(المندب نيوز) تحليل | محمود ماهر
المراوغات هي ملح كرة القدم، من دونها تفقد اللعبة جمالها وحلاوتها وإثارتها، ووجودها في كل مباراة لا يَقل أهمية عن وجود الأهداف، وأي مُحب طبيعي لهذه اللعبة، ينتظر لمحة أو لمسة مثيرة، خاصةً لو مراوغة للاعب يعشقه لحد الثمالة، أو مراوغة في لاعب يبغضه لحد الموت.
ويُداعب حلم المشاركة في دوري أبطال أوروبا كل لاعبي كرة القدم حول العالم، لما تحظى به تلك البطولة من اهتمام إعلامي ومُتابعة جماهيرية على مدار الموسم تفوق كل مسابقات الأندية والبطولات القارية والعالمية بما في ذلك كأس العالم وكأس أمم أوروبا، بالتالي فيكون اللاعب على ثقة تامة في أن أي لمسة أو مراوغة أو لمحة يقوم بها ستوثق بنسبة 100٪ في كتب التاريخ وستطبع في الأذهان إلى أمد بعيد.
خلال تغطية Goal لكأس العالم للأندية في المغرب 2014، وقع موقف طريف في المركز الإعلامي لملعب مولاي عبد الله بالرباط أثناء المباراة الافتتاحية بين (المغرب التطواني وأوكلاند سيتي)، يُظهر إلى أي مدى تهتم وسائل الإعلام بكل شاردة وواردة في دوري أبطال أوروبا فقد قام عدد من الصحفيين والمراسلين الأجانب (جنسيات لاتينية وأسترالية) داخل المركز الإعلامي بمتابعة المباريات الختامية لدور مجموعات دوري أبطال أوروبا 2015/2014 عبر وصلات (لايف ستريم) على حساب استكمال مباراة التطواني رغم أن مهمتهم الرئيسية التي جاءوا من أجلها هي مونديال الأندية!.
ولهذا يعي كل لاعب المكتسبات الفنية والمادية من المشاركة في «تشامبيونز ليج»، فمراوغة واحدة كفيلة بتغيير صورته السلبية عند الجماهير لو كانت مشوهة كما حدث مع الفرنسي «كريم بنزيمة» حين راوغ ثلاثة لاعبين من أتلتيكو مدريد في لعبة واحدة ليعطي إيسكو تمريرة هدف قتل جمهور فيثينتي كالديرون في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مطلع هذا الشهر.
فرع (المراوغات) أحد أهم فروع التفاصيل الصغيرة التي تَهم عشاق أبطال أوروبا، وبطبيعة الحال اللاعبين المُشاركين فيها، فالمراوغة الأفضل خصوصًا في الأدوار الإقصائية يضعها يويفا ضمن عدد من اللقطات الخالدة أو المثيرة للاهتمام في فيديو واحد مصحوب بالأغنية الشهيرة للبطولة لعرضه قبل كل مباراة مع مباريات الموسم التالي.
على سبيل المثال لا الحصر، وضعت مراوغة ريدوندو على ملعب أولد ترافورد في موسم 2000/1999 في الفيديو التقديمي لمباريات الموسم التالي ومعها لقطة راؤول وهو يسجل في النهائي أمام فالنسيا، وفي الفيديو التقديمي لمباريات موسم 2003/2002 وضع هدف زين الدين زيدان الشهير أمام ليفركوزن على ملعب هامبدن بارك.
لكننا وفي سياق هذا التقرير المصور، لن نتحدث عن التسديدات أو الانطلاقات أو الصرخات أو الاحتفالات أو الأهداف التي ملأت الفيديوهات المختلفة لأغنية دوري أبطال أوروبا، بل سنتحدث عن أهم المراوغات التي اقتحمت الفيديو التقديمي على مدار السنوات الـ15 الماضية والتي ستتواجد ضمنهم مُراوغة بنزيمة أمام الأتلتي من دون شك في الموسم المقبل..مع الإشارة خلال التقرير لمراوغات أخرى لم تحظ بشرف التوثيق لسبب أو لآخر.
سنبدأ هذا العرض بالأجمل فالأكثر جمالاً حتى نصل معكــم إلى المراوغة صاحبة المركز الــأول..
