المكلا ( المندب نيوز ) خاص 

 

ان من اصعب اللحظات حين ترثي حبيباً لم تستطع انت ان تستوعب رحيلة وغيابة الابدي عنك ..

 

عامان.. نعم عامان مرا على اللحظة التي اخبرت فيها بإرتقاء اخي وحبيبي ورفيقي العزيز جداً سعيد محمد الدويل شهيداً خالداً في جنات الخلود ..

ولم أزل حتى هذه اللحظة أراه و أتخيله أمامي حياً يرزق.. هذا مع إيماني الأكيد ويقيني بأني لن أراه ولن ألقاه مره أخرى إلا يوم يبعثون بإذن الله..

 

مر عامان ولايزال سعيد بحيويته وعنفوانه وعصاميته .. شاباً نشيطاً متوقد الذهن والبدن .

 

مر عامان ولازلت انا بذلك الشوق وبتلك اللهفة لساعة مجالسته ولحلو حديثة ومنطقة و طريقته في عرض القضايا بموضوعيه وواقعية وعقلانية جميلة بعقلية شاب متقد الفكر يحمل فهمآ وفكراً عميقاً يكبر سنوات عمرة الثلاثون بكثير….. كمشروع مكتمل لقيادي رابطي وطني جنوبي رائع.

 

مر عامان ولازالت أحتاجك كأخر لحظة غادرتني فيها.. تاركاً لي حسرة وألم لم تفارقني..

ولازلت افتقدك أخاً عزيزاً وسنداً وفيآ ونبع حب صادق لا ينضب.

 

مر عامان ولازالت تمدني بطاقة ودعم. معنوي كبير وبكمية من الحب الصادق تعينني وتدفعني للاستمرار والمواصلة على درب النضال الوطني الحق الذي يعتمد الواقع ويقبله تنوعاً واختلافاً وتعدد .

 

مر عامان ولازالت افتقده لحظة ان افتدانا فيها بروحة وافتدى الوطن بكل شيء..

 

حين علم بحصارنا من قوات العدو الغازية… فأتى يهرول لا يعول على شيء ولا يهاب شيء…

آتى ليفك عنا الحصار. مخترقاً خطوط العدو فداء لإخوته .. وفدية لإنقاذهم. جاعلاً من نفسة هدفاً لمرمى نيران العدو الذي كان يتمنى ان يأخذه أسيراً ليفاخر به لكن الشهيد أبى إلا ان يذل العدا بصموده واستبساله مشتبكاً بقوة وصلابة معهم … ورغم كثرتهم عددا وعده حينها إلا انه لم ان يستسلم او يسلم نفسة ليكون أسيراً في ابديهم..

وما ارتضى إلا السمو حياً بشموخ في السماوات العلى.

 

مر عامان ولايزال منزلكم مثلما تركته انت أيام الحرب ملاذ الابطال من ابناء المقاومة الجنوبية ومؤخرة عسكرية لهم. ..

. وبقي والدك العزيز واخوانك الكرام مثل عهدهم جنوداً لا يكلون ولا يملون في توفير كل ما كانت تحتاجه المقاومة الجنوبية حتى بعد إستشهادك مواصلين العطاء والبذل كنهر نضال وطني لا يتوقف وفاءً لمبادئك وقيمك الاخلاقية والوطنية.. وإيفاء لما ألزمت به نفسك واهلك مآديين الجبهات القتالية بالطعام والذخيرة حتى نهاية الحرب والانتصار.

 

ما أعظم هذا العطاء النبيل وهذا الجهد الكريم .. وما اعظم ان تربط هذه الأسرة المناضلة على صوبها وجرحها وألمها العميق بإستشهاد إبنها البطل لتواصل ما كانت علية من عمل نضالي حق بكبرياء لا يوصف ودون ضجيج ولا مباهاة .. وبصمت نبيل جداً يخفي ما تحملته هذه الاسرة من تراكم ديون ثقيلة خلفتها هذه الحرب عليهم فأثقلت كاهلهم لكنها لم تهز شعرة الكبرياء والنبل الاصيل فيهم ….

فسلام لكم يامن طبتم فرعاً و أصلاً..

 

مر عامان وسيمر اخران واعوام عديدة بعدها.. وستظل انت ملهماً وطنياً صادقاً نستمد منك أنبل المعاني الوطنية والوفاء الوطني سلماً وحرباً..

وننهل كثيراً من تجربتك السياسية والمجتمعية القصيرة المدة الغنية المخزون الفكري والعملي والقيمي.

وستبقى لدي انا ذلك الأخ الوفي والصديق الصدوق .. والحلم الذي لا يتكرر..

وسأبقى انا الشغوف بك .والمتلهف للاستزادة منك .. أكنت عندي في الارض او سأستمر محلقاً بخواطري وروحي خلفك يا طائر النورس .

 

سلام ومحبة لروحك التي لاتزال تنبض بالحب الصادق لهذا الوطن. تترجمه اعمالك المجتمعية المثالية في طول الوطن وعرضه.. .

 

عهد وفاء مستمر لا ينقطع لقيميك ونبلك ومبادئك الوطنية الصادقة.

والسلام عليك اخي ورحمة اللّه وبركاته..

LEAVE A REPLY