المكلا (المندب نيوز) البيان
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية والاستعداد لدى كل النخب السياسية ومراكز الدراسات، فضلاً عن استنفار الحزبين الجمهوري والديموقراطي، تبدأ مناطق النفوذ الأمريكي في العالم بالاهتزاز على وقع التنافس الدولي، ذلك أن السمعة الأمريكية في العالم تنعكس على عجل في الداخل الأمريكي وقد تكون حاسمة في حسم مسار الانتخابات الرئاسية.
في هذه الانتخابات تبدو سوريا الساحة الأسرع تأثيراً على الانتخابات الأمريكية، خصوصا في ظل التجاور الروسي الأمريكي في الكثير من المناطق، من دير الزور إلى شمال شرق سوريا، حيث الاقتراب الوثيق جغرافياً بين النفوذين.
وتجدد أول من أمس المشهد الكلاسيكي بين الدوريات الأمريكية والروسية في مناطق شمال شرق سوريا، المشهد ليس بجديد لكن التوقيت بحذ ذاته يحمل رسائل متتالية ومستمرة من الجانب الروسي إلى الطرف الأمريكي، فظهور دوريات عسكرية روسية أمريكية في مطاردة على الخطوط المشتركة صورة قد تتطور إلى مستويات أكبر في المرحلة اللاحقة، مع إدراك روسيا حساسية الوجود العسكري الأمريكي للداخل الأمريكي وكيفية استغلال روسيا للوضع العام لأمريكا.
وبالتالي ليس مصادفة ما جرى في مدينة المالكية من احتكاك روسي أمريكي، ذلك أن روسيا تريد إزعاج أمريكا في تلك المناطق، وهي تدرك صعوبة الرد الأمريكي، بسبب الانتخابات الأمريكية التي يريدها دونالد ترامب من دون تشويش. الاحتكاك الأمريكي الروسي أول من أمس أدى إلى إصابة عدد من العسكريين الأمريكيين في شمال شرقي سوريا بسبب الاحتكاك مع الدوريات الروسية، وعلى الرغم من أن الإصابات كانت طفيفة إلا أنها تحمل دلالات متقدمة على صراع خفي.
وأمام مثل هذه الأحداث الساخنة مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، ستواجه أمريكا الكثيرمن هذه التوترات، خصوصا وأن الأسبوع الماضي، شهد مناوشات ضد القوات الأمريكية في قاعدة حقل العمر النفطية في دير الزور الشرقي، الأمر الذي يزيد من حدة التوتر لدفع الولايات المتحدة الأمريكية للرد عسكرياً. لكن، بطبيعة المزاج الأمريكي الانتخابي في الانتخابات الرئاسية التي تفضل عدم إقحام الجيش الأمريكي في القضايا الداخلية.
فإن مثل هذه القضايا قد تكون ورقة رابحة لكلا الطرفين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن على الأرجح ستكون ورقة ديموقراطية ضد الرئيس ترامب، وهذا أيضا يتوقف على ما تخطط له روسيا في سوريا. وعلى ما يبدو فإن سوريا ستدخل مبكراً على حلبة الانتخابات الأمريكية، وستكون ساحة مراقبة عن كثب في الفترة القادمة لما لها من أهمية على مستوى العاقات التنافسية الروسية الأمريكية.