المركز العاشر | أنف إيفينبرج
ليلة 23 مايو 2001. النهائي. ملعب سان سيرو (بايرن ميونخ 1-1 فالنسيا) | انتهت تلك الأمسية بفوز دراماتيكي للعملاق البافاري بفارق ركلات الحظ الترجيحية بعد أن أضاع ثلاثي الخفافيش “زاهوفيتش وكاربوني وبيليجرينو”.
فالنسيا تقدم في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء إثر ركلة جزاء نفذها أفضل لاعب في العالم بشهادة النقاد آنذاك «جيزيكا مينديتا».
وحاول مينديتا خلال المباراة التلاعب قدر المستطاع بلاعبي البايرن، لإفاقدهم ثقتهم في أنفسهم، خصوصًا بعد أن أدرك المُشاكس «ستيفان إيفينبرج» هدف التعديل من ركلة جزاء في الدقيقة 51.
ونجح مينديتا في تخفيف الضغط على زملائه بمراوغاته وقدرته على الاحتفاظ بالكرة، ومن ضمن تلك المراوغات الخالدة، خدعته التي عبر بها إيفينبرج في منطقة حساسة من منطقة وسط البايرن، حيث وضع الكرة من بين قدميه.
المركز التاسع | رونالدينيو لا يرحم
ليلة 3 نوفمبر 2009، الجولة الرابعة من دور المجموعات، ملعب سنتياجو برنابيو (ريال مدريد 1-1 ميلان). أراد رونالدينيو ترك بصمة جديدة على ملعب ملوك مدريد لكن بقميص العملاق الإيطالي ميلان، نجح في تسجيل هدف إثر ركلة جزاء بعد ست دقائق فقط من هدف كريم بنزيمة لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي الذي ضمن لميلان الترشح للمرحلة التالية بنسبة كبيرة.
رونالدينيو صال وجال يمينًا ويسارًا في تلك المباراة ونجح في خطف الأضواء من كل اللاعبين بلمحاته الفردية الجميلة التي لا يزال يتذكرها جمهور البرنابيو إلى يومنا هذا، مثلما يتذكر جيدًا ما فعله رفقة برشلونة في الكلاسيكو عام 2006.
رونالدينيو قام بعدة مراوغات، واحدة لراؤول جونزاليس بوضع الكرة من بين قدميه في منطقة الوسط، وأخرى لبيبي على حافة المنطقة انتهت بتمريرة عرضية خطيرة.
لكن المراوغة الأجمل على الإطلاق، والتي انتزع بها الآهات والصيحات، كانت لضحيته السابقة «سيرخيو راموس»، حين تسلم الكرة على صدره ثم داعبها على كتفه ثلاث مرات ليفلت من راموس ولاسانا ديارا في لمح البصر!.
المركز الثامن | عندما راوغ بيكس
ليلة 19 أبريل 2000، إياب ربع النهائي. ملعب أولد ترافورد (مانشستر يونايتد 2-3 ريال مدريد) | الفريق الملكي مُتقدم في عقر دار اليونايتد بثلاثة أهداف لهدف… وديفيد بيكهام يتسلم تمريرة أرضية بوجه القدم من بول سكولز على حافة منطقة جزاء ريال مدريد سجل منها هدف عبقري يعتبره كثيرون ضمن أجمل أهدافه، فقد اعتقد الجميع أنه سيُطلق تسديدة من تسديداته الصاروخية إما من لمسة واحدة أو بتمهيد الكرة لنفسه على القدم اليمنى ثم التسديد بعد تلقيه تلك التمريرة من سكولز.
لكن بيكس خالف كل التوقعات، وقرر المراوغة على طريقة مارادونا وكرويف، فَمر من روبرتو كارلوس وسافيو وكارانكا برشاقة وخفة مثيرة للدهشة، ليجد نفسه بثلاث لمسات داخل منطقة الجزاء. وجهًا لوجه أمام ذلك الحارس اليافع «كاسياس» ليُرسل تسديدة عبقرية حيث يسكن الشيطان، لينتهي اللقاء بعدها بخسارة الريال 2/3.
المركز السابع | جوارديولا يضحك
ليلة 18 مارس 2015، إياب ثمن النهائي، ملعب كامب نو (برشونة 1-0 مانشستر سيتي) | حضرها المدير الفني لبايرن ميونخ «جوزيب جوارديولا» الذي بدأ التخطيط للانتقال في العام التالي لخلافة مانويل بيلجريني في تدريب مانشستر سيتي.
