ابوظبي(المندب نيوز)البيان
دعت الجامعة العربية إلى موقف موحد إزاء التدخلات الإيرانية المضر بالمنطقة، ومن المتوقع أن تصدر القمة العربية المرتقبة في تونس قرارات واضحة في هذا الشأن، في وقت اعتبر معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث رسالة واضحة على السياسة التي تنتهجها في الخليج العربي.
وقال معاليه في سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر أمس: الحساسية الإيرانية المفرطة حول احتلالها لجزر الإمارات، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى غير مفهومة، طهران تحرج نفسها في كل منتدى دولي لأن احتلالها يبقى غير قانوني وغير شرعي وغير معترف به، والإمارات ومنذ اليوم الأول تدعو لحل القضية سلمياً وعبر الحوار والتحكيم.
مجافاة المنطق
وأضاف قرقاش: وقضية جزر الإمارات المحتلة مثال واضح أن منطق الاحتلال والقوة والأمر الواقع لا يصنع شرعية دولية ولا يقنن الاحتلال، ورفض دعوات الإمارات السلمية لحلّ هذه القضية يضع إيران في خانة حرجة، تعامل إيران مع هذه القضية يرسل رسالة أشمل حول توجهها في منطقة الخليج العربي.
وتابع: هناك العديد من الخلافات الدولية حول جزر متنازع عليها، وتتعامل معها الدول ضمن إطار التوجه الإماراتي السلمي والقانوني والعقلاني، بالمقابل الموقف الإيراني، وللأسف، غير منطقي لأن أساسه احتلال بالقوة يسعى لفرض الأمر الواقع ولا يدعمه سند قانوني أو تاريخي.
ويرى المراقبون أن إيران أثبتت من خلال تصرفاتها وفي عديد من المحافل الدولية أنها دولة لا تحترم المبادئ العالمية للحوار والحلول السلمية، لذا ترفض تماماً التحكيم لحل قضية الجزر الإماراتية المحتلة، لأنها تدرك بأن لا سند قانوني أو تاريخي تستند إليه.
وشدد المراقبون أن بيان الخارجية الإيرانية بشأن اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لا أهمية له، مؤكدين ان المنظمة تضم 57 دولة، وهو الأمر الذي لا يمكنها من تسيير المنظمة حسب توجهاتها السياسية. موقف موحد
وفي سياق ذي صلة أكدت جامعة الدول العربية، أمس على ضرورة الالتزام بموقف موحد تجاه تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقالت مصادر بالجامعة، إن مشروع جدول أعمال القمة العربية المرتقبة في تونس سيتضمن المطالبة باتخاذ موقف عربي موحد إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
من ناحيته قال المحلل السياسي البحريني عيسى تركي بأن التمدد الإيراني في المنطقة العربية يشهد نشاطاً محموماً، بالرغم من الضغوطات الاقتصادية الأمريكية، ومقاطعة عدد من الدول العربية والخليجية لنظام طهران.
وأكد تركي من العاصمة البحرينية المنامة بأن عبث النظام الإيراني في أمن المنطقة، وتغذيته للجماعات المتطرفة والميليشيات والمنظمات الإرهابية المعكرة لصفو استقرار الدول العربية، وإعلانه المستمر لـ امبراطورية إيران الكبرى هو بصميم العقيدة الإيرانية والدستور الإيراني نفسه، كما تؤكده المادة (53).
دعم الإرهاب
وأوضح بأن التقارير الدورية الصادرة من اليمن، وبقية مناطق النزاعات الأخرى، وما يشوبها من أعمال تخريب وقتل واستهداف المدنيين، تحمل دوماً بصمات ضباط الجيش الإيراني، والذين ينفذون مهامهم بشكل منظم ودقيق ومدروس.
ودعا تركي المجتمع الدولي لأخذ التدابير اللازمة لردع الممارسات الإيرانية المؤثمة في المنطقة العربية، والمعارضة لروح وجوهر ميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ولمبادئ احترام سيادة الدول وحسن الجوار، والتي تعد ركيزة أساسية للعلاقات الدولية التي أقرتها محكمة العدل الدولية في العديد من أحكامها.
انطلقت صباح أمس أعمال الدورة 151 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للنظر في عدد من القضايا ذات الاهتمام العربي المشترك والتي ستناقشها قمة تونس، وسترفع قبلها إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب، المقرر عقده الأربعاء المقبل في القاهرة.