استطلاع خاص :لحوم الأضاحي بين غلا أسعارها والظروف المعيشية الصعبة للمواطنين بعدن

560

 

عدن (المندب نيوز) خاص : استطلاع : أحمد باضاوي

الأضحية هي امتثالا لقوله تعالى ( فصل لربك وانحر ) – أي صل العيد وانحر النسك –  وسنة مؤكدة لما رواه مسلم ( انه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ) – لذلك يعاني الكثير من المواطنين في محافظة عدن من غلا لحوم الأضاحي مع تزامن يوم العيد وايام التشريق الذي يسن ذبح الأضاحي فيها ، وجاءت هذه المعاناة لما تشهده عدن من عرقلة صرف الرواتب لفئة الموظفين في هذه الأيام ، ومن ضعف الأعمال والمردود المالي الذي يعاني منه القطاع الخاص وخصوصا ما بعد الحرب التي شهدتها عدن مؤخرا ، لذلك اعددنا تلك الاستطلاع لعدد من فئات المجتمع ليعبر كل واحد منهم ما في جعبته بخصوص موضوع الأضاحي وماهي المسببات لغلاء أسعارها ، وعن كيفية الاقبال عليها ، وعن سحب المواطنين للكمية من المواشي المحلية الموجودة في السوق والمستوردة من الخارج …

 

بسام فيصل -نائب رئيس مؤسسة المسالخ واللحوم بعدن : المواشي المستوردة من الخارج تكون خاضعة للفحص البيطري، وأسعار اللحوم المستوردة من الخارج تعتبر في متناول الجميع .

الأستاذ / جلال الشميري : ينبغي على من يتاجرون في المواشي سواء من المستوردين أو الموزعين أو القصَّابين (الجزارين) أن يساعدوا المسلمين في تأدية هذه الشعيرة الجليلة .

الأستاذة / وفاء: أصبحت الأضحية بدلا من أن تكون عملا نتقرب به إلى الله تعالى وإدخال الفرح والسرور على قلوب الفقراء والمساكين أصبحت سلعة يتاجر بها وسلعة باهضه الثمن .

نضال العزعزي : هم يقولون الحج من استطاع اليه سبيلا ، وانا أقول اللحم من استطاع اليه سبيلا .

صدام محمد: أضاحي العيد غالية جدا، سبب ذلك أنها كانت أسواق الشمال مصدر لتغذية أسواق عدن باللحوم، أما الآن مصدرين وهما أسواق محافظة أبين والحبيلين فقط.

محمد العليمي : أسعار لحوم الأضاحي مناسبة جداً ، فيكون بيع الاضحية وذبحها وتقطيعها كله بسعر واحد.

خالد سليمان : العيد عيد العافية ، وأسعار لحوم الأضاحي غالية جدا .

علي أحمد عمر : غلا أسعار اللحوم والبضاعات الأخرى بسبب تدهور العملة اليمنية .

 

تحدث الينا أولا –الأستاذ / بسام فيصل – نائبرئيس مؤسسة المسالخ واللحوم –  أوضح قائلا :

ان مايتم عمله حاليا من عمل المؤسسة هو استيراد المواشي ، لان الكمية الموجودة المحلية من لحوم الأضاحي  لا تكفي السوق حاليا ، ويتم عملية استيراد المواشي من القرن الافريقي والصومال لكي تلبي احتياجات المواطنين في ذبح لحوم الأضاحي ، اذ أن اغلبية الموطنين في محافظة عدن يقوموا بذبح الأضاحي ، لذا تواكب المؤسسة هذا الحدث بحيث تغطي اغلب المسالخ الموجودة في عدن .

حيث أن مأتم استيراده إلى الآن هو ثمانية آلف رأس من الأغنام تقريبا ،وما يقارب الفين وخمسمائة رأس من الأبقار ، وتعتبر عدن وحضرموت حاليا المنفذان الوحيدان في اليمن لاستيرادها .

والمواشي المستوردة من الخارج تكون خاضعة للفحص البيطري ، فانه عند ما تأتي عبر ميناء الدكة بالمعلا يقوم فريق عمل من البيطرين مكون من 22 بيطري بالفحص البيطري الكامل لها ، وإذا كانت لم تكن صالحة فيتم إرجاعها على نفس المركب الذي أتت منه ، والمؤسسة لديها الإشراف الكامل على كل رأس غنم يأتي عبر ميناء الدكة بالمعلا بالرصد والمتابعة لها .