المدرب الوحيد الذي تمكن من جلب لقب الدوري الألماني ثلاث مرات متتالية في تاريخ بايرن ميونخ، لم يستطع إخفاء ضحكته الساخرة على الأسلوب الذي مر بها ليونيل ميسي من جيمس ميلنر قبل خط وسط السيتي، في الدقيقة 37 من أحداث الشوط الأول.
ميسي تسلم الكرة على خط التماس، وفجأة وجد كبش إنجليزي مُندفع صوبه بكل ثقله، ليُلقنه درسًا لا يُنسى بتمرير الكرة بكل برودة دم من بين قدميه ليُعيده على الفوز من حيث جاء إلى بريطانيا، وهذا كان لسان حال جوارديولا وكل السادة الحضور في معقل العملاق الكتالوني، مثلما كان لسان حال عشاق الأهلي عندما فعلها حسام غالي في جوارديولا نفسه خلال ودية الأهلي وروما عام 2002 على ملعب القاهرة الدولي!.
المركز السادس | بيكيه يهزم إبرا
ليلة 28 أبريل 2010، إياب نصف النهائي، ملعب كامب نو، (برشلونة 1-0 إنترنسيونالي) | ترشح الفريق الإيطالي إلى المباراة النهائية لمواجهة بايرن ميونخ، مُعتمدًا على فوزه في مباراة الذهاب 1/3، ليطير مورينيو فرحًا بهذه النتيجة رغم رشاشات المياه التي فُتحت أثناء احتفاله مع إيتو وشنايدر وميليتو.
البرسا حاول وجاهد بكل ما لديه من قوة لتسجيل ولو هدف يحفظ به ماء الوجه أمام أنصاره، لكن دون جدوى، فقد كبح مورينيو جماح جميع العناصر التي استخدمها جوارديولا في الخط الأمامي، إلى أن جاء المدافع الدولي الإسباني «جيرارد بيكيه» ليسجل الهدف الوحيد.
بيكيه رفض مواصلة اعتماد فريقه على «زلاتان إبراهيموفيتش» في العمليات الهجومية باقتحام منطقة العمليات لتسلم كرة بينية راوغ بها المدافع الكولومبي القدير «إيفان كوردوبا» والحارس البرازيلي الشهير «جوليو سيزار» في لعبة واحدة، ومن وضع الدوران سدد بقدمه اليمنى في المرمى، لكن الوقت لم يُسعف العملاق الكتالوني لتسجيل هدف آخر ليغادر البطولة بخفي حنين.
المركز الخامس | بنزيمة زيدان
ليلة 10 مايو 2017، إياب نصف النهائي، ملعب فيثينتي كالديرون (أتلتيكو مدريد 2-1 ريال مدريد) | البداية كانت مخيفة لريال مدريد بتلقي ثنائية، فكان الأتلتي بحاجة لهدف وحيد لرد خسارته في الذهاب بثلاثية نظيفة، وتحويل المباراة لوقت إضافي.
لكن كريم بنزيمة نفض الخبار عن نفسه، وأكد لكل جماهير النادي الملكي قيمته الفنية في المنظومة الهجومية للفريق، بصناعته لهدف تقليص الفارق في الدقيقة 42، والذي أحرزه إيسكو بمتابعة ممتازة للعرضية التي مررها بنزيمة بعد أن مر من ثلاثة لاعبين دفعة واحدة على خط الراية الركنية، بشكل يشبه نوعًا ما مرور ريدوندو عام 2000 على ملعب أولد ترافورد.
بنزيمة تعرض لوابل من الانتقادات اللاذعة ليس قبل تلك المباراة فقط بل منذ بداية الأدوار الاقصائية للبطولة، لا يوجد أحد من عشاق الريال لم يشكك في قدراته، ولا توجد هفوة ارتكبها إلا واُستخدمت ضده.
ومع ذلك، لعب ذو الأصل الجزائري بكل هدوء وثقة في النفس أمام الأتلتي، واستطاع صناعة هدف في الذهاب، ثم صناعة أهم أهداف الفريق في الموسم في لقاء الإياب.
