المكلا (المندب نيوز) خاص
تتعرض الشقيقة الكبرى مصر هذه لأيام لموجة إرهاب جديدة، تستهدف استقرارها واقتصادها المتعافي حديثاً من نكبات الإخوان السابقة.
ورغم أن الوضع هناك لا ينذر بكارثة فعلية، ولكنه يبقى مؤشراً على المؤامرات الكيدية المستمرة، التي تحيكها قطر وتنفذها الأيادي الإخوانية في مصر ،كما في بقية دول العالم العربي.
حيث يعمل نظام الحمدين بوتيرة عالية اليوم، لإعادة إحياء الفتن والاقتتال الداخلي، وتدمير حضارة الشعوب العربية، تماماً كما أتقنوا فعله في دول أخرى من قبل.
فالنموذج السوري هو الأمثل لديهم، ويسعون إلى تعميمه على ما تبقى من دول العالم العربي، بما فيها مصر التي سبق وأن نجت بأعجوبة من مصير مماثل، لولا عناية الله وتدخل الجيش، ودعم الأشقاء العرب في المملكة والإمارات.
تلك الأطراف الثلاثة والتي أجهضت مشروع قطر السابق في مصر، باتت اليوم في مهب المؤامرة القطرية الكبرى، حيث تعمل الدوحة بما لديها من قوة مالية وإعلامية، على هدم وتدمير آخر القلاع العربية الأصيلة، الرافضة لمشاريع الاخوان الهدامة، والتي لا تخدم إلا أعداء الأمة من الفرس والترك وغيرهم.
فالجيوش النظامية، خاصة في مصر والسعودية والإمارات، هي صمام أمان العالم العربي، ولابد من إزاحتها حتى تنجح مؤامرات الإخوان في إخلاء المنطقة من الأنظمة المستقرة، واستبدالها بميليشيات تخريبية، كما حدث في اليمن، عندما تم تمكين الحوثيين من رقاب عشرين مليون نسمة.
وحسب المقاييس القطرية، فإن النموذج الحوثي، هو الأنسب والأنجح في الوطن العربي، ولذى ينبغي استبدال كل الأنظمة بنماذج أخرى مشابهة، وفي سبيل ذلك يجب أولاً الانقضاض على جيوشها، واستنزافها بالإرهاب والخيانات والحروب العبثية.
وقد بدأت الجماعات الارهابية في مصر بالتحرك انطلاقاً من سيناء، حيث تسعى قطر إلى استدراج الجيش المصري إلى حرب طويلة الأمد، تنتهي بإضعافه أمام أي المؤامرات القادمة لحكم مصر.
ويتزامن الارهاب المسلح في سيناء، بتأجيج شعبي في كل المحافظات المصرية، بحيث تعطي للعمل المسلح، صبغة شعبية أمام وسائل الرأي العالمية.
وستضخ قطر اليوم الكثير من الأموال في سبيل شراء الذمم والولاءات، ودعم الانشقاقات الرسمية والعسكرية عن السلطة الشرعية المنتخبة في مصر، وفي حال نجحت في ذلك، فإن كرة الثلج التدميرية ستطوف دولاً وأنظمة أخرى، تكن لها الدوحة العداء، خدمة لصالح دولاً معادية للعرب.
لذى علينا أن نعي اليوم أن معركة مصر هي معركة كل العرب، فهي رأس جسد العروبة، وإذا نجح الإخوان هناك، فسينسخون المؤامرة ضد بقية الجيوش في المنطقة.
إضافة إلى دعم النظام والجيش المصري في وجه المؤامرة، بات من الواجب التحرك لقطع رأس الأفعى المتمثل في نظام الحمدين القطري، فهو الراعي الرسمي لكل الإرهاب العالمي، والتغاضي عن دور قطر، قد يكلف المنطقة الكثير.
فالحرب الناعمة التي تشنها قطر منذ سنوات ضد المملكة وقطر، ليست إلا تمهيداً لمراحل أخرى تصعيدية، قد ترتقي إلى مستوى الفتن والاقتتال المسلح، بدوافع دينية وأخرى مناطقية، كانت إلى حد قريب مجهولة بين سكان شبه الجزيرة العربية .
ومن الضروري القيام بوأد تلك الفتن في مهدها، قبل أن تتمادى قطر أكثر وأكثر في تعميم ونشر ثقافة الفوضى والإرهاب في الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج. فقطر تسعى عبر مشاريعها تلك إلى خلق كانتونات صغيرة، بحيث تصبح تركيا ومعها إيران، القوة العظمى الوحيدة في المنطقة.