المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحليل
لم تكن زيارة الجنرال علي محسن الأحمر الى وادي حضرموت، صباح الثلاثاء الماضي، مفاجئة للرأي العام الجنوبي نظرا للعلاقة الحميمة التي تربطه بالمسؤولين المدنيين والقادة العسكريين في الوادي، لكن الزيارة وتوقيتها أعطت الكثير من الرسائل والإشارات حول علاقة الرجل بالتنظيمات الإرهابية، وأن استمرار مناطق وادي حضرموت تحت سيطرته يعد حفاظا على مصالحه في تلك المناطق.
جاءت زيارة الجنرال – نائب الرئيس اليمني – الى وادي حضرموت متزامنة مع تفجير وحريق هائل في بريد منطقة الحوطة في مديرية شبام، الأمر الذي يبرهن علاقة “الأحمر” بالعناصر الإرهابية التي تتحرك وفق توجيهاته، كيفما شاء وأينما شاء، ويرى عدد من المحللين السياسيين أن تلك العملية تبث تورط علي محسن بالاختلالات الأمنية في مناطق وادي حضرموت ودعمه لها، حيث تتزامن تلك العمليات مع كل زيارة له إلى وادي حضرموت.
لماذا وادي حضرموت؟
يراهن علي محسن الأحمر – كثيرا- على وادي حضرموت كون جباله مليئة بالخيرات وتوجد به العديد من الآبار والحقول النفطية التي يدّعي أنها ملكا له ولا يمكن التفريط بها، حيث أن بقاء سلطة الوادي والمنطقة العسكرية الأولى تحت هيمنته ضمان للحفاظ على مصالحه.
وقد أدت التحركات الأخير لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثله بالمحافظ اللواء الركن فرج سالمين البحسني – الذي زار سيئون مؤخرا- ولقاءه بشيوخ القبائل والمكونات الحضرمية التي أكدت وقوفها مع الخطوات التي ستتخذ لتأمين مناطق ومدن الوادي بقوات من أبناء حضرموت، ووضع حد للانفلات الأمني خصوصا بعد اقتراب الحوثيين وسيطرتهم على محافظة الجوف ومناطق في محافظة مأرب، كل تلك التحركات أدت الى سرعة تحرك الجنرال الأحمر وزيارته للواء 23 ميكا التابع للمنطقة العسكرية الأولى، الذي يتمركز في “منطقة العبر” ويبعد 100 كيلو متر من “منفذ الوديعة” الحدودي مع السعودية .
اصرار على الفشل:
لم تجني تلك اللقاءات التي تجمع الجنرال الأحمر بوكلاء وادي حضرموت واللجنة الأمنية أية ثمار تصب في خدمة المجتمع الحضرمي سواء على المستوى الأمني ولا على التنمية كونه نائب للرئيس اليمني، فتارة يلتقون في مأرب وأخرى بالرياض وغيرهن بالوديعة والعبر، بينما عمليات الاغتيالات لازالت تحصد خيرة شباب حضرموت خصوصا المنتمين للنخبة الحضرمية والمنطقة العسكرية الثانية، ناهيك عن قضايا التقطع والسرقة والاختلالات الأمنية التي تكاد تكون بشكل يومي في وادي حضرموت خصوصا المناطق التي تزداد بها القوات الشمالية.
والأغرب أن تلك اللقاءات تشيد بالحالة الأمنية في الوادي في تناقض صريح للواقع وكأن الدم الحضرمي رخيص، وبحسب السياسي الجنوبي سالم ثابت العولقي فأن عمليات الاغتيال التي استهدفت الجنوبيين بوادي حضرموت أكثر من 200 عملية في العامين 2018 و2019م.
ويشهد الشارع الحضرمي على وجه الخصوص والجنوبي بشكل عام غليان من تلك اللقاءات والزيارات كون الأحمر يعد رجل الإرهاب الأول في اليمن والمحرك الأساسي للاختلالات الأمنية وزعيم الجناح العسكري لحزب الإصلاح.
تغطية للهزائم:
يرى كثير من المحللين السياسيين أنه من المفترض أن يتواجد علي محسن الأحمر في المناطق المشتعلة مع الحوثيين ، ومحاولة استرداد المناطق التي سيطر عليها الانقلابيين كنوع من زيادة معنويات ما يسمى جيش الشرعية الوطني ، لكن عمق العلاقة مع الحوثيين والتنسيق المشترك بين الحوثة والإخوان جعل الرجل يتفقد أماكن لا توجد بها جبهات مشتعلة لصرف النظر وتشتيت الانتباه عن تلك الهزائم المتوالية منذ خمس سنوات في مأرب والجوف، حيث لم تحرر الشرعية أية منطقة تقع تحت سيطرة المليشيا بينما جيش الشرعية الإخواني قابع في معسكراته وإن تحرك فهو باتجاه الجنوب مثلما يحدث في محافظة شبوة الجنوبية .
تصريحات استفزازية:
أثارت تصريحات الجنرال علي محسن الأحمر أثناء زيارته لوادي حضرموت – التي استمرت بضعة ساعات- حفيظة الشارع الحضرمي والجنوبي، عندما بشر باليمن الاتحادي والستة الأقاليم في تحدي صارخ لإرادة الشعب الجنوبي الذي ضحى بالآلاف من الشهداء والجرحى لاستعادة دولته المنهوبة منذ عام 90م ، الى جانب إشادته بالحالة الأمنية التي اعتبرها مطمئنة ومستقرة متجاهلا الاختلالات والاغتيالات ، وإعلانه الوادي نواة الوحدة .
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة غليان كبيرة تبرهن عدم القبول بتواجد القوات الشمالية في الأراضي الحضرمية في حين أن البعض وصفهم بالخلايا الحوثية النائمة ومع اقتراب الحوثي فإنهم سيعلنون الصرخة من داخل مدينة سيئون التي بدأت تظهر من خلال الملصقات التي انتشرت في الجدران والساحات العامة في ظل صمت السلطات المسؤولة عن ذلك .
حيث أطلق الناشطين الحضارم هاشتاج يعبر عن حالة السخط من تلك الزيارة وحمل وسم #حضرموت_ترفض_الاحمر .
رسائل ودعوات:
وجه ناقدون سياسيون رسائل لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تدعوهم لتوجيه تلك القوات الشمالية المتواجدة في وادي حضرموت الى الجبهات لمحاربة الحوثي وإعطاء الحضارم مسؤولية الحفاظ على أمن مناطقهم، وعدم تهييج الشارع واحترام الإرادة الشعبية المتمثلة في طرد القوات الشمالية التابعة علي محسن الأحمر.