المكلا ( المندب نيوز) خاص
تتعرض المكونات الجنوبية وعلى رأسها المجلس الانتقالي لحرب شاملة وعلى جميع الأصعدة، سياسياً وعسكرياً وإعلامياً.
حيث أقدمت الشرعية مؤخراً على تمويل حملة انشقاقات ضخمة ضد الانتقالي، استخدمت فيها مبالغ طائلة من الثروات التي تجمعها من الجنوب نفسه.
ورغم حجم التمويل والاغراءات والتهديد، إلا أن حملة الإخوان لم تنجح إلا استدراج ثلة بسيطة من ضعاف النفوس، وأقنعتهم بالتبرؤ من الانتقالي، رغم علمهم بأنه الممثل الوحيد حالياً للقضية الجنوبية.
وتؤكد مصادر في الانتقالي أن المبالغ المسلمة للمنشقين تصل إلى ملايين الريالات السعودية، حسب موقع ومنصب الشخص المستهدف، وقد باءت الحملة بالفشل، بعد رفض معظم القيادات الجنوبية لاتصالات الميسري وبن عديو المشبوهة.
وإلى جانب الحرب المالية، تشن قوات الإخوان في شبوة وأبين حملة تصفيات جسدية واعتقالات طالت الكثير من أنصار ومنتسبي الانتقالي، ولا تزال المواجهات قائمة مع قبائل لقموش في شبوة.
وتترافق تلك المواجهات مع حملة إعلامية مركزة ضد الانتقالي، وبهدف تشويه سمعة قياداته وأبطاله، واستُخدم فيها شتى أنواع الحرب الإعلامية والنفسية، التي تعتمد بالأساس على الإشاعات والتدليس والأخبار المصطنعة.
ومن تلك الترهات ما يجري تداوله على لسان طابور الإخوان في الجنوب من تعاون عسكري بين الانتقالي وميليشيات الحوثي الإرهابية، وهذا في حد ذاته يحمل دلالات خطيرة جداً.
فحزب الإصلاح عندما يوجه تهمة معينة لخصومه، فهذا في حد ذاته إثبات قاطع بارتكابه لتلك الجريمة، وآخرها تهمة التنسيق المشترك مع الحوثيين.
فالتنظيم الإرهابي هو المنبع الأساسي لكل التنظيمات الإرهابية الأخرى وأولها الحوثي والقاعدة، والتي تُشلَ حركتها بمجرد أن يتوقف الدعم والتسهيلات الإخوانية لها.
وقد أثبت التصعيد الحوثي وهجماته الإرهابية ضد سكان الضالع الجنوبية، بالتزامن مع هجمة الإخوان الشرسة على محافظي شبوة وأبين، إلا خير دليل على التواطؤ المشترك بين الإخوان الحوثيين.
كما أن معتقلي المقاومة الجنوبية في سجون الإخوان بشبوة يؤكدون أن الحوثيين اليوم يصطفون جنباً إلى جنب مع مقاتلي حزب الإصلاح ضد سكان المحافظة.
ومن غير المنطقي أن يكون ذلك التعاون وليد اللحظة، فالأمر يحتاج إلى سنوات وسنوات من التنسيق والإعداد، وقد برهنت جبهتي نهم وصرواح على عمق ذلك التعاون، وكيف تمكن الإخوان من إنقاذ الحوثي من جحيم عاصفة الحزم عبر الالتفاف عليها من الداخل.
ويخوض التنظيمان وإلى جانبهم تنظيم عفاش، شريكهم الثالث، حرباً متكاملة اليوم ضد الشعب الجنوبي، ونستطيع أن نعتبرها أعنف المعارك وأشرسها في نفس الوقت، لأن هزيمتهم في شبوة ستكون الفاصلة بين حرية الجنوب أو بقاءه مستعبداً من قبل أزلام الشمال.