تقرير : لحج 2016 .. عام من التحدي والصمود ونجاح القيادة في أصعب المراحل

315

 

لحج (المندب نيوز) خاص

 

عامٌ مر على محافظة لحج، بعد حرب طاحنة تعرضت فيها للدمار الكبير في البنية التحتية، وباتت أكثر محافظة منكوبة، فضلا عن سنوات طويلة من الحرمان والدمار والتهميش.

وبالتأكيد لم يكن عام 2016م، كغيره من الاعوام التي مرت على محافظة لحج، بل شهدت فيه تحولات جوهرية، وخطوات بعثت الروح في لحج، وانعشت آمالها، خاصة مع النصر الامني الكبير، والانتصار على الجماعات الارهابية، وكذلك العصابات التخريبية التي زرعتها ايادي في لحج، تلبية لرغبات الانتقام من هذا المحافظة الباسلة، وابناءها الشرفاء .

كثيرة هي الخسائر في لحج، والتي منيت بها خلال السنوات الماضية، وكبير هو حجم الدمار الذي طالها، جراء الحرب الغاشمة التي شنتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، لكن المؤشرات اليوم، بدت قوية لاستعادة لحج تنميتها وازدهارها،  طالما وتم استعادتها من ايادي الفاسدين، وتطهيرها من العابثين ومشاريعهم المدمرة.

لم تعرف هذه المحافظة أمناً ولا استقراراً خلال سنوات طويلة، حيث التهمت الاغتيالات فيها، خيرة كوادرها، وعاثت فيها ايادي الفساد حتى غيبتها عن تنميتها، واستحقاقاتها من المشاريع والبناء، حتى اضحت اليوم بلا بنية تحتية، عدى ما فيها من مباني وطرقات، أنهتها الحرب وقضت على هياكلها.

إلا ان ما انجزته قيادة لحج خلال فترة وجيزة وقياسية، من عمل ناجح، وخطوات متميزة، اعاد الامل لها، وان كانت تلك الخطوات والنجاحات بجهود ذاتية ووسط مخاطر جمى، وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة، وعدم توفر أي ميزانية تشغيلية عام2016 ع، حققت للحج اعادة ترتيب ووضع الأسس للبناء عليها، والتي باستمرار الجهود، سيتم معالجة كافة ملفات المحافظة المتخمة بالفساد المتراكم منذ سنوات طويلة، ودمار ممنهج أكل الاخضر واليابس فيها قبل الحرب واثناءها.

ولا تحتاج لحج، اليوم، من أجل النهوض، واستعادة مكانتها، ومواجهة مشاريع الدمار، والخروج من واقعها إلا لتكاتف جميع ابناءها بشكل أكبر واوسع، مع قيادة المحافظة، التي تولت زمام امورها، يوم ان هرب الجميع منها، وصمتت كل القوى، التي خسرت مكانتها في لحج، نتيجة لأفعالها المشينة، وتورطها فيما حل بلحج من مآسي، وتركت لحج تلاقي الدمار والتفجيرات والرعب، في احلك الظروف واصعب المراحل، حتى تسلمتها قيادة وطنية، ولكن بعد ان دمر كل شيء فيها، وضربت اعمدتها واركانها، وتم تصفية كل اساساتها البنيوية، وبنيتها التحتية الخدماتية والاجتماعية والتنموية والثقافية.

لقد كان عام 2016 في لحج، عام التحول، والدخول في مرحلة جديدة، والبدء بعملية نهوض شاملة، واستعادة أمن واستقرار لحج، ومكانتها، ودور ابناءها في مختلف المجالات، وفي مقدمتها المجال السياسي، الذي تمثل لحج، فيه، رقما لا يمكن تجاوزه، عبر التأريخ، فهي محافظة الثورات، والنضال، والتضحيات الجسيمة ومصد الهام لكافة ابناء الشعب.

