الضربة الأمريكية للعراق.. رسائل لإيران ووكلائها

271
Fighters from the Kataeb Hezbollah, or Hezbollah Brigades militia, inspect the destruction at their headquarters in the aftermath of a U.S. airstrike in Qaim, Iraq, Monday, Dec. 30, 2019. The Iranian-backed militia said Monday that the death toll from U.S. military strikes in Iraq and Syria against its fighters has risen to 25, vowing to exact revenge for the "aggression of evil American ravens." (AP Photo)

المكلا (المندب نيوز) البيان

تشهد العراق مواجهات غير مباشرة بين أمريكا وإيران، حيث يؤكد محللون الضربة الأمريكية ضد كتائب حزب الله بمثابة تطور نوعي في الرد الأمريكي، الذي انتقل من مجرد التهديد إلى الرد الفعلي، على ما وصفته واشنطن بـ«تهديد مصالحها» من جانب الكتائب أو ما ينوب عن إيران في العراق وسوريا.

وتريد أمريكا توجيه رسالتين لإيران، الأولى أنها موجودة في الميدان وأن انسحابها من سوريا محدود ولا يعني أنها أخلت الساحة بل هي حاضرة لمواجهة الأخيرة وتتدخّل عندما تدعو الحاجة«.

والرسالة الثانية أنها يقظة ولن تدع إيران تتدخل في شؤون العراق.فيما وجهت رسالة أخرى للعراق أنها قد تخترق في أي وقت سيادتها في حال وجود أي خطر على أراضي أرض الرافدين لحمايتها من الإرهاب.

وأمس، تحدث المبعوث الأمريكي الخاص بالملف الإيراني، بريان هوك، أيضا بلغة الرسائل. فقال في مؤتمر صحافي إن كتائب حزب الله تصرفت بما ينافي مصلحة الشعب العراقي ونفذت أوامر إيران في تهديد القوات الأمريكية في العراق.

وأضاف هوك في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن القوات الأمريكية تعرضت لـ11 عملية عدوانية في العراق هذا العام.

مؤكداً أن واشنطن لن تتسامح مطلقاً مع أي تهديد يطال أمن جنودها. وشدد أن الولايات المتحدة كانت صبورة للغاية واتخذت إجراءات بما يتناسب وحجم التهديد.

وذلك بقصف مقرات ميليشيات موالية لإيران في سوريا والعراق أول أمس. وأوضح هوك: «كان ردنا ضرورياً لكي يفهم النظام الإيراني الرسالة».

وأكد الممثل الأمريكي الخاص بإيران، أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض التصعيد، لكن النظام الإيراني مستمر في سياساته التدخل في المنطقة وتهديد سيادة العراق واستهداف جنود أمريكيين. وأردف: «لذلك أرسلنا رسالة واضحة لهم».

وتطرق هوك إلى الحراك الشعبي في كل من إيران والعراق ولبنان، قائلاً: إن أحداً لا يتظاهر ضد الولايات المتحدة، بل يريدون استعادة قرار بلادهم من النظام الإيراني الذي يواصل تقويض الأمن في المنطقة.

رسائل

تقول واشنطن إن هجومها يأتي انتقاماً لهجوم صاروخي شنته كتائب حزب الله على قاعدة عراقية بالقرب من كركوك الجمعة، ما أدى إلى مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة جنود أمريكيين واثنين من قوات الأمن العراقية. لكن الهدف هو إظهار أن أمريكا لا تزال في الميدان، صحيح أن الرسالة الأمريكية تشي إلى استعداد .

واشنطن للدخول في مواجهة شاملة مع حلفاء إيران وإحباط كل خطواتهم في العراق، الرسالة الأميركية بدت أكثر من رد موضعي على ضربة تعرضت لها قاعدة أمريكية في العراق، لتشكل نقطة تحول في علاقتها مع بغداد وطهران سيكون لها ما بعدها، وخصوصاً أن كتائب حزب الله، أعلنت بدء العمل على رد مؤلم.

ويمثل الحشد الشعبي أحد جوانب الصراع الأمريكي الإيراني في العراق، فهو يخدم بشكل مباشر المصالح الإيرانية في العراق، ما بات تهديداً على مصالح أمريكا في العراق خصوصاً أن عمل هذه الفصائل المسلحة لم يقتصر على العراق فحسب، بل إن إطار عملها تجاوز حدود الدولة العراقية، سواء على مستوى العمل العسكري أم الدعم الاستخباري.

السيادة

إلى ذلك، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في تصريحات تلفزيونية: إن الضربات الأمريكية تعد انتهاكاً لسيادة العراق والشعب العراقي، داعيا «الى وجوب احترام سيادة البلد والحرص على أمنه واستقراره وتأمين حماية البعثات والسفارات، و القواعد العسكرية العراقية والقوات الدولية المساندة لجهود العراق في مواجهة الإرهاب»و«ضرورة تجنيب العراق تبعات الصراعات الإقليمية والدولية».

LEAVE A REPLY