المكلا (المندب نيوز) البيان
نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار السنوات الماضية في بلورة استراتيجية متعددة الأبعاد في مجال العمل الإنساني وتترجمها على أرض الواقع، بدءاً بالمستوى المحلي، مروراً بالإقليمي، وانتهاء بالمستوى العالمي، ووصلت فيه أياديها البيضاء إلى الإخوة والأشقاء في ست قارات، وفي أكثر مناطق العالم صعوبة.
و تمكنت الإمارات من أن تتصدر قائمة أكثر دول العالم عطاء وخدمة للعمل الإنساني، متجاوزة بذلك العديد من الدول التي سبقتها في هذا المجال بعقود عدة. هذا ليس مستغرباً على بلد تكتسب فيه رسالته الإنسانية أبعاداً روحية تحث على مد يد العون للفقير والمحتاج وعابر السبيل وذوي القربى وغيرهم من أصحاب الحاجة وذوي الفاقة.
المركز الأول
ووفقاً للأرقام الرسمية التي أعلنتها الأمم المتحدة مؤخراً، فإن الإمارات احتلت المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني لعام 2019 من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن.
وجابت المساعدات الإماراتية قارات العالم وحطت رحالها في مختلف مناطق الكوارث والحروب، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، التزاماً بنهج زايد الخير في مد يد العون للمحتاجين، ووفق هذه الفلسفة الإنسانية فإن نجاح الإمارات يكتمل بمساعدة الشعوب الأخرى على النجاح وتجاوز المحن والصعوبات التي يواجهونها.
ولم تقتصر مساعدات الدولة على الدول العربية والإقليمية فقط، بل بلغت حتى فنزويلا، حيث قدمت الإمارات في عام التسامح مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 10 ملايين درهم للاجئين الفنزويليين في كولومبيا تتضمن توفير 75 ألف طرد غذائي، ومواد صحية، وأدوية استفاد منها 375 ألف لاجئ.
كما قدمت الإمارات مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 18.3 مليون درهم للمتأثرين من إعصار «إيداي» في زيمبابوي وموزمبيق وملاوي، تضمنت مواد غذائية ومكملات غذائية للأطفال، إضافة إلى مواد طبية وأدوية ومستلزمات إيواء يستفيد منها أكثر من 600 ألف شخص في الدول الثلاث.
إغاثة النازحين
وساهمت الإمارات في تنظيم حملة إنسانية بعنوان «حملة الاستجابة الإماراتية للنازحين السوريين شتاء 2019 – لبنان» تلبية لنداءات الإغاثة التي أطلقها لبنان نتيجة ما مرّ به من عواصف سببت خسائر فادحة للاجئين السوريين كما للمتضررين اللبنانيين، واستفاد من الحملة مليون شخص من النازحين السوريين والمتضررين اللبنانيين والمحتاجين الفلسطينيين.
إغاثة الروهينغا
أطلقت الإمارات في 24 مايو الماضي، حملة مساعدات إلى أطفال ونساء الروهينغا لدعم ومساندة أوضاعهم الإنسانية وتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم الراهنة، حيث استمرت الحملة لمدة أسبوعين من أجل مساعدة ما يزيد على 1.2 مليون لاجئ منهم 720 ألف طفل و240 ألفاً من النساء و48 ألفاً من كبار السن.
وإلى بداية العام الجاري 2019، بلغ عدد المستفيدين من مبادرات مؤسسة «سقيا الإمارات» إحدى مؤسسات «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، من مشاريع سقيا الإمارات أكثر من 9 ملايين شخص في 34 دولة حول العالم.
استراتيجية قائمة على المساعدات المنتجة
يقوم جزء رئيس من منهج دولة الإمارات الإنساني في تقديم «المساعدات المنتِجة»، أي توفير بيئة لإعادة دورة الإنتاج كاملة، بما في ذلك إعادة ترميم قطاعات الطاقة والتعليم والمواصلات.
لهذا احتلت القطاعات التنموية، وهذا ما يفسر أن المساعدات التنموية وإعادة التأهيل ومشاريع دعم إعادة الاستقرار في اليمن استحوذت على 66% من قيمة المساعدات بمبلغ 13.60 مليار درهم (3.70 مليارات دولار أمريكي) وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في عديد من المحافظات اليمنية المحررة وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في عديد من المجالات.
وتتبنى الإمارات استراتيجية متكاملة في مساعداتها الإنسانية والتنموية. المساعدات العاجلة والسلال الغذائية سمة العمل الإنساني في مناطق الطوارئ والنزوح، بينما العمل التنموي وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق المحتاجة ركيزة المساعدات في المناطق الحضرية.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى عودة النازحين من المخيمات إلى مناطق سكنهم الأصلية، عبر توفير الخدمات، وتيسير سبل الحياة، ودعم سكان القرى للعودة إلى النشاط الذي يمارسونه لتنتظم حياتهم من جديد.
أثبت هذا المنهج الرائد نجاحه في عدد من مناطق النزاعات، وعلى رأسها اليمن، وذلك عبر استثمار المساعدات من أجل إعادة دورة الحياة كاملة، وأن لا تقتصر على المساعدات سريعة الاستهلاك.
بصمات إنسانية في كل مكان
تقدم دولة الإمارات عطاءً إنسانياً راسخاً في مساعدة الشعوب والدول المتضررة من الكوارث والأزمات، من دون تمييز بين لون وجنس وعقيدة، وهو منهج إنساني متكامل وتاريخي، غرس جذروه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومضت على خطاه القيادة الرشيدة للدولة.
وترتكز المساعدات الإماراتية على استراتيجية إنسانية شاملة، وتوزع الخير وفق فلسفة العمل التي كرسها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو أن يزيد العطاء كلما حققت الدولة المزيد من النجاح والازدهار.
وبناء على ذلك، وزعت الإمارات خيرات نجاحاتها خلال السنوات الماضية في مختلف أرجاء العالم، وحتى الجزر الصغيرة جنوب المحيط الهادئ، التابعة للقارة الأسترالية، لتزويدها بمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، مثل مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.
وزرعت الإمارات بصمتها الإنسانية في مخيمات ضحايا الحروب ومن لا ملجأ لهم، وضحايا الكوارث الطبيعية، وفي كل مكان تستصرخ فيه الإنسانية إنقاذ المتضررين.
وتضيق الخريطة بالأماكن التي زرعت فيها دولة الإمارات خيراتها وأخذت بأيدي شعوب ابتليت بحروب واضطرابات أو كوارث طبيعية، ووضعت خططاً للتنمية والنهوض، وأعادت بناء البنية التحتية والخدمية، وأعادت الحياة إلى مئات الآلاف من السكان حول العالم.