أما عن الفحص للمواشي المحلية فيوجد في كل مديرية من مديريات محافظة عدن فرع لمؤسسة اللحوم مكونة من بيطري ومحصل ، فالبيطري يقوم بشكل دوري للنزول الميداني للملاحم والمسالخ الموجودة في المديريات التابعة للتجار ، والإشراف أيضا علىالمسلخ التابع للمؤسسة في كل مديرية ، وتسهل المؤسسة أيضاً مسلخ خاص شبه مجاني متكلفة فيه بذبح الأضاحي  للجمعيات والمؤسسات الخيرية التي توزع لحوم الأضاحي .

ولدى المؤسسة أيضاً موظفين سلاخين ممتازين ولديهم الخبرة الكافية مايقارب 22 سنة في سلخ اللحوم ويقوموا بمهام عملهم

أما عن أسعار اللحوم المستوردة من الخارج فتعتبر في متناول الجميع ، واسعارها منخفظة تصل من 20 الى 22 الف ، عكس المواشي المحلية غالية تقريبا لانها محجوبة وتترواح أسعارها تقريبا مابين 30 إلى 35 وثلاثين ألف ، واذا استمر الاستيراد الخارجي بشكل يومي اعتقد ان الأضاحي بتنقص أسعارها .

ويتم أيضا التعاون مع أغلبية موظفي المرافق الحكومية بالتعامل معهم لشراء لحوم الاضاحي بالتقسيط .

 

وتحدث الأستاذ / جلال الشميري – أستاذ اللغة العربية بالمدارس التركية بعدن – وملم بالشئون الدينية – قائلاً :

الأضحية هي ربط للمسلم بالنهج الأبوي النبوي، حيث تذكرنا كل عام بأحداث قصة الذبيح إسماعيل عليه السلام الذي أمر الله والده سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبحه فلما استسلم الوالد وولده لأمر الله افتداه تعالى بذبح عظيم.. وربطنا بقصة القربان الذي قربه ولدا آدم قابيل وهابيل فتقبل الله من هابيل قربانه لأنه قدمه عن عبودية وتذلل وسخاوة نفس، ولم يتقبل من أخيه الذي ملأ قلبه الحقد والشح. فهذه الأضحية تذكرنا بهذه الأحداث وتربطنا بنهج الأنبياء والآباء الصالحين وتعلمنا فوائد التسليم لأمر الله والرضا بالقضاء وأن مع الامتحان لابد من وجود امتنان، وتربينا على العبودية التامة للمولى سبحانه.

الأضحية نوع من العبادة في موسم الحج يقدمه الحاج وغير الحاج قربة لله تعالى ينال عليها الأجر العظيم وهي سنة مؤكدة سنها لنا درة الأنبياء وتاج المرسلين محمد بن عبدالله عليه صلوات الله وأخبرنا بأن فيها أجر عظيم ورضا من ربنا جل ربنا .. يقول صلوات الله عليه: ( ماعمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من إراقة دم وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها . وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا). ( رواه الترمذي ) .

لذلك يسن للمسلم أن يذبح أضحية لله يأكل منها وأهله ويطعم الفقير ويهدي للأهل والجيران والأصدقاء فإن كان فقيرا لا يملك فإن النبي صلوت ربي وعليه وهو رؤوف بنا رحيم قد ضحى عن أمته فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرب كبشين أملحين فيذبح أحدهما فيقول : اللهم هذا عن محمد و آل محمد و يقرب الآخر فيقول : اللهم هذا عن أمتي من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ). (المستدرك للحاكم ) . ولذلك كله ينبغي على من يتاجرون في المواشي سواء من المستوردين أو الموزعين أو القصَّابين (الجزارين) أن يساعدوا المسلمين في تأدية هذه الشعيرة الجليلة بتيسير المواشي وتقليل سعرها قدر الإمكان وأن لا يتخذوا من هذا الموسم سببا لزيادة الأرباح وفرصة لاستغلال العباد بل يطلبوا الأجر من الله تعالى فيجعلوا هامش الربح أقل، فهم بذلك لن يخسروا وسيربحون من المال ومن رضا الله ذي الجلال .

