الحديدة (المندب نيوز) وكالات
انهارت بشكل متسارع عناصر ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في مدينة الحديدة أمام التقدم الكبير لقوات الجيش الوطني والمقاومة اليمنية، التي بدأت اقتحام أحياء المدينة، عبر قوات مدربة على حرب الشوارع في أعقاب إحكام السيطرة على جامعة الحديدة وبوابة المدينة ومعسكر الدفاع الجوي، وباتت على بعد كيلو مترات محدودة الميناء، بالتزامن مع عملية تحرير الحديدة أعلن الجيش الوطني عن تحرير 20 قرية من قرى محافظة صعدة معقل زعيم الميليشيا، مقترباً من تحرير مثلث مران عبر 11 محوراً، تشارك في عملياتها 10 ألوية عسكرية.
وشنت القوات المشتركة، أمس، هجوماً عنيفاً على مواقع الحوثيين في الجهة الشرقية من الحديدة، حيث تدور المعارك بعد الكيلو 10، امتداداً إلى الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.
وأفادت مصادر ميدانية، بوقوع انفجارات عنيفة دوت في المنطقة جراء القصف المتبادل، حيث يشن الحوثيون قصفاً مدفعياً باتجاه طريق الساحل، والطريق المؤدي إلى كيلو 16 عند قوس النصر، حيث تتمركز القوات المشتركة.
وبحسب مصادر «البيان» واصلت القوات المشتركة والمسنودة بقوات التحالف التقدم داخل مدينة الحديدة، وسط انهيار شامل للميليشيا وفرار مقاتليها من مداخل المدينة إلى وسط الأحياء السكانية، وقالت مصادر عسكرية في القوات المشتركة لـ«البيان»: إن ميليشيا الحوثي في المحور الشرقي لمدينة الحديدة فقدت السيطرة على المواجهة، وإن عناصرها فرت باتجاه الأحياء السكنية وتقوم بإطلاق قذائف الهاون من وسط الأحياء.
سيطرة وتقدم
وأعلنت ألوية العمالقة، أن قواتها تقدمت وسيطرت على قوس النصر بالخط العام الرابط بين الحديدة وصنعاء، والذي يعتبر البوابة الشرقية لمدينة الحديدة.
ونشر المتمردون عناصرهم في معسكر الحرس الجمهوري، وفي الخنادق الغربية والشمالية الشرقية باتجاه المراوعة، فيما أحكمت القوات المشتركة سيطرتها على جامعة الحديدة، وتراجع الحوثيين إلى داخل أحياء المدينة.
وتركزت الاشتباكات، بعد تقدم قوات «ألوية العمالقة» في منطقة «كيلو 16»، كما حققت القوات المشتركة تقدماً على الطريق الساحلي. وامتدت المعارك إلى دوار المطار ومنطقة «كيلو 10»، تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف العربي، التي شنّت 30 غارة في محيط «كيلو 16»، وصولاً إلى «قوس النصر» جنوب شرقي المدينة.
وأفادت مصادر بسماع دوي انفجارات عنيفة، بسبب تبادل القصف المدفعي والصاروخي والاشتباكات عند الأطراف الجنوبية الشرقية للحديدة. كما استهدفت غارات جوية كثيفة مواقع الميليشيا في شارع الكورنيش الذي اقتربت منه قوات «ألوية العمالقة».
وأكدت المصادر أن قوات الجيش في المحور الجنوبي للمدينة تواصل ملاحقة عناصر الميليشيا في المنطقة الواقعة ما بين دوار المطار إلى جامعة الحديدة، بعد أن أحكمت سيطرتها على الجامعة الحكومية في المدينة، كما سيطرت على معسكر الدفاع الجوي.
وتتقدم نحو معسكر الحرس الجمهوري، الذي تتمركز فيه عناصر الميليشيا والواقع في شمال شرق منطقة كيلو 16. وأكد الناطق باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي، أن تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي «مسألة وقت»، وقال: إن الجيش بات على مسافة 10 كيلو مترات من الميناء.
منشورات تحذيرية
بدورها ساندت مقاتلات ومروحيات التحالف عشرات الغارات على تجمعات وآليات عسكرية للميليشيا في شارع الخمسين وأحياء متفرقة عند الأطراف الشمالية للمدينة، تمهيداً لتقدم القوات المشتركة شمالاً لاستكمال الطوق على المدينة. من جهتها، ألقت قوات التحالف منشورات حثت فيها الصيادين على الابتعاد عن كل الجزر القريبة من مدينة الحديدة، وعدم الاقتراب من الشواطئ الجنوبية الغربية للمدينة، كما دعت المواطنين للابتعاد عن مناطق المواجهات.
وفي صعدة أعلن الجيش الوطني، أن لواء العروبة نجح بتحرير 20 قرية من أيدي ميليشيا الحوثي، في محيط سلسلة جبال مران في محافظة صعدة، وتنفذ قوات الجيش الوطني في محور صعدة عملية عسكرية كبيرة، تستهدف من خلالها التقدم إلى أكثر من 5 مديريات في المحافظة، التي تعد معقلاً للميليشيا المتمردة.