 

لحج 2016:

خلال 2016م، جرت احداث هامة في لحج، تغيرت فيها ملامح المحافظة، وبدت كما لو أنها تغتسل من خطيئة، ارتكبتها ايادي آثمة بحق هذه المحافظة الباسلة، ،  بتسهيل من قوى واحزاب سياسية مأزومة، نفذت مشاريع العبث والدمار، وتحاول اليوم العودة مجدداً، لتدمي جراح لحج التي بدأت بالاندمال ، وتحاول اذكاء الفتنة والمناطقية، وترويج الاشاعات والزيف، بعد ان استقرت لحج اليوم، وبدأت بالنهوض ونفض غبار السنوات الأليمة،  فيما لم يكن من دور لتلك القوى والاحزاب حينما ذبحت لحج من الوريد الى الوريد، الا المشاركة في نهش لحمها، وتأريخها ومكانتها، وإلتهامه، على مائدة العطايا والهبات والفساد والغنائم.

لقد مر عام2016م، وبرغم انه كان من اصعب السنوات، إلا ان نصفه الثاني، كان من افضل الاعوام على الاطلاق، حيث لم تشهد لحج استقرارا امنياً في تأريخها، مثلما شهدته في النصف الثاني من العام 2016، وحتى اليوم، عقب التخلص من الجماعات الارهابية والتخريبية، التي استغلت فترة الفراغ الامني بالمحافظة، منذ تحريرها من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح

ولم يتوقع أحد، ان تعود الحياة الى لحج، بهذه السرعة وبامكانيات شحيحة، رافقت العام 2016م، وحققت نجاحات كبيرة، رغم ان لحج تعد المحافظة الاكثر تضررا ودمارا من بين كل المحافظة الجنوبية والشمالية التي عبثت فيها مليشيات الدم والدمار الحوثية وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح.

ومنذ منتصف عام 2016م، باتت محافظة لحج، اكثر المحافظات المحررة استقراراً، حيث انخفضت فيها نسبة الجريمة، بشكل كبير جداً، وشهدت استقرار امني لم تشهده خلال الـ 25 سنة الماضية، مع تفكيك شبكات العصابات والجماعات المتشددة، وإلتفاف ابناء المحافظة حول قيادتهم، التي جاءت من بينهم، وحملت معاناتهم سنوات، وتقدمت صفوفهم، لمواجهة طغيان وغطرسة نظام صنعاء وقواها، في الوقت الذي كان فيه الكثيرون يباركون قتل ابناء هذه المحافظة، وحرمانهم من حقوقهم، وتهميشهم لصالح فئات حزبية وعصبوية ضيقة.

 

لحج.. والحرب:

مع بدء الحرب العدوانية، التي شنتها مليشيات ( الانقلاب) الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح، كانت لحج هي أول محافظة تتعرض لهجوم المليشيات، كونها الطريق الأقرب الى عدن، فتعرضت للدمار المهول جراء تلك الحرب، والتخريب والنهب الذي كان مخططا ان تشهده لحج، بفعل افراغها المقصود من الاجهزة الامنية والعسكرية، قبل ايام من الحرب، وترك مرافقها للنهب والسلب، وافتعال ادخالها في الانفلات الامني، أكثر مما هي عليه منذ سنوات.

وخلال الحرب، تعرضت البنية التحتية في لحج، للدمار الكامل، حتى اصبحت لحج، محافظة منكوبة، والاكثر تضررا من بين مختلف المحافظات الجنوبية، التي شملتها تلك الحرب، اذ ان غالبية مرافقها باتت خارج عن الجاهزية، بفعل ما تعرضت له من دمار، وتحول بعضها الى ركام..

في تلك الحرب قدم ابناء لحج، تضحيات جسيمة، ودفعوا ضريبة التحرير ارواح طاهرة،  وجراح دامية، اذ بلغ عدد شهداء الحرب بلحج  (1750 شهيد )، وعدد عدد الجرحى (2650 جريح )، فضلا عن شهداء ثورة الحراك الجنوبية السلمية التي كان للحج فضل اشعال شرارتها والوقوف بوجه طغيان نظام صنعاء وقواها.

وعقب الحرب، اضحت لحج في حالة كارثية يرثى لها، وتزداد سوءاً مع تواجد الجماعات الارهابية، خاصة في مديريتي الحوطة وتبن، والتي قامت هي الاخرى، بإكمال ما تبقى من مباني لم تدمر بالحرب، فتم تفخيخها وتفجيرها ونسفها.

