المكلا (المندب نيوز) الشرق الأوسط
تُعِدّ الجزائر «استقبالاً رسمياً وشعبياً» لمنتخبها الوطني لكرة القدم العائد، اليوم (السبت)، غداة تتويجه بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية في تاريخه، بتغلبه على السنغال في نهائي البطولة التي استضافتها مصر، بحسب ما أفاد به مصدر حكومي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وتغلب منتخب محاربي الصحراء على منتخب أسود تيرانغا بنتيجة 1 – صفر بفضل هدف المهاجم بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة النهائية التي أقيمت في استاد القاهرة الدولي، ليحرز اللقب القاري للمرة الثانية في تاريخه، والأولى منذ تتويجه على أرضه بلقب نسخة 2019. وأفاد المصدر الحكومي الذي فضل عدم كشف اسمه بأن «طائرة المنتخب الجزائري ستحط في مطار هواري بومدين عند الساعة الثانية (13:00 بتوقيت غرينتش)، وسيخصص له استقبال رسمي وشعبي».
وأوضح أنه من المقرر إقامة حفل «غذاء رسمي» لكل أعضاء البعثة، وعلى رأسها المدرب جمال بلماضي، في المركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر غرب العاصمة الجزائرية.
ولم يحدد المصدر ما إذا كان الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح سيشارك في مأدبة الغداء، علماً بأنه كان حاضراً في استاد القاهرة خلال المباراة النهائية، مثله مثل آلاف المشجعين الجزائريين الذين انتقلوا خصيصاً إلى العاصمة المصرية لمتابعة منتخب بلادهم.
وأفادت الإذاعة الجزائرية بأن «حافلة خاصة تم تجهيزها للتجول بأعضاء المنتخب في شوارع العاصمة» التي شهدت احتفالات عارمة حتى فجر اليوم (السبت) على وقع أبواق السيارات وزغاريد النسوة والمفرقعات النارية.
وعقب الفوز، صرح المدرب الجزائري جمال بلماضي: «نقول غالباً إن المباراة النهائية لا تُلعب، لكن تُكسب. لست من مؤيدي هذا الرأي. يتم خوضها والتحضير لها، لا سيما في مواجهة فريق موهوب إلى هذه الدرجة. ربما لم تكن أفضل مباراة لنا على صعيد المضمون. لكننا لا نزال أفضل هجوم (في البطولة مع 13 هدفاً)، وأفضل دفاع (تشاركاً مع السنغال بتلقي هدفين فقط). الفوز النهائي مستحَقّ بالنظر إلى البطولة. أفكاري هي مع لاعبيّ. قاموا بهذا العمل الاستثنائي. نحضر لأمم أفريقيا هذه منذ وقت طويل. العيش يومياً مع ضغط الرغبة في الذهاب حتى النهاية ليس أمراً سهلاً. كانوا مذهلين».
وأضاف بلماضي: «أشعر بأنني سعيد جداً، لكل بلادنا، لشعبنا الذي كان ينتظر النجمة الثانية منذ وقت طويل جداً. أول بطولة أمم أفريقيا نفوز بها خارج أرضنا، الأمر مذهل، خصوصاً بالنظر إلى المكان الذي أتينا منه. تسلمتُ (في صيف 2018) فريقاً في وضع صعب فعلاً. التربع على عرش أفريقيا في فترة عشرة أشهر أمر رائع. ربما أنا متعب بعض الشيء، ومن الصعب إظهار مشاعر، سأدركها في وقت لاحق بمجرد أن نرتاح بعض الشيء».
وتابع المدرب الجزائري: «قلت إننا سنشارك في أمم أفريقيا من أجل الفوز بها. كنت أرغب في البعث برسالة قوية إلى اللاعبين، لأقول لهم إنني أنخرط في مشروع قوي. الألقاب هي ما يهمني. في مؤتمري الصحافي الأول سُئِلت عما إذا كانت هذه البطولة انتقالية. كلا، نحن هنا (لإحراز اللقب)».
وفي سياق متصل، فاز الجزائري إسماعيل بن ناصر بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وشارك بن ناصر، الذي صنع هدف الفوز لبونجاح، في التشكيلة الأساسية في جميع مباريات الجزائر في البطولة.
ولم يُستبدل لاعب إمبولي الإيطالي سوى في مناسبتين الأولى في الدقيقة الأخيرة من مواجهة السنغال في دور المجموعات ثم في الدقيقة 57 من مواجهة تنزانيا في آخر مباراة في المجموعة الثالثة، التي دخلتها الجزائر بعد ضمان التأهل.
وانضم بن ناصر، البالغ عمره 21 عاماً، إلى إمبولي في 2017 قادماً من آرسنال الإنجليزي الذي خاض معه مباراة واحدة فقط. وانضم اللاعب الجزائري، الذي صنع ثلاثة أهداف في كأس الأمم، إلى تورس الفرنسي على سبيل الإعارة في موسم 2016 – 2017.
ونال الجزائري رايس مبولحي جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة بعدما اهتزت شباكه مرتين فقط، من بينهما ركلة جزاء أمام نيجيريا في الدور قبل النهائي، كما اقتنص النيجيري أدويون إيجالو جائزة هداف البطولة برصيد خمسة أهداف فيما نال السنغالي كريبن دياتا (20 عاما) جائزة أفضل لاعب شاب.
ومنح المنتخب الجزائري مواطنيه فرحة تمتد من العاصمة المصرية إلى الجزائر وولاياتها، وصولاً إلى مختلف مدن فرنسا والانتشار، في فترة من الحراك السياسي النشط والمظاهرات الاحتجاجية ضد النظام التي تتكرر كل يوم جمعة، وأحيت أمس «ذكراها» الثانية والعشرين.
وتزامن ذلك بهتافات للجماهير الجزائرية في القاهرة عقب التتويج بالفوز، مثل هتاف «وان تو ثري فيفا لالجيري (1. 2. 3. تعيش الجزائر)». ولوحت مجموعات من الشباب والأسر التي جاء معظمها من الجزائر خصيصاً لحضور المباراة ضد السنغال، بالأعلام الجزائرية وهم يغنون لمجد منتخب بلادهم. وأعرب عزيز الذي وصل إلى العاصمة المصرية قبل أيام مع زوجته وطفليه، عن سعادته بالتتويج، وقال: «سنعود بالكأس إلى بلادنا»، مضيفاً: «لقد تعمدنا المجيء إلى القاهرة من أجل هذا النهائي. إنها فرحة استثنائية»، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وخرج عبابسية من الملعب وهو يبكي، ويحاول مسح دموعه بالعلم الذي يغطي كتفيه. وقال المهندس الشاب بعدما استعاد هدوءه: «كان هناك الكثير من المشاعر. عمري 28 عاماً، لم أر أبداً المنتخب الوطني يفوز بأي شيء»، إذ إن التتويج القاري الأخير للخضر يعود إلى عام 1990 في الجزائر.
وشهد النهائي حضوراً جماهيرياً هائلاً حيث بلغ الحضور نحو 50 ألف مشجع من بينهم أكثر من 20 ألف مشجع جزائري، إضافة لمثل هذا العدد من المشجعين المصريين والعرب، فيما بلغ الحضور السنغالي نحو ثلاثة آلاف مشجع. وقدم المشجعون من مختلف الجنسيات لوحة رائعة في مساندة الفريقين على مدار شوطي المباراة.