المكلا (المندب نيوز) كتب: عبدالفتاح الصناعي
يتأهب الانتقالي للإقلاع كطائر بدأ يفرد جناحيه يميناً ويساراً ليحلق عالياً في الفضاءات الجميلة فيرتفع فوق الكل بمشهد جمالي غاية في الروعة والإدهاش ليرى الأمور من الأعلى بشكل أوضح وأكمل وليس ذنبه بأن لا يراه ضعفاء النظر والعميان ويكون في مأمن من أي ترصد لاصطياده وتعض الحيوانات المفترسة والثعالب معها كذلك أصابع الندم بأن هذا الطائر الجميل قد نجا من مخالبها ومكرها وبأنه متميز عنها بقدرات الطيران التي لا تمتلكها.
تمثل العلاقات القوية والمتميزة للانتقالي مع التحالف العربي وخصوصاً الإمارات كشراكة عملية صنعتها المواقف والأحداث وعمقتها نضالات مشتركة، الجميع كان كريماً في العطاء والتضحية نكراناً للذات وإيماناً بقدسية المعركة القومية المشتركة وتبادل الاحترام ومقابلة الوفاء بالوفاء.
وبما نسج من علاقات سياسية ودبلوماسية وتفاهمات مع الدول العظمى إذ كان هذا معبراً عن نجاح عملي ودبلوماسي حققه الانتقالي عبر مراحل متدرجة وتراكمات مختلفة.
وفي الأول والأخير يظل إيمان الانتقالي بعدالة قضيته، وبأنه وضع على عاتقه بأن يكون الحامل الأصدق لها، والمعبر الأكثر اخلاصاً عن شعبه ومآسيه وأحلامه وآماله وتطلعاته وسط بيئة سياسية متوغلة في الصراعات والتناقضات يتحالف فيها الأغلب ضد من يشق طريق النجاح ويبادر البعض بتقديم نفسه أداة ضد أي أحد يحصد نجاحاً.
اختلف الانتقالي وتميز عن الكل أنه كان عمليا أكثر من كونه تنظيريا، في أنه بنى نفسه ومواقفه وخطواته على أفكار كرؤى سياسية حقيقية وعملية لا بائع أوهام وبأنه صاحب الفعل والتأثير يضع خطواته الأولى عملياً وواقعياً وهو يسحب للمدى البعيد لا عبارة عن ردة فعل مؤقتة جعل من الإعلام وسيلة وأداة للتعبير عن نفسه وشاهداً على نجاحته ونضالاته أدار جميع العلاقات المتناقضة والمتخلفة فيما يخدم قضيته وقضية شعبه كمواقف سياسية ودبلوماسية واضحة وبرامج عملية محددة، وليس كالبعض لا وجود له إلا كظاهرة إعلامية مزايداة ومبالغة ومتبعدة عن الواقع ومرتهنة للخلافات الصغيرة ذابت داخل التناقضات وخدعت نفسها بالمزايدات حتى أصبحت مجرد أدوات هزيلة لا تتجرأ على الظهور إلا بأقنعة ومغالطات مفضوحة.
إن الانتقالي بما وصل إليه اليوم من النجاحات الواضحة بسبب تميزه واختلافه بأدئه ونضاله عن الآخرين فإنه من الطبيعي جداً بأنه لا يخلو من أخطاء وقصور وثغرات هنا وهنالك فهذه هي الطبيعة البشرية ناهيك عن المبررات الأخرى المختلفة من حيث الجو والبيئة والمراحل الحساسة التي عمل فيها وطبيعة التعقيدات الصعبة في ذات القضايا نفسها..
إن الأخطاء الصغيرة بل حتى الكبيرة والثغرات هنا وهناك لن تنقلب إلى معضلة وما زال هنالك الاندفاع والحماس أكبر وأعظم نحو تحقيق أعلى مستويات من النجاح.
وبالتالي فالانتقالي المطلوب منه اليوم هو تجسد نجاحات عملية بمستويات عالية ومتقدمة ومتواصلة نجاحاتها وتطوراتها، فيغادر البدايات البسيطة والترتيبات البدائية، إلى آفاق أعمق وأوضح، فيستمر بتقدمه للأمام ولا يعود للخلف ليصارع القوى التي تسعى لإفشاله فيتراجع الى مستوى منطقها وتفكيرها بمواقفها العدمية ومزايداتها وادواتها المعقدة بسبب تمسكها بالذهنية السياسية المريضة والمتأزمة.
الانتقالي اليوم بكل وضوح أكبر وأجدر من الجميع لم يكن صغيراً وكبر هو كبير من بداياته لكن اليوم تجلى بوضوح للجميع حجم كبر الانتقالي بخطواته الحكيمة المتدرجة، ونجاحاته العملية المتراكمة حتى وصلت أعلى المستويات الدبلوماسية مع الدول الكبيرة فما عليه في مقتبل الأيام إلا أن يجسد نجاحات عملية على نفسه ككيان سياسي انتقالي من حيث رؤيته السياسية والإعلامية والاجتماعية، التي ينبغي أن يلمس الجميع في الأيام القادمة نضجاً كبيراً ونجاحاً واضحاً في هذا فيكون هذا معززاً لعلاقاته السياسية الدولية وعاملاً جوهرياً لإنجاحها وتطويرها أكثر.
بعبارة أخرى على الانتقالي أن يحقق نجاحات عملية باستراتيجياته العملية القادمة تكون بمستوى ما حققه اليوم ومعززة له في تحقيق أعلى ما يمكن من النجاحات المطلوبة في رؤيته وتشكيلاته ومواقفه وأدواته بما هو أرفع من المعارك الصغيرة والعبثية التي يسعى البعض لجره إليها.
وبالتالي سيظل الانتقالي كبيراً ويكبر كل يوم وكل يوم يتضح للناس نجاحات أكبر واكبر وهكذا سيظل طائراً جميلاً مدهشاً محلقاً في أجواء السماء الرائعة في مشهد بديع ساحرا وملهما وإبداعاً وفخراً وطنياً وقومياً يستفز غيرة البعض وحقدهم لكنه سيظل في مأمن من شرهم ومن كل الشرور، ما دام وهو يحلق عالياً.