واستغلت  تلك الجماعات، وضع المحافظة والغياب الامني فيها، لتعزيز تواجدها، واتخاذها من الحوطة وتبن، مركزا لتحركاتها بكل حرية والتي امتدت الى عدن، ومحافظات مجاورة، ونشر الرعب والخوف، والقيام بعمليات تقطع، ونهب وسرقات، واغتيالات وتصفيات، حتى باتت محافظة الخوف ولصيقه بوصف الارهاب والجماعات المتشددة والمخربة .

وازدادت حالة لحج انهياراً، مع الغياب الحكومي، واجهزتها التنفيذية، والامنية، التي لو كانت وجدت لتم مواجهة تلك الجماعات، والتخفيف من وطأتها وعبثها،  اضافة الى غياب عمل المنظمات، التي كانت تنظر الى لحج، محافظة غير آمنة، ووكر الارهاب.

ومن هذا الواقع المؤلم، انحسرت آمال ابناء محافظة لحج، في اصلاح اوضاعها في وقت قريب، وباتوا يتألمون لما حل بمحافظتهم، من واقع مزري، لا يسر عدو، مطالبين بإنقاذهم ومحافظتهم، مما حل بها من كارثة الحرب، وما تلاها من فراغ كامل للأمن والدور الحكومي، والتدهور في الخدمات، وغياب أي دور للمنظمات العربية والدولية.

 

استعادة الأمل في لحج:

مع صدور قرار الرئيس عبدربه منصور هادي، بتعيين القيادي البارز في الثورة الجنوبية، الدكتور ناصر الخبجي، محافظا لمحافظة لحج، عاد الأمل الى لحج، للتخلص من وضعها المزري، والدخول في مرحلة جديدة، رغم التحديات الكبيرة، التي اعتقد كثيرون، انه من الصعب استعادة الحياة واستتاب الامن فيها، واعادة الحياة الى طبيعتها، واعادة المرافق الحكومية للعمل، جراء الدمار الكبير الذي طالها.

وشكل الجانب الامني، التحدي الابرز امام قيادة المحافظة، حيث تم التعامل مع هذا الملف بعد دراسته، ووضع خطوط عريضة كفيلة بإنجاح الخطط الامنية التي وضعت لمعالجته، باشراف الرئيس عبدربه منصور هادي، وبالتنسيق مع قوات التحالف العربي، وخاصة القوات الاماراتية في عدن.

 

( خطة إنعاش ) عملية وامنية وادارية:

منذ البداية، وضع المحافظ الخبجي، بخبرته الطويلة، وحنكته العملية، خطة متكاملة، تم نقاشها مع العديد من الشخصيات الوطنية، والفاعلة في المحافظة، وتشمل الجانب الامني، والاداري، وبناء الثقة واستعادتها لدى ابناء المحافظة، والحفاظ على مستوى عمل الخدمات بحدها المرجو، واعادة عمل المرافق الحكومية المهمة، وتطمين المنظمات الدولية، لتساعد في عملية النهوض، بالتزامن مع تفعيل الدور المجتمعي في المحافظة.

ولكون محافظة لحج، لا تزال تشهد معارك ضارية، في حدودها الشمالية والغربية، مع مليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح، لم تترك قيادة المحافظة ذلك، بل وضعت ذلك على سلم اولياتها، وضاعفت عملها، لتبني وتحمي بيد، وتدافع باليد الأخرى.

فبادرت قيادة لحج، الى جانب عملية تطبيع الحياة، بمتابعة الجبهات من جهة لمواجهة المليشيات العدوانية، ومن جهة اخرى لمواجهة الارهاب في الحوطة وتبن، واعلن عن ( الحملة الشعبية لدعم جبهات الحدود كرش والصبيحة ) والتي تم خلالها تسيير قوافل غذائية للجبهات، ودعمها بالأدوية والعلاجات الاسعافية، اضافة الى عمل زيارات لجرحى الجبهات في المستشفيات التي يتعالجون فيها، وتقديم مساعدات مالية لهم.

 

خطوات ثابتة ومتميزة:

بهدوء عملي، وسلاسة الخطوات الثابتة، بعيدا عن الاضواء والضجة الاعلامية، سجلت محافظة لحج، خلال عام 2016 بكل ثقة، تحولات جوهرية، كنموذج فريد بين مختلف المحافظات، رغم انها المحافظة الاكثر تضررا من الحرب، ودمارا وانهيارا في البنية التحتية.

