كافة الطوائف على نقطة اتفاق صعبٌ جداً خصوصاً وأن هناك خلاف في أمور عقائدية وتوحيديه .
كما أن الشيخ أبدى تحفظه ورأيه الشرعي في موضوع التصوير وأن هذا الأمر كان يمنعه من حضور بعض الاجتماعات التي يُدعي إليها من بعض الجهات الرسمية بما في ذلك اجتماعات مكتب الأوقاف وأنه على استعداد للحضور والمشاركة الفاعلة إذا انتفى هذا الأمر المحظور حد وصفه ولكلٍّ رأيه وقناعته في ذلك .
في ختام اللقاء شكر مدير عام الأوقاف والإرشاد الشيخ جمعان لحمر على رحابة صدره واستقباله وكرم الضيافة التي حظي بها وتخصيص هذا الوقت والفرصة الثمينة للقاء وتبادل الرأي لما فيه مصلحة البلد والعمل الدعوي والإرشادي. وشكره على توجيهاته ومقترحاته الثمينة التي أسداها إليه واعداً إياه بتكرار الزيارة بين الطرفين وأبدى الشيخ جمعان استعداده لذلك وأنه سعيدٌ بهذا اللقاء ودعاء بالنجاح والتوفيق للجميع.