صنعاء (المندب نيوز) خاص

 

انتهجت مليشيات الحوثي الإنقلابية منذ ظهورها سياسة تدميرية ضد المساجد ودور التحفيظ، حيث بدأت بتفجيرها في المناطق التي سيطرت عليها، ومن ثم أفرغت بعضها من قيمتها الدينية المقدسة وجعلتها أماكن للإجتماعات القبلية التي يتم فيها مضع القات وتناول العادات المصاحبة كالدخان “والشمة”.

منذ فترة ومليشيات الحوثي تستخدم المساجد لإحياء مناسباتها الطائفية الشيعية، لكن ما أثار استنكار وغضب الشارع اليمني، هو إهانة هذه الأماكن المقدسة وتحويلها إلى ما يشبه مقلب النفايات، حيث جردت المسجد من قيمته الأساسية بشكل ينافي كل القيم والمبادئ الإسلامية التي ترفع من مكانة بيوت الله.

وفي ليالي رمضان تنظم المليشيات أمسيات متعددة تهدف للحشد باتجاه التجنيد وتعبئة الشارع ضد تحالف الشرعية، وإحياء مناسبات دينية لا تخلو من السباب والشتائم، وقد كانت قاعات المساجد هي أكثر الأماكن التي حرصت المليشيات على إقامة تلك الأمسيات فيها، على الرغم من كونها أيام فضيلة تستدعي عمران المساجد بالذكر والصلاة.

استخدام المساجد بهذا الشكل يعكس ثقافة المليشيات المتخلفة والظلامية، حيث لم تعد تعطي قيمة لأماكن العبادة، ولا تحترم حتى من يقومون بإحيائها بالذكر والصلاة، خصوصاً صلاة التراويح التي منعتها من معظم مساجد العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، وأوجدت بذلك فوضى وتفرقة شديدة بين أفراد المجتمع الذين لم يستسلموا لذلك وذهبوا لإحياء شعائر الشهر المبارك في مساجد أخرى وأماكن خاصة.

يشار إلى أن عناصر المليشيات تحشد أنصارها إلى المساجد المختارة للفعاليات منذ وقت مبكر، عادة ما يكون قبل صلاة العشاء، حيث لا تؤدى الصلاة في تلك المساجد، وهي حقيقة بات الجميع يعرفها بأن المليشيات طالما تتحدث عن الدين ولكنها تقيم معظم فعاليتها الشعبية والخاصة في أوقات تقام فيها الصلوات.

ويعد تحول المساجد في زمن المليشيات من أماكن للعبادة إلى أماكن للسباب والشتائم وإقامة الفعاليات والأنشطة الطائفية، مؤشراً واقعياً لدخول البلاد في صراع عميق، قد يتطور إلى أعمال عنف مضادة، خاصة وأن هذه الأعمال تستفز مشاعر الغالبية العظمى من المواطنين الذين لا يعتقدون بما تعتقده المليشيات من فكر خميني قادم من إيران.

LEAVE A REPLY