( المندب نيوز ) وكالات

 

يبدو أن سفاح ليلة رأس السنة في إسطنبول، والتي قضى فيها 39 شخصا معظمهم من العرب، كان سهلا عليه التوارى عن أعين الأمن، حيث لم يجد عناء في ذلك، بسبب طبيعة الحي الذي عاش فيه في إسطنبول .

 

وحسب آخر المعلومات التي وردت، فإن السفاح الإيغوري الذي تبحث عنه السلطات، ذهب إلى الملهى الذي ارتكب فيه جريمته في سيارة تاكسي، كما تفيد المعلومات أيضا، أنه بعد ارتكاب جريمته عاد مرة أخرى إلى حي “زيتون بورنو” الذي كان يقطنه، حيث طلب من أناس يعرفهم إعطاءه أجرة السيارة التي وصل فيها، بعد جريمته .

 

ويبدو أن القضية أضحت معقدة بسبب عدم تمكن الأمن التركي من القبض على الجاني، ربما بسبب طبيعة الحي الذي عاش فيه، وعاد إليه بعد ارتكاب الجريمة .

 

ويعتبر حي زيتون بورنو، باسطنبول التركية تقطنه الطبقة العاملة واعتبره مهاجرون من وسط آسيا موطنهم لعقود .

 


ويقع حي زيتون بورنو وراء الأسوار القديمة لشبه جزيرة إسطنبول التاريخية مباشرة بعيدا عن حي أورتاكوي الراقي على سواحل البوسفور حيث فتح المسلح النار من سلاحه الآلي يوم الأحد الماضي .

 

شوارع الحي المفعمة بالحركة ممتلئة بمتاجر ومطاعم من قازاخستان وأوزباكستان ولافتاتها كتبت باللغة الويغورية بحروف عربية. يتبادل الرجال كبار السن المرتدين لأغطية رأس من الفراء التحية فيما تتجول النساء – وبعضهن ترتدين ملابس تغطيهن من الرأس إلى القدم – أمام واجهات المحال .

 

وقال تقرير لرويترز، يعتقد أن المسلح- الذي قال نائب رئيس الوزراء التركي ويسيقايناق إن من المعتقد أنه من الأقلية الويغور- استقل سيارة أجرة من زيتون بورنو قبل واقعة إطلاق النار وعاد لمطعم هناك بعد الهجوم وطلب استعارة نقود لدفع أجرة السائق. ولا يزال المسلح هاربا .

 

وما زال المطعم مفتوحا لكن العديد من موظفيه اعتقلوا .

 

ويشعر الكثير من الأتراك بصلات عرقية وثقافية قوية مع الشعوب المتحدثة بالتركية في وسط آسيا بما يشمل غرب الصين والدول القريبة التي كانت يوما ضمن الاتحاد السوفيتي السابق ورحبوا بمهاجرين عاشوا بينهم في مناطق مثل زيتون بورنو .

 

والويغور الذين ينتمي إليهم القاتل، أقلية أغلبها من المسلمين المتحدثين بالتركية في أقصى غرب الصين ولهم جاليات كبيرة العدد في أنحاء وسط آسيا وتركيا .

 

وقال حسين ساريل وهو أحد الإداريين المحليين في منطقة زيتونبورنو “لدينا إخوتنا هنا من تركستان الشرقية عشنا معا لسنوات وأحبوا بلدنا ولا يشعر مجتمعنا بأي ضيق منهم ” .

 

وتابع قائلا “لكن هناك أشخاصا هنا يرحبون بمن يأتون إلى تركيا بصورة غير قانونية” وأضاف أن السلطات المحلية تحتاج للمزيد من الصلاحيات لتسجيل أماكن إقامتهم .

وقال “هناك فنادق تؤجر غرفا باليوم ويحول البعض المتاجر لمنازل ويتلقون مالا عن كل شخص. إذا حصلنا على مزيد من الصلاحيات يمكننا أن نتحرى ونأخذ احتياطاتنا ” .

 

ومثل غيره ممن يقيمون في زيتون بورنو منذ أمد بعيد يشعر الصحفي السابق عثمان كمندان (35 عاما) وهو تركي يعود أصله إلى قازاخستان بالقلق إزاء بعض الوافدين على الحي في الآونة الأخيرة .

 

وقال “الناس الذين أتوا مؤخرا… قساة وبدائيون إلى حد ما. لكن يبدو أنهم أتوا إلى هنا عن عمد ” .

 

وأضاف “هناك أناس في تركيا يوفرون لهم الموارد.. يقولون إن كثيرين أتوا إلى هنا من قبل ووجدوا ملاذا ولم يرصدهم أحد ” .

LEAVE A REPLY