يقول رسول الله صلى الله عليه: (من فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن يسر على مسلم يسر الله عليه يوم القيامة والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه) (المعجم الأوسط للطبراني )هذا والله ورسوله أعلم .

 

وتقول الأستاذة / وفاء – أستاذة بإحدى المدارس الخاصة بعدن – قائلة :

الوضع مؤسف جدا ومزري في زمنا مضى كان الفرد منا يضحي لأهل بيته بأضحية والبعض بأكثر لكن للأسف ما يحدث الآن هو أن الفرد الواحد لايستطيع التضحية لأهل بيته ، بسبب تدهورالأوضاع الاقتصادية وكذلك الوضع المعيشي الصعب .
فأصبحت الأضحية بدلا من أن تكون عملا نتقرب به إلى الله تعالى وإدخال الفرح والسرور على قلوب الفقراء والمساكين أصبحت سلعة يتاجر بها وسلعة باهضه الثمن ، بسبب استغلال مالكيها لاضطرارية من لديهم القدرة على الشراء بأسعار تفوق الخيال ، ومن ليس لديه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، الله يفرج عنا .
والواقع هو أن الكثير والكثير من الأفراد وخاصة هنا في عدن سيمر عليه عيد الأضحى دون أن يضحي .
لان هذا العيد اقترنت تسميته بالأضحية لما كان لهذا اليوم من فضل عظيم فدى الله به سيدنا إسماعيل بأضحية مباركة من السماء .
فملامح هذا العيد بالتأكيد ستكون ناقصة مشوشة غير واضحة بسبب الوضع الاقتصادي المؤسف الذي أدى إلى ضعف في مستوى المعيشة والذي بدوره يؤدي إلى غلا وارتفاع الأسعار كلا حسب مصلحته الخاصة، فتاجر الماشية بالتأكيد سيستغل الوضع وسيطرح أسعار خيالية مدمرة في السوق فمن لديه القدرة على الشراء سيشتري والبعض سيكلف نفسه فوق طاقته ويضطر إلى الشراء .

 

 

وأوضح الأخ / نضال محمد العزعزي- صاحب ملحمة الفرسان – قائلا :

أن أسعار المواشي مش كالسابق لأنها حاليا في هذه الفترة غالية ، فالبعض يتهم أصحاب الملاحم أنهم مغليين ، بل بالعكس أن صاحب الملحمة مش مغلي ، انما يعتمد على السوق اذا كان رخيص فنحن نستفيد أكثر ، ولما يكون غالي نحن نخسر ، فالربح والفائدة تكون ضيئلة جدا .

وعن غلاء أسعار لحوم أسعار الاضاحي هو عندما تذهب إلى الرعوي لشراء مواشي يتعذر على طول بارتفاع الريال السعودي وسعر الدولار ، ويتفنن أيضا في مدح الكباش الذي عنده بمواصفات خيالية فيعجزك بأسعارها ، فنضطر نحن بشرائها ، وبالمقابل عند ما يأتي المواطن لشرائها يستغليها ، وينسى مواصلات الكبش الذي يشتريه وقيمة الذبح واكل القصب الذي يأكله ، فنرجع نحن بربح قليل .

والإقبال من المواطنين على لحوم الأضاحي ضعيف جدا مقارنةبأعياد السنوات الماضية كان الإقبال كبير نوعا ما ، فالملحمة التي نحن فيها بعنا في العام الماضي 400 رأس ، وهذا العام أقل بكثير عن العام الماضي ، ويبررون ذلك بغلاء أسعارها ، وما يدرون عن كيف نسبة أسعارها عند ما نشتريها من السوق ، نسبة إلى أنه ارتفاع السعودي والدولار له أثر كبير في اللعب بالأسعار في السوق ، فهم يقولون الحج من استطاع اليه سبيلا ، وانا أقول اللحم من استطاع اليه سبيلا .

وتعتبر المنصورة رائدة الملاحم المخصصة لبيع لحوم المواشي، حيث كان يأتيها المواطنين من كل مديريات عدن لما فيها من شارع يسمى قديماً بشارع الملاحم ، وحاليا يسمى ( بشارع السجن ) .

