واشنطن (المندب نيوز) خاص
حذّر سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، من أن ما تقوم به قطر تناقض مذهل وخطير، مشيراً إلى أنها تستثمر مليارات الدولارات في الولايات المتحدة وأوروبا، وتستخدم الأرباح في دعم حماس والإخوان والجماعات المرتبطة بالقاعدة، وتستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية، التي توجه منها الولايات المتحدة الحرب الإقليمية ضد التطرف، وتملك في الوقت نفسه وسائل إعلام تحرض كثيراً من المتطرفين أنفسهم.
لا يمكن لقطر أن تملك حصصاً في مبنى “إمباير ستيت” و”لندن شارد” وتستخدم الأرباح في كتابة شيكات للتابعين لتنظيم القاعدة وكتب العتيبة في مقال في صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه عندما اتخذت الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد قطر الأسبوع الماضي، لم يُتخذ القرار على عجل أو بخفة، وإنما كان سببه تراكم سنوات من سلوك مشبوه لقطر يشكل خطراً على الولايات المتحدة والإمارات وقطر نفسها، فقطر تحصد ما زرعت.
ترامب
وذكّر العتيبة بما قاله ترامب يوم الجمعة من أنه “حان الوقت لمطالبة قطر بالتوقف عن دعم التطرف (..) نقول لقطر، نريدك أن تعودي إلى صف الدول المسؤولة”. وأضاف السفير الإماراتي “لا يمكن لقطر أن تستفيد من السلوكين معاً. عليها أن تقرر إذا كانت منخرطة تماماً، في الحرب على التطرف والعدوان، أم لا؟ “.
خالد شيخ محمد
وذكر بأن قطر دعمت المتطرفين وآوتهم لسنوات. ففي منتصف التسعينيات، آوت الإرهابي الشهير خالد شيخ محمد، الذي أصبح فيما بعد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، والآن تستضيف وتروج للزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي، ولخالد مشعل زعيم حماس، وهي منظمة مصنفة إرهابية في أمريكا.
تصنيف
والأسبوع الماضي، صنفت الإمارات ودول أخرى، القرضاوي، ومعه 58 شخصاً و12 منظمة، كداعمين للإرهاب، والكثير من هؤلاء يعيش في الدوحة أو يعمل انطلاقاً منها أو يتلقى دعمها. والبعض مرتبط مباشرة بالأسرة الحاكمة. فقطر ليست وحيدة في ذلك. فهي تعتبر مع إيران، المنطقتين اللتين تعدان العدد الأكبر من المصنفين دولياً كممولين للإرهاب.
حقائب مليئة بالنقود
ويذكر العتيبة بمقال لـ”وول ستريت جورنال” في 2015 أورد أنه “لسنوات، يسافر مقاتلون إسلاميون من ليبيا وسوريا إلى الدوحة ويعودون بحقائب مليئة بالنقود”، موضحاً أن الدوحة قدمت دعماً مالياً ولوجستياً لجبهة النصرة (تعرف الآن بجبهة تحرير الشام) وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وكان انتحاري مانشستر على علاقة بميليشيا مرتبطة بالقاعدة في ليبيا وتدعمها قطر.
صفقة الفدية
وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أنه قبل شهرين دفعت قطر فدية تصل إلى مليار دولار للإفراج عن رهائن، وذلك لعدد من الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق والتي فرضت عليها عقوبات، بما فيها الفرع العراقي لحزب الله. وفي مصر، قدمت قطر شيكاً على بياض للإخوان، وهم العباءة التي تظلل العديد من الجماعات الأكثر عنفاً.
القرضاوي
وفي الوقت الذي تركز فيه الدول المسؤولة، جهودها على مواجهة التطرف بكل أشكاله، تستمر وسائل إعلام مملوكة لقطر، في مقدمتها الجزيرة، في التحريض على العنف والتعصب في كافة أنحاء العالم العربي. وفي نسخة مشوّهة من برنامج “ذا ديلي شو”، يستغل القرضاوي برنامجه التلفزيوني لتقديم الفتاوى، التي تشجع العمليات الانتحارية، وأيضاً الدفاع عن قتل الجنود الأمريكيين في العراق باعتبار ذلك “واجباً دينياً”.
وعن ذلك، قال وزير الدفاع الأسبق روبرت غيتس في مايو (أيار) إن “الجنرال أبي زيد كان مقتنعاً بأن الجزيرة تعمل ضد قواتنا وتوفر معلومات لأعدائنا. كان هناك قلق من ذلك، وقلق أوسع من توفير الجزيرة منبراً للإرهابيين”.
قلق لواشنطن
وتوضح تصريحات غيتس، الذي قاد وزارة الدفاع في ظل الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، أن قطر كانت مصدر قلق لواشنطن أياً كان الحزب الحاكم. فإدارة بوش بدأت جهداً دولياً لاستهداف تمويل الإرهاب، وخلصت إدارة أوباما في 2016 إلى أن قطر “تفتقر للإرادة السياسية الضرورية والقدرة على التنفيذ الفعلي” لقوانين مكافحة تمويل الإرهاب، ما دفع بالمسؤولين في إدارة أوباما إلى التفكير في سحب سرب مقاتلات من قاعدة العديد، بسبب رفض قطر اتخاذ إجراءات ضد ممولي الإرهاب.
العديد
ولفت العتيبة إلى أن التواجد الأمريكي في قاعدة العديد مهم لحماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. ومع استمرار الإجراء الحالي ضد قطر، ستواصل الإمارات وأصدقاء أمريكا الآخرون في المنطقة، العمل مع الجيش الأمريكي للحفاظ على قدرات القاعدة العملية. كما أننا نرحب بدخول الولايات المتحدة على خط التوصل لحل دبلوماسي يسمح لقطر، الجارة وعضو التحالف، بالعودة إلى أسرة الدول المسؤولة. ماذا على قطر أن تفعل؟ أولاً عليها الاعتراف بما يعرفه العالم بالفعل، وهو أن الدوحة أصبحت مستودعاً مالياً وإعلامياً وأيديولوجياً للتطرف. ثم عليها اتخاذ إجراءات عملية حاسمة للتعامل بشكل نهائي مع مشكلة التطرف لديها ـ وقف التمويل، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها ووقف التحريض الإعلامي والتطرف.
لا لبس ولا تأخير
وبينما يجوب الإرهابيون شوارع المدن الأوروبية ويدبرون المؤامرات ضد أهداف في الولايات المتحدة، يلفت العتيبة إلى أنه لا يمكن أن يكون ثمة لبس أو مناورة أو تأخير في التعامل مع خطر التطرف. لا يمكن لقطر أن تملك حصصاً في مبنى “إمباير ستيت” و”لندن شارد” وتستخدم الأرباح في كتابة شيكات للتابعين لتنظيم القاعدة. لا يمكنها أن تضع اسمها على قمصان كرة القدم، بينما وسائلها الإعلامية تروج لشعارات المتطرفين. لا يمكنها أن تكون مالكة لمحال هارودز وتيفاني أند كو، بينما توفر ملاذاً آمناً لحماس والإخوان.