كاتب أمريكي: مخططات قطر الخبيثة أصبحت مكشوفة في الولايات المتحدة

478

المكلا (المندب نيوز ) بوابة العين الاخبارية

خلال السنوات الأخيرة، لعبت قطر لعبة النفوذ الخارجي بعدائية كما لم تفعل أي دولة أخرى، ودفعت مبالغ مالية كبيرة لوسائل إعلام ومراكز بحثية لتتمكن من تشكيل ساحة معركتها الإعلامية وتحسين صورتها في وقت صعب لها.

قال ديفيد يبوي، مدير مجموعة الدراسات الأمنية الأمريكي، إن قطر كانت الواحة الصحراوية الصغيرة لجماعة الإخوان الإرهابية، وكثير من الإرهابيين حول العالم، وقاعدة العمليات المضيافة لهم، ومع مرور الوقت، سرعان ما برزت الجماعة بصفتها الأيدلوجية الفعلية للإمارة، مع ترحيب عائلة آل ثاني بهم بفخامة وحتى قيامهم بتأسيس مؤسسات جديدة لتلقين الآلاف هذه الأيدلوجية.

في 2017، أعلنت دول الرباعي العربي مقاطعة قطر بسبب دعمها للإخوان والجماعات الإرهابية وتحالفها مع إيران، لذلك رأت الإمارة الصغيرة أن هناك حاجة لشراء نفوذ داخل واشنطن لتحقيق مصالحها وتغيير تلك الصورة.

 

وأوضح ريبوي خلال تقرير منشور عبر مجموعة الدراسات الأمنية الأمريكي أن نفوذ قطر وعملياتها الإعلامية كانت أحد أقل القصص التي تحصل على تغطية وتدقيق خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن لحسن الحظ هذا يتغير؛ فبسبب دعمها للإخوان وتحالفها مع إيران، بدأ يفهم كثير من الأمريكيين أن قطر قوة خبيثة، ليس فقط في الشرق الأوسط لكن في هذه الدولة أيضًا.

شراء جماعات الضغط وأصحاب النفوذ

بعد تفاقم الأزمة مع دول الرباعي العربي في2017، أدركت الإمارة الصغيرة حاجتها لمزيد من التغطية الإعلامية في واشنطن، ما أدى إلى عملية شراء نفوذ ناجحة باستخدام الأموال القطرية قام بها وكلاؤها وجماعات الضغط التي تعمل لصالحها، وتحديدًا مجموعات مثل “ستونينجتون ستراتجيز” التي يديرها جوي اللحام ونيك موزين .

تلقى الاثنان حوالي 7 ملايين دولار من الأموال القطرية، طبقًا لما كشفت عنه مجلة “تابلت” البريطانية، لكن بالطبع هذا مجرد جزء صغير من الأموال التي تعترف قطر بإنفاقها على عمليات الضغط سنويًا التي يذهب معظمها إلى شراء شركات علاقات عامة وحملات إعلانية ووسائل إعلام ونواب أمريكيين سابقين وغيرهم، حيث حصلوا على مبالغ كبيرة للتأثير على الشخصيات ذات النفوذ.

لكن “ستونينجتون ستراتجيز” كانت الأكثر إثارة للاهتمام والسخرية؛ فبلا شك، وظف القطريون موزين واللحام فقط بسبب علاقتهما بالمجتمع الأمريكي اليهودي والدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب، وقد استخدما تلك الأموال لكسب مؤيدي إسرائيل في محاولة لإقناعهم بسخافة أن قطر – راعي حماس والإخوان وحليف إيران وتركيا – صديقة لهم.

وأوضح ريبوي خلال تقرير أن موزين واللحام استهدفا بعضا من أكثر القادة المؤثرين في الدوائر اليهودية وغيرها، لكن لحسن الحظ، لم ينجح الأمر، أو على الأقل ليس على النحو الذي أراده القطريون، فبالطبع لا يرغب أحد أن يكون في وضع المدافع عن السجل القطري المتعلق بالإرهاب، حتى ولو مقابل حقيبة من النقود.

وأشار الباحث الأمريكي إلى أن القطريين وجماعات الضغط التابعة لهم أدركوا لاحقًا أن أفضل طريقة لإنفاق أموالهم هي بدفع أمريكيين من ذوي النفوذ البارزين إلى مهاجمة خصمهم السعودية.

ووفقًا لريبوي، كان يتجلى عمل تلك الشخصيات مع وجود قضية يمكنهم استخدامها على أفضل نحو، وتحقق ذلك من خلال أحد أكبر قصص العام الماضي، وهي مقتل الصحفي جمال خاشقجي التي استخدمت بصورة متعمدة كشرارة تشعل النقاشات السياسية التي من شأنها تحقيق أجندة قطر الإقليمية.

كان هناك جمال خاشقجي الذي عمل في واحدة من أكثر الصحف انتشارًا داخل أهم مدينة في العالم، وكان لديه وسيلة للوصول إلى صناع السياسات والمسؤولين الحكوميين الذي يقرأون “واشنطن بوست” يوميًا.

وكانت إنجليزية خاشقجي محدودة، ما تطلب مساعدة من عدد كبير من المحررين لمساعدته في كتابة أعمدته، كان من بينهم واحدة تعمل لصالح “مؤسسة قطر” ساعدت في “تشكيل” مقالاته التي كان يكتبها للجمهور الأمريكي.

وقال ديفيد ريبوي إننا عادة ما نميل للتفكير في المؤسسات على أنها غير ربحية أو حزبية، لكن في حالة “مؤسسة قطر” الوضع مختلف؛ فهي موجودة لتحقيق أولويات الإمارة الصغيرة، وكثيرًا ما طالتها انتقادات بسبب دعمها الإرهاب.

كانت مؤسسة قطر منذ تأسيسها وسيلة للإمارة لإبراز قوتها الناعمة التي عادة ما تعمل في خدمة أجندتها، وفي الحقيقة ثلاثة من المساهمين في المؤسسة هم: تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفة وموزة بنت ناصر.

القرصنة القطرية وحملات التجسس الإلكتروني

وكانت قطر وراء عملية القرصنة التي استهدفت أكثر من 1000 شخصية بارزة، من لاعبي كرة القدم إلى نجوم بوليوود إلى خبراء المراكز البحثية والصحفيين، وطبقًا لملفات دعاوى قضائية أمريكية، كان موزين واللحام وراء تلك العمليات.

ومن بين الذين تم استهدافهم، الجمهوري إليوت برويدي صاحب السجل الطويل في العمل ضد الإرهابيين والإرهاب، الأمر الذي جعله هدفًا رئيسيًا للجهود القطرية في الولايات المتحدة؛ حيث كان وقف جهوده في التصدي لقطر مهمًا للغاية لتلك الجماعات ومموليها في الدوحة.

واختتم الباحث الأمريكي تقريره بأنه يجب على الأمريكيين أن يكونوا مدركين لجهود قطر الخطيرة داخل البلاد، وأنه يجب عليهم التصدي لها.

 

LEAVE A REPLY