 

وأفاد الأخ / صدام محمد -صاحب ملحمة السعيدة -قائلاً :

أسعار الأضاحي غالية جداً وخصوصا هذا العام فأعلى شي ممكن أنها تصل الى 60 أو 65 ألف ريال يمني ، وأقل شي ممكن أن تصل الى 35 أو 40 ريال يمني ، والسبب في ذلك أن أسواق الشمال في الحرب وماقبل الحرب كانت واصل تغذي الأسواق باللحوم ، أما الآن لا يوجد معك إلا مصدرين وهما أسواق محافظة أبين والحبيلين فقط ، يرجع في ذلك أن الوارد للمواشي يضعف داخل محافظة عدن فيسبب ذلك في ارتفاع أسعار المواشي بشكل عام ، مع انه ايضا لو فتحوا معبر المراوغة تهامة بيصير فيه اقبال كبير جدا ، لأنها مواشي كثيرة جدا ، فيتم تصديرها إلى السعودية مباشرة من غير أن تدخل اليمن إلا في بعض الأوقات .

أما عن إقبال الناس ضعيف جدا بسبب عرقلة وصول الرواتب للموظفين من المواطنين والعسكريين ، لذا من أين سيقدرون أن يأتوا بأضحية ، فلو رجعنا حتى إلى سعر الكيلو كان تحصله بــ 2000 ريال ويرتفع قليل قليل حتى وصل إلى 3000 ريال وهذه مشكلة في أن الدولة مرتاحة والمواطن خسران .

وعن الوارد الخارجي من المواشي الصومالي والقرن الأفريقي فهي غالية جدا مقارنة بسعر المواشي المحلية ، والسوق مليان منها ، فأصحاب الملاحم غالبا مايأتوا بمواشي محلية ، والمواشي المستوردة لها أسواق خاصة بها ، وفي ذلك أن الكثير أيضا من أصحاب الملاحم يغشوا الزبون بأن المواشي التي معاهم  خارجي لأنها تكون ضخمة وكبيرة وهي بالأصح مواشي محلية ، والزبون لا يدري بأنهم غشوه بذلك .

 

واستطرد أيضاً الأخ / محمد العليمي – صاحب ملحمة ملك العجول – قائلاً :

سبب غلا لحوم الأضاحي معاناة المواطنين من عدم استلام الرواتب ، مع عدم توفر لهم أشغال أخرى تساند دخلهم المعيشي .

وأسعار لحوم الأضاحي مناسبة جداً ، فيكون بيع الاضحية وذبحها وتقطيعها كله بسعر واحد .

والمواشي المحلية أصبحنا الآن نلاقي تعب وصعوبة كبيرة في دخولها من المناطق الأخرى لما فيها من ضرورة التصاريح والنقاط التي تلزم علينا باجراءت مكثفة .

 

وتحدث ايضا المواطن / خالد سليمان – قائلاً :

العيد عيد العافية ، وأسعار لحوم الأضاحي غالية جدا ، فأنا أرى أنه على حسب المواطن ، اذا كان مقتدرا فيمكن انه قادرا على شراء الاضحية ، أما اذا كان ليس مقتدرا فيصعب عليه ذلك ، حتى أنه بعضهم يصعب عليه شراء أرخص الأغنام مثل البربري – وذلك للظروف المعيشية التي يلاقوها ، فيصير انه مش بالضرورة يضحي ، بل يشتري على قدره من اللحم في العيد .

 

وتحدث المواطن / علي أحمد عمر -قائلاً:

ما يصير انه المواطن راتبه من الدولة خمسون ألف ريال والأضحية بــ ثلاثون ألف ريال ناهيك عن الأسعار المرتفعة في متطلبات الأشياء الأخرى كالرز والسكر والدقيق وغيرها.

فلحوم الأضاحي متوفرة في الأسواق بشكل كبير جدا إلا أن غلا الأسعار بشكل عام له أثر كبير في ارتفاعها بسبب تدهور العملة اليمنية والتي هي بالمقابل تقابل الدولار والسعودي في الأسواق العالمية، فيتم استيراد اللحوم والبضاعات الأخرى بشكل عام بالعملة الصعبة بسبب الفارق الكبير الذي أحدثه تدهور العملة اليمنية، والمواطن اليمني هو ذلك الراتب الذي يستلمه قبل ست سنوات هو نفسه الآن دون أي زيادة تذكر .   

LEAVE A REPLY