تريم (المندب نيوز)خاص
شعب هود.. قريه قديمة تقع في محافظة حضرموت، تعود إليها الحياة بضعة أيام فقط في العام، خلال مناسبة دينية، تتمثل بزيارة الآلاف لقبر النبي هود. ومع انتهاء تلك المناسبة، تعود القرية إلى هدوئها ونمط حياتها المعهود.
تظل قرية شعب هود في مدينة تريم بمحافظة حضرموت نائمة ومهجورة طوال العام حتى السادس من شعبان ليبدأ حينها آلاف من ابناء تريم خاصة والحضارم عامه ومسافرين قادمين من شتى المحافظات اليمنية والدول العربية والاسلامية على راسها دول شرق اسياء في التوافد نحو القرية لزيارة قبر النبي هود عليه السلام، والذي يقع عند سفح جبل وتغطيه قبة بيضاء .
يشق الزائرون طريقهم صعوداً باتجاه هضبة تم تمهيد ممرات فيها مؤخرا قبل أن يصلوا إلى هدفهم
وعلى الرغم من ظهور وسائل النقل الحديثة، إلا أن بعض الزائرين يحرصون على حضور هذا التجمع على ظهور الجمال، في عادة قديمة لازال الشباب من ابناء تريم يتمسكون بها ويعيدون احياء ارث اجدادهم ويعملون على تزيينها بكتابة عبارات تدل على الفرح بهذه المناسبة، ويعقب تلك الزيارة سباق الهجن وهو تقليد سنوي تشهده تريم منذ عقود.
وتعد الزيارة موسما تجاريا إذ تفتح المحال أبوابها خلال تلك الفترة ويقبل الوافدون على شراء الهدايا والألعاب والملابس، ومع انتهاء موسم الزيارة في الحادي عشر من شعبان تعود القرية من جديد إلى سكونها المعهود
عصر اليوم انطلاق اكبر سباق هجن على مستوى المنطقة العربية
يعود معظم الزائرين خلال يومي الأحد والاثنين فيما يصل رسمياً إلى مدينة تريم عصر يوم الثلاثاء الثالث عشر من شعبان الزوار الذين ذهبوا وعادوا من الزيارة على ظهور الجمال وبمناسبة عودتهم بسلامة الله وحفظه سيقام لهم عصر يوم الثلاثاء سباق للهجن ((العادة)) أو ((الحيك حيك)) على لغة أهل تريم الدارجة وذلك في مضمار السباق بساحة ((نخر عامر)) بمنطقة الحاوي عند المدخل الشرقي لتريم وسوف يتسابق أصحاب الجمال البالغ عددهم هذا العام ((85)) شخصاً امتطوا لهذه الزيارة ((85)) جملاً فيما بينهم البين وسيقدمون سباقاً وعرضاً استعراضياً جميلاً وفي غاية الروعة أمام تلك الجماهير الغفيرة التي سوف تحضر للمشاهدة والاستماع من أرجاء تريم المختلفة ومناطق متفرقة من حضرموت .
ومن المتوقع أن يشهد سباق الهجن هذا العام زخماً حضورياً وتكريمياً أول من نوعه يعيد له الرونق المعروف عنه الذي أفتقده منذ العام 1990م وهو الأمر التي تفصح عنه الترتيبات والاستعدادات التحضيرية التي تجريها وتقوم بها اللجان الخاصة بفرق الجمال ، خصوصاً بعد أن تخلت الدولة عن مسؤولياتها في دعم ورعاية مثل هكذا فعاليات تراثية وتاريخية وعادات وتقاليد ذات جذور عميقة وهو الأمر الذي جعل أصحابها يتحملون أعباء مالية كبيرة جداً أثقلت كاهلهم .
الشعبانية
استكمالاً لمراسيم زيارة نبي الله هود عليه السلام وشهر شعبان سوف تقام يوم الأربعاء الرابع عشر من شعبان احتفالات الشعبانية بمسيال التربة أمام مصلى جبانة العيد وساحة المسمر بمنطقة عيديد بتريم وذلك بإحياء عدد من الفعاليات الدينية و التراثية والروحانية المتمثلة في ألعاب رزيح البقاره والخويب بعد زيارة قبور الأهل والأقارب في المقابر الواقعة في نفس الموقع ووضع باقات زهور وورود الريحان التي تنفح عطراً على القبور وقراءة ما تيسر من القرآن والدعاء لهم وترتيب الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .
ثم تبدأ بعدها مواكب الخويب والرزيح والتي يردد المشاركون خلالها الأهازيج والزوامل والألعاب التراثية الشعبية الجميلة ويكون في مقدمة المواكب حملة الأعلام والرايات ((البيارق)) الملونة ، وفي المساء تقام القراءات والموالد والخطب والمواعظ والمحاضرات في مساجد تريم المختلفة ابتهاجاً باختتام فعاليات زيارة نبي الله هود عليه السلام ونصف شهر شعبان واستقبال شهر رمضان المعظم شهر الرحمة والمودة والغفران .
