جهود حضرموت لمجابهة وباء كورونا تتصدر اليمن بأكملها بإنفاق تجاوز 2 مليون دولار وبإكثر من 6 الف مسحة PCR

362

المكلا (المندب نيوز) متابعات

في الوقت الذي كشفت فيه تقارير منظمة الصحة العالمية عن تدهور الوضع الصحي في معظم المحافظات اليمنية المحررة، فإن المؤشرات التي تضمنتها التقارير استثنت حضرموت بين كافة المحافظات واعتبرتها المنطقة الوحيدة في اليمن التي جابهت بجدية جائحة كورونا.

وبالرغم تلقى الوضع الصحي بالمحافظة لهجمة اعلامية واضحة تحاول اظهاره عكس الواقع، الا اننا وخلال زيارتنا لهذه المحافظة استطعنا رؤية ادق التفاصيل وتفنيد الحقيقة الذي كشفت لنا حجم الجهود التي تبذل بحضرموت لمواجهة خطر وباء كورونا، مقارنة ببقية المحافظات الاخرى بالرغم من ضعف الإمكانيات المتاحة لديها.

انفاق مالي كبير

منذ تفشي ازمة كورونا في المنطقة، كانت سلطة حضرموت السباقة في اتخاذ اجراءات شديدة لمجابهة هذه الجائحة في الوقت الذي تعاملت معها بقية المحافظات بشكل سلبي، وما يأكد حقيقة ذلك هو حجم الانفاق العام للمبلغ الذي انفقته سلطة حضرموت لمواجهة هذا الوباء حسب ما اطلعنا عليه من وثائق رسمية اوضحت تجاوز المبلغ لأكثر من 2 مليون دولار امريكي منذ مارس الماضي، وهو الشهر الذي بدأت فيه سلطة المحافظة بإعلان حالة الاستنفار القصوى لمواجهة الوباء واتخذت عدد من الاجراءات الاحترازية لمواجهته، لا سيما وان اقامة مراكز العزل وتجهيز مستشفى للاستقبال وعلاج حالات الاصابة بالوباء تعد ابرزها.

والى جانب كل هذا فأنه من المدهش حقا ان يكون المبلغ الذي انفقته حضرموت في حربها مع الكورونا وفر من ميزانيتها و تبرعات ابناءها، وهذا فأن المبلغ لا يشمل الحوافز الشهرية للعاملين بالقطاع للصحي لمواجهة كورونا ولا الميزانية التشغيلية لمراكز العزل او لمستشفى الجريري المخصص للتعامل مع المصابين بالوباء والتي تنفقها حضرموت شهريا بإجمالي بلغ اكثر من 93 مليون ريال يمني، في حين ان حوافز العاملين بهذه المراكز لشهر يونيو فقط قد بلغ وحده 70 مليون ريال يمني.

في حين تمكنت اللجنة التي شكلها محافظ حضرموت البحسني لجمع التبرعات لمجابهة وباء كورونا في مارس الماضي، من توفير ماقيمته تزيد عن مائتي مليون ريال من مستلزمات طبية وغيرها.

جوانب للمقارنة

وبينما كانت الحياة تعج بمعظم المحافظات المحررة في اليمن، مع بداية ظهور الملامح الاولى للجائحة، كان حظر التجوال ساريا في معظم مدن ومديريات حضرموت، واغلقت المساجد في مدينة المكلا عاصمة المحافظة، ومنعت فيها التجمعات واغلقت الاسواق، ومُنع دخول القات وبيعة بشكل رسمي بالمدينة، واغلقت المحافظة منافذها امام الزوار والوافدين.

