عدن ( المندب نيوز) خاص
نال المناضل والثائر الوطني الجنوبي المغوار وقائد شعبة عمليات الوية الدعم والإسناد الشيخ “عوض السعدي” وسام الشهادة في سبيل أرضه وعرضه، بعد سنوات طويلة قضاها في مضمار الجهاد والنضال الكبير على خط الثورة وبناء القوة الدفاعية للجيش الجنوبي ومقاومته الباسلة، فهو شهيد بإذن الله حي يرزق عند ربه في رفقة أحبائه من المجاهدين والمقاومين والشهداء العظام الذين سبقوه في رحى هذه الميادين المقدسة، وهو عند الله الذي سيجزيه الجزاء الأوفى، رحم الله هذا الشهيد الذي أوفى لأرضه ووطنه حتى آخر لحظة من حياته أرتقى فيها الى مصاف الخالدين.
انه شرف عظيم لشعب الجنوب أن يقدم الشهيد بعد الشهيد في المواجهة الكبرى مع العدو الغادر والغدة السرطانية طلباً لإستئصالها، وان يتقدم قافلة الشهداء قادة كبار عرفتهم ساحات النضال والفداء والتضحية منذ عقود طويلة من الزمن يصدحون بصوت الحرية ويبذلون أعظم ما لديهم من عطاءات جازلة في سبيل العزة والكرامة.
فالشهداء لم يكونوا يوما علامة هزيمة في ثقافة جميع الشعوب، وانما هم علامة حياة وكرامة وارادة وإصرار على تحقيق الأهداف والغايات والتطلعات الكبرى والعظيمة، ودماء الشهداء لا تسقط بالتقادم أرضاً وانما ترتفع إلى السماء والى أعلى عليين من الوهلة الأولى لتصبح صلة بين عالم الغيب وعالم الشهادة وتكون سبباً في المدد الغيبي وسبباً في النصر الإلهي الكبير، هكذا علمنا القرآن الكريم وهكذا علمتنا سنن التاريخ والحياة وهكذا أكدت لنا تجارب البشرية منذ ان خلق الله الأرض ومن عليها.
إن المواجهة الكبرى مع العدو المتغطرس اياً كان شكله او هيئته او الرداء الذي يتدثر به او العباءة التي يحتمي تحتها، شاملة وممتدة وذات أبعاد علمية وعسكرية وثقافية واقتصادية ونفسية، واستشهاد الشيخ العميد “عوض السعدي” أكد المستوى العالي والكبير الذي حقق المقاوم الجنوبي الساعي لنيل حريته واستقلاله والذي يدافع عن ثوابته الوطنية والثورية والدينية والإنسانية، واستشهاد هذا البطل القومي والقائد الكبير يبعث برسالة قوية جداً إلى العالم، إن مخاوف العدو متعددة فهو يتابع حجم الإنجازات الجنوبية ويستهدف الكفاءات والعقول والقيادات والرموز الجنوبية الإستثنائية لانه يدرك جيداً ما يمثله هؤلاء من خطر داهم على مشاريعه ومخططاته واطماعه.
استشهاد هذا القائد البطل والمقاوم المغوار والمناضل الجنوبي الجسور يشق طريق الحرية ويفتح آفاق الإستقلال، ويرسخ التناقض العميق في المشهد بين من باعوا دينهم وأرضهم وعرضهم لثلة القتل والإرهاب وبين من يقدمون دماءهم وأرواحهم ويضحون بحياتهم فداء لأرضهم وعرضهم ودينهم، يترسخ التناقض العميق بين ابناء الجنوب الشرفاء والأوفياء والمخلصين الذين يصطفون اليوم صفاً واحداً لمواجهة بطش وعجرفة الطغاة والظالمين والمستكبرين من جهة وبين اولئك العملاء والخونة الذين باعوا أنفسهم رخيصة لقوى الشر مقابل شيء من الدنيا زهيد.
ومع كل شهيد يرتفع إلى السماء فإن عقيدة الإيمان بعدالة القضية الجنوبية تزداد قوة ووضوحاً وتزداد إلزاما للجميع بحتميه مواجهة العدو المتربص والتصدي له قبل ان يبادر هو بتوجيه الضربات الإستباقية، فالعدو ماكر والحرب خدعة والنصر صبر ساعة.
إن جميع شهداء الجنوب الذين سقطوا منذ انطلاق شرارة الثورة الجنوبية الحديثة واضاءوا بدمائهم دروب النضال واحيوا قيم الحرية والإستقلال يؤكدون لاصحاب الشطحات وعنتريات الأسواق أن معارك الجنوب وحرب الكرامة والإستقلال أولى بطلقاتكم وأولى بمهاراتكم وأولى بقدراتكم وامكانياتكم فلا تهدروا على أنفسكم فرصة المشاركة في صنع المجد ووضع البصمة في التأريخ الجنوبي الحديث.