ومر بنزيمة بهذه السلاسة والخفة من الثلاثي «جودين وسافيتش وخيمينيز». في البداية تسلم الكرة من أمام سافيتش ثم راوغه مع جودين بلمسة واحدة، ليمر منهما، لكن سافيتش لحق به قبل الخط، ليقوم بنزيمة بتعطيل تكتيكي لنفسه، ما أدى لإنجذاب خيمينيز وجودين مع سافيتش، ليستدرجهم نحو الخط أكثر، وفجأة قام بتدوير الكرة بين قدميه ليخدعهم ويمر منهم بشكل صدم المشاهدين، ليقتحم المنطقة ويمرر الكرة إلى توني كروس الذي سدد من لمسة واحدة لتسقط من يد أوبلاك لتجد إيسكو الذي تابعها في المرمى.
المركز الرابع | جريمة أوزيل
ليلة 2 نوفمبر 2016، دور المجموعات، ملعب بالكانفارما، (لودوجوريتس رادزجراد 2-3 آرسنال) | تأخر آرسنال في الدقائق الـ 15 الأولى من مباراة الجولة الرابعة أمام ذلك الفريق البلغاري المتواضع بهدفين لجوناثان كافو وكيسيرو.
إلا أن جرانيت شاكا وأوليفييه جيرو كان لهما رأي آخر بتسجيل هدفين في الدقيقتين 20 و42، وفي الدقيقة 88 كان العالم على موعد مع جريمة كروية بطلها الألماني «مسعود أوزيل».
لاعب ريال مدريد السابق انفرد بالمرمى من بعد منتصف الملعب بقليل بفضل تمريرة طولية من المصري محمد النني، ولحظة خروج الحارس «بورجان» من مرماه رفع الكرة بلمسة بسيطة من فوقه ليخرجه من اللعبة، وفي تلك الأثناء تمكن ثنائي قلب الدفاع «بالومينو وموتي» قد تمكنا من العودة في الوقت المناسب، وليتهما لم يعودا للتغطية الدفاعية، فما حدث لهما كان شنيعًا!.
بعد عبور أوزيل من الحارس..واجه ثنائي الدفاع وراوغهما، وفي تلك اللحظة كان الحارس قد نهض وعاد لمحاولة التغطية، وليته هو الآخر ما فعل، فعندما قرر غلق زاوية التسديد تعرض لتمويه جديد بصحبة المدافعيّن، فكان المشهد أشبه بجريمة كروية من جانب أوزيل، هدفها إجبار هذا الثلاثي على اعتزال المستديرة في المؤتمر الصحفي!.
المركز الثالث | قسوة ميسي
ليلة 22 فبراير 2006، ذهاب ثمن النهائي، ملعب ستامفورد بريدج (تشيلسي 1-2 برشلونة) | أخفق الفريق غرب لندني في الحفاظ على تقدمه بهدف من نيران صديقه سجله «تياجو موتا» في الدقيقة 59، واستقبلت شباكه هدفًا في الدقيقة 71 بالخطأ من جون تيري، وفي الدقيقة 80 أحرز إيتو هدف الفوز.
على مدار تلك المباراة، كان هناك لاعب قصير مكير يُدعى «ليونيل ميسي» لا يعرفه الكثير من عشاق كرة القدم ومُدمني مباريات ليلي الأبطال، يعبث بكل مَن يواجهه بثقة غير مَعهودة، دون أن يأبه لقوة تشيلسي وهيمنته على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لموسمين متتاليين.
لم تكن التسديدة المقوسة التي ردتها العارضة لليونيل ميسي هي أبرز اللقطات في تلك المباراة المشحونة، وإنما لقطة أخرى في نهاية الشوط الأول حين تسبب في طرد الظهير الأيسر الإسباني «أسير ديل هورنو» بالبطاقة الحمراء المباشرة، جعلت من تشيلسي لقمة سهلة المضغ بين فكي العملاق الكتالوني خلال الحصة الثانية.
ميسي أراد قطع الكرة بأي ثمن من آرين روبن على خط التماس، وبعد أن نجح في مُبتاغاه، أراد تنظيف أرضية الملعب بآرين روبن، فمرر الكرة من أسفله على الراية الركنية، بطريقة استفزت ديل هورنو الذي هاجم ميسي بتدخل شرس بجسده أدى لطيران الأرجنتيني قبل السقوط، ليُخرج الحكم النرويجي «تريجي هاوج» البطاقة الحمراء في وجه لاعب بيلباو السابق، موجهًا إنذار شديد اللهجة لكل مَن سيحاول تحطيم موهبة هذا اللاعب الموهوب، الذي لولا حماية الحكام له لما استمر إلى يومنا هذا في اتحاف الدنيا بابداعاته.