وبالرغم من كل هذه الإجراءات المشددة، الا اننا قابلنا عدد من الشخصيات البارزة في المحافظة والذين اوضحوا لنا حجم الصعوبة التي واجهة السلطة في تنفيذ هذه الاجراءات بسبب تهاون المواطنين وعدم التزامهم بها والذي اظهرها بين الشدة والتراخي في التنفيذ بعض الأحيان، ورغم هذا فإننا بمقارنة الاوضاع مع بقية المحافظات كعدن وشبوة، تبقى حضرموت الاكثر جدية في هذا الأمر رغم بعض الهفوات والتهاون الذي حصل في بعض المرات خلال الأزمة نتيجة لقلة الوعي لدى المواطنين والذي واجهته سلطة المحافظة بتنظيم عدة حملات توعوية لمجابهته الازمة والزمت خلالها كافة الجهات الرسمية والمدنية بالمحافظة بالمشاركة التوعوية ضد خطر هذا الوباء.

انتشار للوباء وتزايد اعداد المصابين

ويبدو ان تسجيل حضرموت لأول حالة اصابة بفايروس كورونا في اليمن في ابريل الماضي، لم يكن الا نتيجة متوقعة لكل الامور التي تجهزت واستعدت بها المحافظة، على الرغم من التشكيك الذي انتاب الحالة المصابة حينها والتي قُطعت باليقين بنتائج فحوصات العينات التي اخذت من قبل مندوبي منظمة الصحة العالمية فذ لك الوقت، فإن تماثل الحالة للشفاء بعدها كان صادما لكل المشككين، ويعتبر ودليلا واضحا على صحة كل المخاوف التي ابدتها سلطة حضرموت من حجم الوباء وقابلتها بكل هذه التجهيزات والاستعدادات.

ولكن وبعد تزايد اعداد المصابين بفايروس كورونا اليوم بحضرموت  وتخطيهم حاجز 500 مصاب، عاود المشككين للتساؤل عن كيفية تزايد اعداد المصابين رغم الاستعدادت الكبيرة التي قامت بها المحافظة بالرغم من انخفاض عدد المصابين في حافظات اخرى لم تقوم بأي اجراءات احترازية تذكر.

وقد حصلنا على اجابة مقنعة على هذه التساؤولات من بعض المختصين في اللجنة العليا لمواجهة الاوبئة بوزارة الصحة اليمنية، والذين اكدوا لنا بإن لجنة مكافحة وباء كورونا في حضرموت تهتم بشكل كبير بالبحث عن المصابين لتسجيلهم بمجرد ظهور اي اعراض، حتى وان كانوا في بيوتهم، بينما تكتفي لجان مكافحة الوباء في المحافظات الاخرى بتسجيل الحالات التي تصلهم فقط، ولا لهذا يوجد حصر دقيق للمصابين بفايروس كورونا فيها، لأمور قد تتعلق بطبيعة كل محافظة ومواطنيها ومدى تجاوبهم، في حين يعتبر تزايد اعداد الوفيات في بقية المحافظات مؤشرا يؤكد وجود مصابين بالفايروس لم يتم تسجيلهم كحالات اصابة او حتى اشتباه.

حضرموت تمتلك مسحات PCR

مع بداية الازمة كانت حضرموت تعاني من شحة في عدد مسحات PCR التي يمكن من خلالها الحصول على نتائج دقيقة ومؤكدة عن المصابين، وبالرغم من قلة المسحات في حضرموت لفترة طويلة خلال الأزمة، فقد كان العدد الذي امتلكته اكثر من العدد الذي يوجد في.جميه مستشفيات العاصمة المؤقته عدن حسب ما اوضحته لنا سجلات وزارة الصحة، والمبررات كانت بسبب ارتفاع ثمنها.

 اما في حضرموت فحتى هذه المشكلة في طريقها للإنتهاء، فقد كشفت لنا مصادر رسمية بالمحافظة إن لجنة الأوبئة فيها ستستلم خلال الايام القادمة اكثر من 6 الف مسحة PCR، وان ذلك يأتي بعد نجاح سلطة المحافظة من توفيرها متابعات حثيثة مع عدةجهات انسانية من بينها الهلال الأحمر الإماراتي، حيث بهذا العدد الكبير من المسحات تكون حضرموت قادرة عن الكشف نحو 6 الف مصاب وهو عدد يوفق اكبر حجم المصابين بالمحافظة بل اليمن بعشرات الاضعاف.

LEAVE A REPLY