المكلا (المندب نيوز) العرب اللندنية
حذرت مصادر سياسية يمنية من شروع قطر في تنفيذ مخطط لخلق بيئة معادية للتحالف العربي في محافظة تعز من خلال جماعة الإخوان المسلمين الموالية لها والتي بدأت بتجنيد الآلاف في معسكرات غير رسمية يشرف عليها القيادي الإخواني المقيم في مسقط حمود سعيد المخلافي.
ووفقا للمصادر فقد استحدث المخلافي معسكرات جديدة لما بات يعرف بالحشد الشعبي في منطقة بني شيبة في الحجرية جنوب تعز والذي يشرف عليه القيادي الإخواني عبدالعزيز الشيباني، بالإضافة إلى معسكر آخر في مديرية المعافر، فيما لا يزال معسكر “يفرس” يستقبل العشرات من المجندين الجدد الذين تقوم بحشدهم دوائر حزب الإصلاح في مديريات تعز المختلفة.
وأشارت المصادر إلى شروع الإخوان في إعداد ملفات عسكرية للمجندين، بهدف استصدار قرارات من وزارة الدفاع بتحويل التجمّعات الميليشياوية إلى ألوية عسكرية تتبع وزارة الدفاع للتغطية على أنشطتها وإضفاء المشروعية على أنشطتها.
وأكدت مصادر “العرب” خضوع المجندين لدورات عسكرية وعقائدية معادية لدول التحالف العربي، في حين تكفلت الدوحة بدفع رواتب المجندين وتوفير احتياجات المعسكرات، إلى حين اكتمال إجراءات تأسيس الألوية العسكرية الجديدة، التي أكدت المصادر أن قيادات بارزة في الحكومة الشرعية تضغط من أجل الإسراع في إصدار قرار إنشائها عبر وزارة الدفاع.
وتتزامن التحركات الإخوانية في تعز المدعومة قطريا، مع تصاعد الحملة العسكرية والإعلامية التي يقوم بها الإخوان لإحكام السيطرة على المحافظة وإقصاء التيارات السياسية الأخرى التي لازالت تشكل عائقا أمام استكمال مخطط التمكين الإخواني في المحافظة التي شهدت وفقا لناشطين وإعلاميين أكبر موجة من الاعتقالات والتهجير التي طالت صحافيين انتقدوا التغول الإخواني، كما أشارت تقارير حقوقية إلى عمليات تهجير منظمة استهدفت صحافيين وإعلاميين تحت لافتة مناطقية ولعدم انتمائهم للمحافظة.
وجاء التصعيد الإخواني في أعقاب مؤتمر صحافي عقده الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبدالله نعمان، في تعز، انتقد فيه سياسة إخوان اليمن في إقصاء المكونات السياسية، واتهم نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر بدعم الجماعات الإرهابية والتسبب في الفشل العسكري.
وبحسب مصادر إعلامية وحقوقية فقد أقدم الجهاز الأمني للإخوان في تعز على اختطاف عدد من الإعلاميين والناشطين من بينهم الناشط الناصري جميل الشجاع قبل نقله إلى سجن الشرطة العسكرية، كما قام الجهاز الأمني بملاحقة الناشط والصحافي الناصري جميل الصامت.
وأعلن الصحافي اليمني يحيى البعيثي في حسابه على فيسبوك أنه تم إبلاغه بأنه غير مرغوب فيه في تعز وأنّ عليه مغادرة المحافظة.
وترافقت حملة الاعتقالات وحملة التحريض الإعلامي ضد المعارضين لسياسة الهيمنة الإخوانية في تعز مع تصعيد عسكري في بعض المناطق التي تتواجد فيها وحدات من اللواء 35 مدرع الذي تم اغتيال قائده عدنان الحمادي من قبل عناصر تابعة للإخوان. وهاجمت عناصر مسلحة تابعة للإخوان نقاطا عسكرية للواء، كما أرسلت قيادة محور تعز لجنة إلى جبل صبران في مديرية التربة لانتزاع مواقع اللواء35 بحجة تسليمها للشرطة العسكرية.
وفي سياق التصعيد الإخواني المدعوم من قطر، اتهم الناطق الرسمي باسم محور تعز الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح، القيادات السياسية المناوئة للإخوان في المحافظة بأنها “قيادات خائنة” يجب عزلها.
ودعا العقيد عبدالباسط البحر إلى إعادة تقييم مواقف الأحزاب السياسية، متهما الأحزاب المناهضة للإخوان بأنها “تتخادم مع الانقلابيين في الشمال والجنوب”.
واستخدم حزب الإصلاح نفوذه في الشرعية اليمنية لإزاحة كل القيادات السياسية والعسكرية في المحافظة واستبدالها بأخرى موالية له.
كما اتهمت تقارير مسربة الإخوان بالوقوف خلف اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي يوصف بأنه القائد العسكري الوحيد الذي كان يعارض سياسات الإخوان في تعز، وتشير معلومات إلى وجود مساع يبذلها الإخوان لتفكيك اللواء وتعيين قيادات موالية لهم.
وكانت “العرب” قد كشفت، في عدد سابق، أن الإخوان يسعون للاستفادة من حالة الإرباك في المشهد اليمني وانشغال الشرعية والتحالف بتنفيذ خطوات اتفاق الرياض، لتكريس سياسة الأمر الواقع في تعز واستباق أيّ تحولات سياسية، واستكمال الاستحواذ على المحافظة من خلال تفكيك آخر القوات العسكرية التي لا تدين بالولاء لهم، إضافة إلى التحريض الإعلامي على القوات الوطنية بقيادة العميد طارق صالح التي تتواجد في أجزاء من مناطق تعز الساحلية مثل مدينة المخا التي يطمح الإخوان لتحويلها إلى منفذ بحري لتعزيز نفوذهم وتلقي الدعم القادم من قطر وتركيا.
وعمل الإخوان على منع تنفيذ اتفاق الرياض، وخصوصا ما يتعلق بالشق الأمني والعسكري الذي يهدد هيمنتهم على مؤسسات “الشرعية” اليمنية.