10 ألوية
وقالت مصادر عسكرية، إن قوات الجيش تقدمت من 11 محوراً في صعدة، بمشاركة أكثر من 10 ألوية عسكرية. وأفادت بأن هذه العملية التي يقودها لواء العروبة، ويشارك فيها لواء العاصفة، ولواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب، تعد الأولى من نوعها في صعدة منذ بداية المعارك فيها، بحسب موقع وزارة الدفاع.
وتشمل العملية وفقاً للمصادر، مديريات حيدان ومران وشذى والظاهر والملاحيظ، حيث يتولى لواء العروبة تغطية 9 محاور، فيما يغطي لواء العاصفة ولواء القوات الخاصة محورين آخرين.
وأكدت المصادر أن المعارك على أشدها وسط تقدم قوات الجيش الوطني مسنوداً بقوات ومقاتلات التحالف العربي، فيما تشهد صفوف الميليشيا انهيارات متسارعة وفرار المئات من عناصرها المقاتلة تحت نيران قوات الجيش الوطني. وبحسب المصادر، فقد خلفت المعارك عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا ودمرت عدداً كبيراً من عتادها.
وفِي غرب المحافظة أكد قائد لواء العروبة العميد عبدالكريم السدعي، أن قوات الجيش المرابطة في جبهة الملاحيظ تقدمت أكثر من 40 كم باتجاه قمة جبل مران، وتجاوزت أكثر من 20 قرية بوديانها وجبالها وسهولها، ورفعت علم الجمهورية في كل قمة جبل وصلت إليها.
وذكر السدعي أن قوات الجيش أصبحت الآن مطلة على «مثلث مران» أبرز مواقع الميليشيا في وادي خلب، وفيما رجحت مصادر أن زعيم الميليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي محاصر في المثلث أكد السدعي أن قواته ستصل قريباً إلى قبر مؤسس الميليشيا حسين الحوثي وسترفع علم الجمهورية في أعلى قمة «جبل مران».
بدأ الجيش اليمني والقوات المشتركة بدعم من التحالف العربي أمس، عملية واسعة لتحرير مدينة الحديدة ومينائها من قبضة ميليشيا الحوثيين.
وحققت القوات تقدماً سريعاً وسط تراجع المسلحين الذين استسلم عشرات منهم، تزامن ذلك مع إعلان التحالف تدمير مواقع لإطلاق صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار (درون) في قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء. واعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيا من محافظة صعدة في اتجاه مدينة نجران.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف النار في اليمن حول المدن والمرافق الحيوية. وشهدت الساعات الأولى من معارك الحديدة، انهياراً لدفاعات الحوثيين الذين سجّلت حالات فرار جماعي لمسلحيهم على معظم المحاور.
وأكدت مصادر عسكرية استسلام 80 مسلحاً إلى قوات التحالف في الساحل الغربي، أعلنوا رغبتهم في عدم مواصلة القتال الذي أجبروا عليه.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم التحالف العقيد تركي المالكي، أن «عملية الديلمي أحبطت هجوماً إرهابياً لميليشيا الحوثيين»، مشدداً على أن «كل العمليات المشبوهة تحت مراقبة قوات التحالف».
وكشف أن «العملية العسكرية لقوات التحالف شملت تدمير مواقع لإطلاق صواريخ باليستية ومراكز لتخزينها ومحطات تحكّم أرضية بطائرات من دون طيار».
وأكد أن الغارات طاولت «أهدافاً مشروعة»، لافتاً إلى أن «حركة الطيران في مطار صنعاء مستمرة، ولا تأثير في طائرات الأمم المتحدة وعمليات الإغاثة». وشدد على أن «العملية نُفِذت بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وكذلك قواعد الاشتباك لقيادة القوات المشتركة للتحالف».
إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، في مواجهات مع الجيش في مديرية باقم بمحافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين.
وقالت المصادر: إن القوات الحكومية نفذت عملية في محور علب تمكنت خلالها من تحرير مرتفعات في سلسلة جبل العتيم غرب مركز مديرية باقم، بمساندة من طيران التحالف.
وذكرت المصادر أن بين القتلى قناصين كانوا يتخفون داخل خنادق صخرية وجروف جبلية، وأفادت بأن القوات الحكومية استعادت معدات عسكرية نهبتها الميليشيا من معسكرات الجيش.
مقتل خبراء
قتل 4 من خبراء إطلاق الصواريخ ومسؤولي التمويل في الميليشيا بغارة نفذها تحالف دعم الشرعية، استهدفت اجتماعاً لقياديين حوثيين في مديرية ضحيان في صعدة. وكشفت مصادر يمنية أن القتلى الأربعة هم حسن عبد الله راصع وصالح شتوي وعلي حسن العجري ومسفر قرصان.