( المندب نيوز ) وكالات
في أبريل 2015 اختفى قائد الشرطة الخاصة في طاجيكستان مراد خليموف، وبعد فترة قصيرة ظهر في شريط فيديو لتنظيم داعش الإرهابي يهدد فيه بـ” نقل الجهاد” إلى روسيا والولايات المتحدة.
وكان الحدث الأبرز الذي سلط الضوء على تنامي أعداد “الداعشيين” في دول آسيا الوسطى، وأثار حينها قلقا بشأن احتمال شن هؤلاء هجمات في دولهم أو في روسيا المجاورة.
وتحققت الاثنين المخاوف عندما كشفت التحقيقات أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم في مدينة سان بطرسبرغ الروسية من قرغيزستان. وقالت السلطات الروسية إن المنفذ هو أكبريون جليلوف وعمره 23 عاما.
وتنشر السلطات الروسية بين الفينة والأخرى أخبارا عن إحباط مخططات إرهابية يكون أبطالها أشخاص متحدرون من آسيا لهم صلة بداعش في سوريا والعراق.
هجوما الملهى والمطار
هجوم سان بطرسبرغ لم يكن الأول الذي ينفذه متطرف من آسيا الوسطى، فقد سبقه الأوزبكي عبد القدير ماشاريبوف، الذي نفذ الهجوم الدامي على مدينة إسطنبول التركية ليلة رأس السنة، وأسفر الهجوم عن سقوط 39 قتيلا بينهم الكثير من العرب.
وقبل ذلك بأشهر قليلة وقع الهجوم الدامي على مطار أتاتورك وتورط فيه أيضا مواطنون في آسيا الوسطى.
بيئة خصبة
ويقصد بدول أسيا الوسطى: أوزباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وكازاخستان، وباستثناء الأخيرة، فإن بقية الجمهوريات السوفيتية السابقة شهدت اضطرابات سياسية وحروب أهلية وقمعا للحريات والعرقيات، واستشرى فيها الفساد الفقر.
وشكلت هذه الظروف بيئة خصبة للتنظيمات المتطرفة التي سارعت على الاستثمار فيه وخاضت صراعا مريرا مع السلطات، ولم تكن داعش الأولى في هذا المضمار لكنها الأبرز على ساحته الآن.
وتظهر تقارير منظمات معنية بمكافحة الإرهاب أن عدد سكان هذه الدول والشيشان الملتحقين بداعش يترواح بين 7-10 آلاف داعشي.
ويقول خبراء روس إن البحث عن العمل يحفز كثيرا من أبناء تلك الدول على الانضمام لداعش، خاصة مع فرض السلطات الروسية إجراءات مشددة حياة هجرة هؤلاء إليها.
أرقام
وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في عام 2015 أن 5- 7 آلاف مقاتل من دول آسيا الوسطى التحقوا بداعش في سوريا العراق، لكن مؤسةة مجموع صوفان لتقديم الاستشارات قدرت عددهم بنحو 200 مقاتل فضل عن آخرين يعملون في هذه الدول.
وتوضح مجموعة “صوفان” أن داعش في سوريا والعراق يتيح للمتطرفين في آسيا الوسطى مساحة للعمل أفضل من بلادهم التي يلاحقون فيها بشدة.
مخاوف
لكن هذا لا يسقط مخاوف آسيا الوسطى وروسيا من الدواعش، الذين قد يعودون إلى بلادهم.
وتتركز المخاوف في هذه الدول من احتمال عودة المسلحين من مواقع القتال في سوريا العراق إلى بلاده، نظرا لوجود حدود يصعب السيطرة عليها، مثل الحدود مع أفغانستان، فضلا عن أنهم يتميزون بقدرات قتالية ومعرفية.
كما أن داعش ضاعف قلق هذه الدول مع إعلانه عن إطلاق ما يسمى ولاية “خراسان” عام 2015، التي تدين بالولاء لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
