المكلا (المندب نيوز) خاص
فجأة تغتال أحلام الشباب الوردية على قارعة الطريق، لا تزال آثار الانفجار واضحة، على الوجوه وعلى المدينة، وعلى إطار الحافلة الحديدي المتهالك، بقايا الحافلة ماثلة لتشهد وتوثق تفاصيل جريمة حوثية بشعة، وتشرح كل أبعاد الحادثة بدقة وصمت مطبق دون كلام، فمن يرى حال الحافلة يدرك تلقائيًّا قوة الانفجار، ويستشف ما حدث لمن يقودها، حينما يتساءل البعض عن الهيكل الحديدي كيف تضرر بهذا الشكل المفزع؟ فما بالكم بحالة بجسد الإنسان؟!
عند ساعات الصباح الأُولى، وكعادته خرج الشاب (نايف أحمد عبدالله) نشيطًا من منزله الواقع في قرية موشج التابعة لمديرية الخوخة، على متن حافلته ذات اللون الأبيض التي تتسع لستة عشر راكبًا، يطلب الرزق عن طريق نقل الركاب من مكان لآخر.
يحلم (نايف) أن يساعده المقابل الزهيد الذي يجمعه من قيمة تكلفة نقل الركاب، بتأمين حياة كريمة لعائلته، تقيهم نار الحاجة، وأن يرى نفسه عريسًا ذات يو؛ يُزف بموكب من الأهل والأحباب والأصدقاء.
ولكن الأحلام نايف سرعان ما تبخرت، حين مر بحافلته الصغيرة على لُغم أرضي زرعته مليشيات الإرهاب الحوثية في الطريق الواقعة بمنطقة موشج، وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى تناثرت أشلاؤه، وتحطمت الحافلة، وأصيب حينها بعض الركاب، سالت الدماء على الأرض، وعمّ الرعب، وانتشرت الفوضى، فهرع المسعفون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، وسرعان ما فاضت روح نايف إلى بارئها، بعد سويعات من الألم المميت.
يروي شقيق نايف، مشيرًا بيده اليمنى نحو بقايا الحافلة المدمرة: هذه حافلة أخي، انفجر لُغم حوثي بالحافلة على الطريق في منطقة موشج، واغتيل أخي إثر ذلك الانفجار بأيادي الإجرام والظلم الحوثية.
وبحزن عميق أضاف قائلًا: أدى الانفجار إلى إصابة أخي بجروح بليغة في كل جزء من جسده، و بُترت قدمه اليمنى مباشرة على إثر الانفجار، وبعد لحظات، بُترت القدم اليسرى، وأسعفناه إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة قبل أن يدخل المستشفى منتقلًا إلى جوار ربه.
إن نايف ليس حالة نادرة الحدوث، بل هو واحد من جملة الضحايا الذين فتكت بهم وبأحلامهم وبأهلهم وبأجسادهم الألغام الحوثية، التي تنصب لهم الموت في كل منطقة من مناطق الساحل الغربي.
المركز الإعلامي لألوية العمالقة