المكلا (المندب نيوز) صحف
كشفت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن الحوثيين نقلوا دائرة التأثير في ملف التفاوض من العاصمة العمانية مسقط التي كانت طوال السنوات الماضية تلعب دور الميسّر للمفاوضات بين الحوثيين والمجتمع الإقليمي والدولي إلى العاصمة الإيرانية طهران التي تصاعدت منها تصريحات المسؤولين الإيرانيين في الآونة الأخيرة وخصوصا منذ زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن لها، حيث بدأت طهران في التلويح علنا بورقة الحوثيين في ملف مفاوضاتها مع واشنطن والاتحاد الأوروبي حول الاتفاق النووي.
وواصلت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إطلاق التصريحات المتعلقة بشروط الحل في اليمن، ونقلت مصادر إعلامية عنه الثلاثاء تأكيده على “أن المساعي لحل الأزمة اليمنية مستمرة”، وفق النظرة الأحادية لطهران والحوثيين التي تعتبر أن الحرب في اليمن يمكن أن تتوقف في حال “توقف إطلاق النار ورُفع الحصار عن الشعب اليمني لحل أزمته الإنسانية” بحسب وزير الخارجية الإيراني.
وفي سياق التحولات المتسارعة في الملف اليمني أشارت مصادر سياسية لـ”العرب” إلى تصاعد الحديث في بعض المحافل الدولية حول صيغة قرار جديد عن مجلس الأمن يمهد لتسوية سياسية قائمة على مبادرة الإعلان المشترك تكون بديلا عن كافة القرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216 الذي يعتبره الحوثيون أحد عوائق التوصل للتسوية نتيجة تشبث الحكومة به كأحد المراجع الضرورية للحل النهائي في اليمن.
ويؤكد مراقبون أنّ جماعة الحوثي ومن ورائها النظام الإيراني تسعى لاستغلال حالة الارتباك في المواقف الأميركية ورغبة الإدارة الجديدة في واشنطن بتحقيق أي اختراق دبلوماسي في المنطقة وخصوصا في حرب اليمن بوصفها “كارثة إنسانية” وتفعيل الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأغرى القرار الأميركي بشطب الحوثيين من قائمة المنظّمات الإرهابية الجماعة بوضع اشتراطات جديدة دون تقديم أي تنازلات مماثلة، من قبيل دعواتهم المستمرة لوقف عمليات التحالف العربي وإعادة فتح مطار صنعاء وإلغاء القرارات الأممية ذات الصلة بالملف اليمني التي صدرت في أعقاب انقلابهم، وهي الاشتراطات التي تترافق مع موجة من التصعيد العسكري سواء عبر استهداف الأراضي السعودية بالطائرات المسيرة المفخخة أو شن الهجوم على محافظة مأرب التي يأمل الحوثيون في السيطرة عليها قبيل الدخول في أي حوار يحرصون على ألّا يتضمن إلزامهم بالتخلي عن أي من مكاسبهم العسكرية والسياسية التي راكموها في الأعوام الأخيرة.