( المندب نيوز ) وكالات 

 

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تحقيقا مطولا عن جذور إرهابي مانشستر، مقرونا بنفي والده تهمة التطرف والإرهاب عن نفسه وعائلته، إلا أن تاريخ الرجل المنتمي لجماعة ليبية متشددة يؤكد عكس ذلك.

 

وتفاصيل حياة رمضان العبيدة التي سردتها التلغراف والمعلومات الرسمية تجعل ذلك النفي غير ذي معنى، سوى محاولة إبعاد تهمة الإرهاب عن قيادات بارزة في حكومة الوفاق في طرابلس التي تدعمها بريطانيا.

 

وكانت وكالة أسوشيتد برس بثت مقطعا صوتيا من مقابلة مع عبيدي نفى فيها تهمة التطرف عن ابنه سلمان المتهم بالتفجير الانتحاري في مانشستر.

 

وأصدرت الحكومة الانتقالية في ليبيا بيانا بعد القبض على والد وشقيق الإرهابي منفذ الهجوم، الذي أودى بحياة العشرات، غمزت فيه من قناة السلطات البريطانية التي تدعم جماعات متشددة في حكومة الوفاق.

 

وتتخذ الحكومة الانتقالية من البيضاء شرق ليبيا مقرا لها، وهي غير حكومة الوفاق التي نصبتها الأمم المتحدة وتدعمها بريطانيا ومقرها طرابلس.

 

وتأكد انتماء رمضان عبيدي، والد انتحاري مانشستر سليمان عبيدي، للجماعة الليبية المقاتلة المصنفة جماعة إرهابية والمرتبطة بالقاعدة.

 

وقال بيان الحكومة الانتقالية إن الجماعة المقاتلة “كانت تجند شبابا ليبيين ومسلمين من بلاد أخرى في بريطانيا وأوروبا وترسلهم إلى ليبيا ودول أخرى للقيام بعمليات إرهابية”.

 

وأضاف: “كانت الحكومة البريطانية السابقة تعمل بكل الطرق لتمكين تلك الجماعات من السيطرة على ليبيا”.

 

وكان رمضان عبيدي (مواليد 1965) ضابطا في الحرس الرئاسي الخاص في عهد القذافي، قبل أن يجند من قبل جماعة إرهابية ويهرب مطلع التسعينات ليحصل على اللجوء في بريطانيا عام 1993.

 

وفي جنوب مانشستر، أصبح هناك فرع مهم لتنظيم “الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة”، التي تضم عبد الحكيم بلحاج وخالد الشريف (حاربا مع القاعدة في أفغانستان) وغيرهما، حسب ما نقلت التلغراف عن مصدر من الجماعة.

 

وحسب الوصف الرسمي للجماعة لدى وزارة الداخلية البريطانية، فإنها “جزء من الحركة الإسلامية المتطرفة العالمية التي تستقي أفكارها من تنظيم القاعدة”، وتهدف إلى “استبدال النظام في ليبيا بدولة إسلامية متشددة”.

 

ورغم كل ذلك، حسب تقرير التلغراف، استخدمت بريطانيا الجماعة في صفقة عقدها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مع القذافي عام 2004 عرفت باسم “صفقة في الصحراء” لإعادة إدماج ليبيا في الأسرة الدولية.

 

وقتذاك، سلمت الأجهزة البريطانية نظام القذافي عددا من هؤلاء الإرهابيين منهم بلحاج والشريف (الذي برز في حكومات طرابلس الحالية ليصبح نائب وزير دفاع).

 

حينها عاد رمضان عبيدي إلى ليبيا ضمن تلك الترتيبات، قبل أن تدعم بريطانيا وفرنسا الجماعة الليبية المقاتلة وغيرها من الجماعات المتطرفة في 2011 لإسقاط نظام القذافي.

LEAVE A REPLY