المكلا (المندب نيوز) البيان
واصلت ميليشيا الحوثي تحدي إرادة السلام، حيث ردت على إشادة المبعوث الدولي بتراجع الخروقات في مدينة الحديدة بنسبة 80%، بقصف عشوائي طال حي المسنا في مديرية الحوك وسط مدينة الحديدة، كما سارعت إلى وضع اشتراطات للمشاركة في الجولة الجديدة لمحادثات السلام، التي تحضر لها الأمم المتحدة.
ووفقاً لما أكدته مصادر عسكرية في القوات المشتركة، فإن منازل في منطقة المسنا التابعة لمديرية الحوك شرق مدينة الحديدة، تعرضت لقصف عشوائي من قبل الميليشيا، حيث أطلقت عشرات القذائف على الحي المكتظ بالسكان، ما أدى إلى تدمير منزل وتضرر مبانٍ مجاورة.
العملية أتت بعد ساعات على تقديم المبعوث الدولي مارتن غريفيث إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، أكد خلالها تراجع حدة العنف في الحديدة، وعبّر تفاؤله بإمكانية تحقيق السلام قريباً، لكنه شكا من تقييد الميليشيا الحوثية لحركة المراقبين الدوليين في الحديدة.
وفي رسالة تأكيد على ارتهانها لإيران، وانعدام المسؤولية تجاه ملايين اليمنيين، الذين تضرروا من الحرب التي فجرتها، عادت الميليشيات لخرق اتفاق الهدنة وسط مدينة الحديدة، التي ينتشر فيها نقاط المراقبة المشتركة، وبإشراف مراقبين دوليين، واستهدفت الأبرياء بالقصف الهمجي.
انتهاكات
العميد صادق دويد، عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، أوضح أن ميليشيا الحوثي قيدت تحركات مراقبي الأمم المتحدة في المحافظة، وجمّدت نقاط مراقبة التهدئة، في تصعيد يهدد بنسف كل جهود التسوية، التي بذلت إقليمياً ودولياً.
وأكد العميد دويد، في تعليقه على شكوى المبعوث الدولي من تقييد ميليشيا الحوثي لحركة المراقبين الدوليين، أن «حركة الأمم المتحدة في الحديدة لا تتجاوز السفينة الأممية الراسية في الميناء بسبب القيود التي يفرضها الحوثيون»، مؤكداً أن الدعم اللوجستي الخاص لهذه البعثة الأممية لا يصل إليها إلا بصعوبة بالغة بسبب قيود الميليشيا الحوثية.
وعن نقاط مراقبة وتثبيت التهدئة بين القوات المشتركة والميليشيا في مدينة الحديدة، بيّن القائد العسكري أن هذه النقاط محاطة بالألغام وغير مفعلة بالرقابة الثلاثية المشتركة من الأمم المتحدة والجانب الحكومي والميليشيا.
نفي
ونفى العميد دويد تنفيذ الحوثيين اتفاق استوكهولم بشأن تسليم الموانئ والانسحاب منها وإزالة الألغام من محيطها، قائلاً إنهم بألغامهم ما زالوا في الموانئ، والحديث عن مفهوم إعادة الانتشار مغيّب، في تأكيد على تعثر تطبيق الخطة العملياتية، التي أقرتها لجنة إعادة الانتشار، التي يرأسها كبير المراقبين التابعين للأمم المتحدة والخاصة بتنفيذ اتفاق استوكهولم.
ورغم إقامة خمس نقاط لمراقبة تثبيت وقف إطلاق النار في الحديدة منذ أكتوبر الماضي، إلا أن ميليشيا الحوثي استمرت في استحداث مواقع عسكرية بالقرب من خطوط التماس في المدينة، كما استحدثت عدد من الخنادق، من دون موقف واضح من بعثة الأمم المتحدة، وهو ما أغرى الحوثي بتصعيد الخروقات في مديريات جنوب المحافظة، حيث تستهدف بشكل شبه يومي مواقع في مديريات حيس والتحيتا والدريهمي، كما تستمر في حشد المقاتلين في مواقع قريبة من هذه المديريات.
وللتأكيد على عدم جاهزيتها للسلام، خرج محمد علي الحوثي، القيادي في هذه الميليشيا لرفض الدعوة لعقد جولة جديدة من محادثات السلام، وقال إن جماعته غير متحمسة لإجراء مفاوضات في أي دولة قبل تطبيق شروط وضعها، بينها إلغاء تفتيش السفن القادمة إلى الموانئ التي تسيطر عليها ميليشياته، وإلغاء الحظر الجوي على الطيران إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.