يافع رصد ( المندب نيوز ) أحمد العُمري
قدم رئيس منظمة سما بمديرية رصد الأستاذ” سامي عوض هيثم” والهيئة الإدارية لمنظمة سما رسالة شكر وتقدير وعرفان لخطباء المساجد في مديرية رصد وجميع القرى والمناطق في المديرية على توحيد خطبة الجمعة التي دعت لها منظمة سما بتكريس الخطبة على المخدرات وإرشاد الناس والمجتمع وتذكيرهم بالوازع الديني الذي حرمها ورحم قتل النفس.
وتأتي أضرار المخدرات بسب ضعف الوازع الديني ، فحين نأخذ عينة من أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية لوجدنا أن غالبية متعاطي المخدرات لا يكون عندهم الوازع الديني والالتزام الذي يحصنهم من الوقوع في شراك تلك الآفة، بينما نجد هذه النسبة قليلة وربما معدومة بين الملتزمين الذين يملكون رصيداً إيمانياً كافياً في مواجهة تلك الآفة، فوجود الوازع الديني في الإنسان يحميه من الانحراف عن الطريق القويم، فيحافظ على سلامة روحه وجسده ،فالكثيرون من متعاطي المخدرات يدركون أن الشريعة الإسلامية حرمت أموراً كانت أقل ضرراً من المخدرات، وبالتالي تظهر علة تحريم المخدرات بشكلٍ واضح من خلال آثارها المدمرة للنفس الإنسانية.
وتعتبر المخدرات من الآفات الكبيرة التي لها تأثيراتٌ مدمرة على مستوى الفرد والمجتمع، فعلى مستوى الفرد تذهب المخدرات بالمال، وتؤثر في صحة الإنسان النفسية والجسدية، وتدمر الحياة الاجتماعية له، أمّا على صعيد المجتمع فهناك تنفق أموالاً طائلة لمعالجة المدمنين على المخدرات، كما تتعرض المنظومة الأمنية في المجتمع للتهديد بسبب انفلات المدمنين على المخدرات من عقولهم، وعدم انضباطهم بضوابط المجتمع وعاداته وتقاليده وأعرافه.
وقد جاءت الشريعة الإسلامية لتحقيق مقاصد كثيرة؛ منها: حفظ النفس، وحفظ المال، كما أكدت الشريعة الإسلامية على قواعد شرعية تضمنت حرمة إلقاء النفس في التهلكة، فقال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة) [البقرة: 195] ، كما تضمنت حرمة الإضرار بالنفس الإنسانية.
وتعتبر وسائل تقوية الوازع الديني ضد المخدرات تكثيف حملات التوعية ضد آفة المخدرات، وخطرها على الفرد والمجتمع، وبيان رأي الشرع فيها من خلال استضافة المشايخ والعلماء والخطباء في المساجد والمحاضرات والتجمعات إلى ذلك دور المعلم في المدارس وذلك هو الدور الأهم في تربية الأجيال ، وعلى الكُتّاب وأصحاب الصحف والمواقع التكثيف من الإرشادات على مواقعهم وصحفهم.
ويجب على الشباب بمحاربة الفراغ الذي يتسبب فيه انحراف الشباب، وضعف الوازع الديني عندهم، فالفراغ مفسدةٌ كبيرة للشباب حين لا يجدون ما يشغلون به أنفسهم من الأعمال النافعة المفيدة، ويمكن القضاء على هذا الفراغ من خلال إيجاد فرص العمل للشباب، وتشجعيهم على الانخراط في خدمة المجتمع، والأعمال التطوعية والخيرية ، وممارسة التمارين الرياضية المختلفة مثل الكرة وغيرها ، وإعادة إحياء دور المساجد في تربية الشباب دينياً وخلقياً، وتوعيتهم وتوجيههم لما فيه خيرهم وصلاحهم، فللمساجد في الإسلام دورٌ كبير لا يقتصر على العبادة والصلاة، حيث تؤدي المساجد أدواراً كثيرة؛ ومنها: تربية الأجيال، وتهذيب أخلاقها من خلال عقد الحلقات والمحاضرات التي توعي الشباب بخطر آفة المخدرات.