المركز الثاني | استجابة راؤول
ليلة 19 أبريل 2000، إياب ربع النهائي، ملعب أولد ترافورد (مانشستر يونايتد 2-3 ريال مدريد) | بعد أن تلقت شباك اليونايتد هدف بنيران صديقة من “روي كين” في الدقيقة 21، عَمل ريال مدريد جاهدًا على إضافة المزيد من الأهداف خلال الشوط الثاني، لتأكيد أحقيته في بلوغ نصف النهائي لملاقاة بايرن ميونخ، ليلعب ديل بوسكي على الهجمات المضادة نظرًا لامتلاكه لاعبين يتمتعون بسرعات عالية.
وجاءت الدقيقة 52 لتَشهد واحد من أجمل أهداف السنة وربما من أجمل الأهداف في تاريخ البطولة، فيما يخص تطويع المهارة الفردية لخدمة الفريق، واستغلال السرعة القياسية والدقة في التمرير لحسم النتيجة، والأهم من كل ذلك الاستجابة السريعة من المهاجم عن طريق التحرك المثالي من دون كرة لخلق أكثر من حل للاعب المُمرر.
كل تلك الدروس الكروية كانت في لعبة الهدف الثالث لريال مدريد بفضل المرور الانسيابي الذي قام به «فرناندو ريدوندو» على الرواق الأيسر حين وضع الكرة بعقب القدم من بين قدمي المدافع رقم 21 “بيرج” ليقتحم بفضل الحركة المعروفة بالـ (تاكونازو) منطقة عمليات اليونايتد قبل التمرير نحو راؤول الذي تحرك في المساحة بعد هروبه من روي كين وياب شتام ليضع الكرة في المرمى دون عناء من أجل قتل المباراة تمامًا على رجال فيرجسون.
المركز الأول | هكذا يُطبخ البيض
ليلة 24 أبريل 2007، ذهاب نصف النهائي، ملعب أولد ترافورد (مانشستر يونايتد 3-2 ميلان) | أضطر السير أليكس فيرجسون للعب من دون الثنائي «ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش» بسبب الإصابة، ليدفع ثمن الاعتماد على ويسلي براون وجون أوشيه وجابرييل هاينزه.
اليونايتد تقدم بهدف مُبكر من رأسية لكريستيانو رونالدو في الدقيقة الخامسة، لكن الثغرات الواضحة في العمق الدفاعي للفريق ورطته أمام الغزوات المُستمرة لريكاردو كاكا من على الرواق الأيسر، ليتمكن من تسجيل هدف التعديل في الدقيقة 22.
وفي الدقيقة 37، ومن هجمة مرتدة خاطفة لميلان، قرر كاكا تلقين الإنجليز درسًا في كيفية تحضير البيض على الطريقة اللاتينية بشرح مُفصل بقدميه ورأسه.
حاول كاكا اللحاق بكرة طولية قبل انقضاض دارين فليتشر، ولحظة ترويضه للكرة اصطدم بجابرييل هاينزه المُندفع، ليرفع الكرة بوجه قدمه اليمنى من فوقه، وفجأة ودون سابق إنذار، قرر الظهير الأيسر الفرنسي «باتريس إيفرا» التجويد بعمل التغطية العكسية خلف ويس براون وجون أوشيه، وليته لم يفعل، فقد كانت نتيجة هذه الفكرة “كارثية” بأتم ما تحمله الكلمة من معنى، فبذكاء ودهاء السحرة مَد كاكا رأسه ليُمرر الكرة من بين إيفرا وهاينزه، ما ترتب عليه اصطدامهما بشكل يُشبه ضربه لبيضتين فوق وعاء تتطاير منه ذرات الزيت الساخنة المتأهبة أثناء تحضيره لوجبة الإفطار في صباح يوم ربيعي جميل.
رفاق جيجز استطاعوا العودة في المباراة والفوز 2/3، إلا أن الكرة أرادت الانتصار لموهبة كاكا في مباراة الإياب على ملعب سان سيرو، ليعبر ميلان إلى نهائي أثينا ويرد اعتباره من ليفربول، ويُتوج بعدها البرازيلي بلقب أفضل آخر لاعب قبل معركة ميسي ورونالدو!.