وفي ظل الغياب الحكومي الكامل، وتدهور كافة الخدمات الاساسية، وتحول الحوطة وتبن، الى مدينتي رعب وخوف، فيما بقية مديريات المحافظة، كانت بانتظار مصيرها المجهول، بدأت خطوات المحافظ ، وكل قيادات المحافظة، تسير بكل ثقة وهدوء، نحو اعادة الحياة لمحافظة لحج، بدءاً بتطبيق الخطة المرسومة، في مختلف الجوانب.

وركزت الخطة العملية، على إنعاش الروح المعنوية لدى ابناء الحوطة عاصمة لحج، وكذا ابناء تبن، وبقية المديريات، من خلال التواصل المستمر مع القوى الفاعلة والمجتمعية، والشخصيات الاجتماعية المخلصة للمحافظة، والتي تشعر بمعاناة المحافظة، وسوء احوالها، ولم تجد من يسندها للعمل على اخراج لحج من مأزقها، حتى تنفست الصعداء بتسلم المحافظ الخبجي زمام قيادة لحج.

ويمكن تلخيص ابرز الخطوات التي ادت لنجاح الخطط المرسومة كالاتي:

– حسم الامني، وصنع الاستقرار، وعودة السكينة العامة، وتحقيق التنسيق مع ” الحزام الامني” وقوات التحالف العربي.

– اعادة الثقة لابناء المحافظة ورفع الروح المعنوية لديهم، واشراكهم في تطبيع الحياة بالمحافظة.

– اجراء التغييرات اللازمة، لإثبات تغير المرحلة، وجدية العمل لإخراج المحافظة من روتين الجمود والاستفراد بالمناصب والادارات.

– اعادة انعاش العمل بالمرافق الحكومية، وعودة موظفيها للدوام فيها.

– الحفاظ على مستوى الخدمات ولو بالحد الأدنى والتخفيف من معاناة الناس، ومعالجة مشاكلها، ومتابعة تحسين تلك الخدمات .

– متابعة اوضاع الجبهات الحدودية في كرش والصبيحة، ومتابعة       امور دمج المقاومين في لحج بالجيش والامن.

– حصر الشهداء والجرحى، ومتابعة ما يخصهم، وحصر الاضرار في المنازل والمرافق.

– توفير الاغاثة العاجلة لمديريات لحج، ولأسر الشهداء والنازحين من جبهات القتال الحدودية.

– تفعيل الشراكة مع منظمات المجتمع المدني كـ” شريك مجتمعي”.

– التطمين الكامل للمنظمات والهيئات العربية والمحلية لعودة عملها بلحج.

– الاهتمام وانعاش القطاع الخاص واعادة المؤسسات والمصانع للعمل.

– تقييم ودراسة تفعيل موارد المحافظة.

– المبادرة باعادة الاعمار، وترميم عدد من المرافق الحكومية.

– متابعة اعادة العمل في المشاريع المتوقفة المدعومة من البنك الدولي او المدعومة مركزيا.

 

– كهرباء الحوطة وتبن.. تحدي كبير:

شكلت الكهرباء، منذ البداية، التحدي الكبير امام قيادة لحج، حيث وبعد شهر ونيف، من تعيين المحافظ الخبجي، اوقفت الشركة المؤجرة للطاقة، العمل، واوقفت كافة اعمالها، مطالبة بمستحقات ومديونيات من المحافظة، بلغت ( ملايين الدولارات )، وفي مرحلة حرجة لا تمتلك فيها المحافظة حتى ميزانيات تشغيلية لإدارة العمل…

فما كان من محافظ لحج، إلا ان اقر اجراءات ضمنت استمرار تشغيل كهرباء ( الحوطة وتبن )، متحملا كل التبعات، بعد ان اصرت الشركة على رفض التشغيل، ورفض كل الحول المطروحة من قبل المحافظ، متعمدة ادخال الحوطة وتبن في ظلام دامس.

وبناء على اجتماع مع مؤسسة الكهرباء، اقر المحافظ الخبجي، متحملا كافة المسؤولية وبكل شجاع

LEAVE A REPLY