عدن ( المندب نيوز ) خاص – مسعود المسعودي 

 

هناك ثلاث مراحل أساسية ساعدت على ظهور الصحافة النسائية في العاصمة عدن، وإرساء دعائمهـا، فكانت البداية مع صحيفة (فتاة الجزيرة) التي ساندت قضايا المرأة في عدن، وطالبت بحقوقها (التعليم، والزواج المبكر، وحق المرأة في العمل، والمشاركة السياسية) وبالمقابل فقد تعالت أصوات صحف رفضت هذا الرأي، وطالبت ببقاء الفتاة في المنزل، وتعلم أمور تدبير الأسرة، كصحيفة (الذكرى) الصادرة عام 1948م.

 

وهكذا استمرت المناظرات الكلامية بين الصحف المساندة لقضايا المرأة العدنية ممثلة بالتيار التقدمي، والصحف المعارضة لتحرير المرأة ممثلة برجال الدين.

 

والمتتبع للأمر سيجد أن جميع المطالبات بحقوق المرأة بدأت عن طريق رجال متعاطفين معها، ومدافعين عن حقوقها، وكل ذلك يعتبر المرحلة الأولى التي مهدت لظهور الصحافة النسائية في عدن.

 

ما سبق ذكره آنفا دونته الباحثة حنان أحمد أبو بكر حسين في رسالتها العلمية التي كانت بعنوان: “أوضاع المرأة في الصحافة العدنية من العام 1940م إلى عام 1967م”.

 

وفي ثنايا ورقات الرسالة البحثية نجد أن المرحلة الثانية، هي بداية قيام المرأة العدنية بالتعبير عن نفسها بأسماء مستعارة كاستخدامهن أسماء: (بنت البلد، والمحجبة، والنملة، وفتاة الجنوب، وأم البنات) بالإضافة إلى استعمالهن أسماء ذكورية حتى يتفادين الدخول في مشاكل مع التيار المتشدد آنذاك في عدن.

 

وبموازاة ذلك تولت النساء في تلك المرحلة مهمة “إشراف وإعداد” صفحة المرأة في بعض الصحف مثل: (السيدة ماهية محمد جرجرة الشهيرة بماهية نجيب) التي تولت إعداد صفحة ركن المرأة في صحيفة “اليقظة” الصادرة في يناير عام 1956م، والمملوكة لشقيقها السيد عبد الرحمن محمد جرجرة، وكانت تكتب تحت اسم مستعار هو “بنت البلد” حتى لا يعرفها أحد.

 

وفي أغسطس من نفس العام أدارت السيدة (أم البنات) صفحة المرأة في صحيفة “القلم العدني”، إلى أن ظهرت صحيفة نسائية تعنى بشؤون المرأة والأسرة في مدينة عدن وكذلك الجزيرة العربية بل وبلاد المغرب العربي أيضا، ألا وهي صحيفة (فتاة شمسان)، التي ببزوغ نورها بدأت المرحلة الثالثة معلنة عن ظهور الصحافة النسائية بصورة رسمية في عدن، وذلك في الأول من يناير عام 1960م وكانت مالكتها ورئيسة تحريرها السيدة ماهية نجيب، متحدية بذلك جميع العراقيل والآراء المعارضة لها والعادات والتقاليد المقيدة لحقوق المرأة.

 

وفي ختام مناقشة رسالة “الماجستير” التي أقيمت في كلية الآداب بجامعة عدن نالت الباحثة حنان أحمد درجة الامتياز عن رسالتها العلمية في تخصص التاريخ الحديث والمعاصر بقسم التاريخ في الكلية.

 

وأوصت لجنة المناقشة المهتمين في شؤون المرأة العدنية بقراءة الرسالة، وعرضها في الفعاليات الثقافية للاستفادة منها.

 

حضر المناقشة الأستاذ الدكتور محمد بن هاوي باوزير نائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية بجامعة عدن بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين بالكلية، وكذا زميلات الباحثة، وأفراد من عائلتها.

LEAVE A REPLY