تقرير: «ميليشيات الحوثي» بين خياري التسوية أو الموت انتحاراً

342

المكلا (المندب نيوز) متابعات

دخلت معركة تحرير مدينة الحديدة منعطفاً حاداً وحاسماً، فيما باتت قوات الشرعية، بإسناد من قوات التحالف العربي، على مقربة من قبر مؤسس جماعة الحوثي الإرهابية، ومنزل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في محافظة صعدة، معقل الانقلابيين المدعومين من إيران.

ولطالما اعلنت الشرعية تمسكها بالسلام وتغليب الحل السياسي للأزمة في اليمن، غير أن الانقلابيين، كانوا دائماً المعرقلين لكل خطوة باتجاه تحقيق أي تقدم في هذا المسار، وأفشلوا كل جولات الحوار والمفاوضات، آخرها عرقلتهم الجولة الأخيرة في جنيف مطلع سبتمبر الماضي، وقبلها مفاوضات الكويت العام 2016، التي خلصت إلى نتائج إيجابية رفض الانقلابيون التوقيع عليها، في اللحظات الأخيرة، ففجروا لحظات السلام في مهدها.

وبالتوازي أكدت قيادة التحالف الداعم للشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، الانحياز للسلام، فيما كررت مراراً وتكراراً أن المسار العسكري يصب في الأخير لدفع الانقلابيين نحو مسار الحل السياسي، إلاّ أن الأخيرين، كانوا وما زالوا يلجؤون إلى تخريب هذا المسار ويصعّدون من اعتداءاتهم وتهديداتهم للمحيط الإقليمي والدولي بهجماتهم الصاروخية على الجوار والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ومع تصاعد الدعوات الدولية للسلام، لم تبد جماعة الحوثي أي بادرة جادة للقبول بهذه الدعوات، غير التصريحات المتناقضة لقيادات الحوثي الانقلابية.

وبالرغم من أن عملية تحرير مدينة الحديدة قد مثلت هدفاً استراتيجياً ملحّاً، لقوات الشرعية والتحالف، لما لها من تأثير سياسي وعسكري وإنساني، معاً، إلا أن مراعاة الظروف المحيطة بالعملية أوجبت على قيادات الشرعية والتحالف، التأني والتوقف مراراً على مشارف المدينة، لإتاحة الفرص أمام جهود الحل السلمي، آملة أن يعي الانقلابيون بأهمية السلام ويقدروا الحالة الإنسانية الكارثية التي وصلت إليها البلاد، ويسلمون المدينة والميناء.

لكن ذلك لم يكن في وارد الانقلابيين، فحفروا الخنادق في المدينة وضيّقوا على الأهالي فيها، وانتهكوا حرماتها وعرقلوا وصول المساعدات الإغاثية، بل عمدوا إلى تصعيد اعتداءاتهم وقصفوا بالصواريخ أراضي السعودية في تحدٍّ واضح للإرادة الوطنية والإقليمية والأممية.

وإزاء ذلك، لم يكن أمام قوات الشرعية والتحالف سوى الاستمرار في المسار العسكري، وبهدف موازٍ للضغط على الانقلابيين للانصياع لدعوات السلام.

وفي المشهد العسكري القائم حالياً في الحديدة، تلجأ الميليشيات مجدداً إلى الاحتماء بالمدنيين، لتعرقل تقدم قوات المقاومة المشتركة والتحالف، ففر عناصرها، من نسقها الدفاعي الرئيسي في قوس النصر وكيلو 10 المدخل الشرقي للمدينة وصولاً إلى جامعة الحديدة وحي الربصة، جنوب وجنوب غرب المدينة، إلى داخل الأحياء الشرقية والجنوبية الغربية، بغية إحداث خسائر وسط المدنيين والمساكن، وهو ما تتجنبه قوات الشرعية والتحالف.

وفي محافظة صعدة، تسير العمليات العسكرية، وعلى رأسها عملية «قطع رأس الأفعى»، لصالح قوات الشرعية والتحالف العربي، وبدت العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني أكثر رسوخاً وتقدماً على الأرض.

وأمام المشهد العسكري العام الذي يسير في صالح الشرعية والتحالف لإنهاء الانقلاب على السلطة الشرعية والدولة والمجتمع في اليمن، ما زالت ميليشيات الحوثي تتمسك بانقلابها وحربها العبثية والمدمرة بامتداداتها الوطنية والإقليمية والدولية، ولا تبدو أنها تتجاوب جدياً مع دعوات السلام، وهي بذلك تستمر في جر البلاد المنهكة معيشياً وإنسانياً إلى وضع أكثر مأساوية مما عليه الآن، غير أنها لا تدرك أن تعنتها وصلفها يقودها في الوقت نفسه، إلى الموت انتحاراً أمام قوات الجيش الوطني والتحالف العربي، ووسط رفض دولي واسع لانقلابها واعتداءاتها وتهديداتها للسلم المحلي والإقليمي والدولي.

LEAVE A REPLY