تعز (المندب نيوز) خاص

 

«دواعش تعز» ذُو «الرايات السُود» مصطلح جديد، بدأ يترسخ تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة تعز اليمنية، بشكل لافت وبوتيرة متسارعة. فالتنظيم الذي يفرض سيطرته حاليا على المدينة جعل منها بؤرةً من أخطر «بُؤرِ الإرهاب» في اليمن.

 

بؤرةٌ أخذت دائرتها بالاتساع مؤخراً على نطاق واسع بأرياف المدينة وضواحيها، علاوة على قلب المدينة الذي أصبح مكتظا بالمسلحين المنتشرين بالأحياء بـ «الزي الأفغاني».

 

المتشبِّهون بـ «الأفغان العرب» يتمركزون في منطقة «الكدف» الواقعة ما بين مديريتي مقبنة وشرعب الرونة، التي شهدت تشكيل عدة خلايا إرهابية من قبل تلك الجماعات الإرهابية التي ينتمي غالبية عناصرها إلى الجنسيات المصرية و اليمنية، بينهم نساء، بزعامة المدعو «بدر صالح عبده حزام» و هو أحد أعضاء تنظيم القاعدة، المتهمين بالإنتماء للقاعدة في السعودية، حيث حكم عليه بالسجن 4 سنوات، ثم تم تسليمه للسطات اليمنية العام 2009م.

 

 

استقطاب

 

وتقوم هذه التنظيمات بتعز باستقطاب الشباب إلى صفوفها، كما أفاد بذلك الشاب اليمني عمر الشرعبي، والذي أكد أن تنظيم «داعش» بدأ باستقطاب العديد من الشباب، لا سيما الجامعيين بغرض تجنيدهم، على غرار ما حدث مع الطالب «أيمن» الذي تم استقطابه واستدراجه للالتحاق بالمعسكرات التدريبية لتنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وفي هذا السياق، يروي الشاب «أبو حذيفة»، قصة استقطابه من قبل تنظيم «أنصار الشريعة» وكيف بدأت إجراءات تجنيده وتكليفه بمهمات قبل أن يعود ويغادره. حيث يقول : “تم استقطابي من خلال بعض أعضاء التنظيم وقبل تأدية البيعة تم تكليفي بتنفيذ عملية اغتيال لشخصية سياسية واجتماعية وعسكرية، وتم منحي مسدساً كاتماً للصوت لتنفيذ المهمة، وقبل تنفيذها راودني بعض الشك فحاولت أن أستفتي بعض الشباب من المقربين لي في جواز تنفيذ المهمة، وأقنعوني بالتوقف عنها لوجود بعض الشبهات، وهذا ما جعلني أتوقف عن تنفيذها والابتعاد عن التنظيم”.

 

محاكم إسلامية

 

وعمل دواعش تعز، مؤخرا، على تخصيص «محاكم إسلامية» تابعة لها، بالمناطق المحررة التي يفترض أن تكون تبعيها للحكومة «الشرعية»، في خطوة مماثلة لـ «نسخة داعش بالصومال».

 

وذلك بغرض فرض هيمنة مجتمعية أكبر عبر تكريس سياسية « الترهيب». فبات لدى «قاعدة تعز» محاكمها التي لا تعترف بالقوانين الوطنية لـ «الدولة الغائبة» وسجونها التي تعج بمئات السجناء من المعارضين ، وإضافة إلى ذلك فإن لديها أوراق ومراسلات ومعاملات رسمية واختامٌ خاصة بها، تمارس بواسطتها مهام ووظائف الدولة كاملة بأريحية مطلقة، دون اعتراض من أحد .

 

وبالرغم من ادعاء تنظيم «إخوان اليمن» موالاته واعترافه بالحكومة الشرعية، إلا أنه لا يتوانى أو يتردد عن تعطيل حضورها في حياة المدينة من خلال دعمه لتعزيز سلطة «القاعدة» فالمراسلات المختومة باسم «تنظيم القاعدة ، أنصار الشريعة ، ولاية تعز» معترف بها في المناطق المحررة من تعز. وكان اللافت، انخراط معظم عناصر «الإخوان»، بحماس منقطع النظير، في دعم استراتيجية تمكين «القاعدة» من بسط سيطرتها على المدينة المحاصرة منذ أكثر من عامين.

 

انفلات أمني

 

وتشهد محافظة « تعز»، منذ فترة ليست بالوجيزة، انفلاتاً أمنياً واسع النطاق، أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة والفوضى والتقطُّع علاوة على تزايد أعمال القتل وعمليات الاغتيال، التي تنفذ بواسطة أدوات وعناصر «القاعدة» بشكل مستمر وبصورة شبه يومية. سيما في ظل استمرار الصراع الداخلي بين فصائل المقاومة، والذي تعمل على تأجيجه و إذكائه قيادات « إصلاحية» تسعى إلى إشعال نار الفتنة و إثارة الصراعات و المواجهات بين الأطراف التي تقاوم مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، كما يقول مواطنون.

 

 

غطاء سياسي

 

ويعمل حزب « التجمع اليمني للإصلاح» بطريقة غير مباشرة، على توفير الغطاء السياسي للجماعات الارهابية بمدينة تـعـز، علاوة على الدعم الإعلامي واللوجستي اللازم لإدارة منظومة «الإرهاب» عبر تنشيط خلاياه المتطرفة المنتمية لجماعات «صناعة الموت» التي وإن تعددت مسمياتها غير أنها خرجت من عباءة واحدة، هي عباءة « الإصلاح» التي عملت لسنوات على إنتاج أدوات هذه المرحلة ، بدءاً من « القاعدة» و انتهاء بـ «أنصار الشريعة » و «داعش».

 

 

أخطاء الشرعية

 

وفي هذا السياق، يرى الناشط السياسي عبدالستار الشميري، أن السبب في انتشار التنظيمات الجهادية في تعز، يعود بالأساس إلى الأخطاء الفادحة والجسيمة التي ارتكبتها حكومة الشرعية، كونها الجهة المسؤولة عن شؤون «مقاومة تعز» منذ تأسيسها.

 

وفي منشور على صفحته بـ «الفيس بوك»، يضيف الشميري : ” تم قبول عناصر متشددة، ثم جماعات متطرفة، تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة، وحرصاً على إقصاء اللون الذي لا ينتمي للتيار الديني عن الوجود والحضور في صفوف المقاومة بشكل كبير”.

LEAVE A REPLY