المندب نيوز ـ متابعة خاصه
جاءت زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الخميس، إلى المغرب ولقاؤه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يقضي إجازة سنوية منذ نحو شهر في طنجة، بالتزامن مع وصول لواء سعودي يدعى “المغاوير”، وهو مجهز بأحدث أنواع الأسلحة والطائرات والدبابات إلى العاصمة المؤقتة عدن .
واكتفت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للشرعية بالقول، إن “هذه الزيارة تأتي لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن بين هادي والملك سلمان”، إلا أن محللين ومراقبين يمنيين، يرون بقراءة أولية أن هناك علاقة بين زيارة هادي للمغرب، وبين وصول لواء سعودي إلى عدن، لاسيما أن هناك أنباء عن تدخل بريطاني لتنسيق الأوضاع الأمنية والعسكرية في عدن .
وقال الكاتب والصحفي اليمني فتحي بن لزرق، رئيس تحرير موقع وصحيفة “عدن الغد”، إن “هناك فريقًا بريطانيًا سيتولى مهام تنسيق عمل القوات البحرية اليمنية السعودية في عدن”، مشيرًا إلى أن هذا “الفريق كان قد أنهى زيارته لعدن يوم الأربعاء، بعد أن جاء بناء على طلب سعودي يمني”.
وأضاف على صفحته في “فيسبوك”، أن “اللواء السعودي الذي وصل عدن أمس الخميس يضم نخبة مقاتلة من الجيش السعودي ولم يصل كاملاً حتى اللحظة”، لافتاً أن ذلك اللواء “سيتولّى مهام حماية قصري معاشيق والتواهي والمطار وميناء عدن وميناء الزيت”.
وأوضح بن لزرق، أنه ستتم التهيئة من قبل القوات السعودية لعودة الرئيس هادي عودة نهائية إلى عدن، حيث “سيباشر عمله من قصر الرئاسة بالتواهي بدلاً عن معاشيق”.
وقال، إن “هناك قوة تابعة للحكومة الشرعية، تتلقى تدريبًا في المملكة العربية السعودية حاليًا، وستتولّى مهام مساعدة القوات السعودية في تأدية مهامها، كما ستنتشر قوات من خفر السواحل اليمنية على طول الساحل الممتد من المخا إلى المكلا وفق التفاهمات الأخيرة مع الجانب السعودي”.
ويبدو أن زيارة هادي للمغرب، تأتي في إطار تلك المساعي والأحداث المتسارعة التي تحدث في عدن، كما أن التسوية السياسية التي عاد المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ يسوقها مجددًا ستكون أحد أهم النقاشات التي ستدور بين هادي والملك سلمان في طنجة .
وقال المحلل السياسي اليمني صلاح السقلدي في حديث لـ “إرم نيوز”، إنه من الصعب التكهن بأسباب الزيارة التي لم تتم إلا قبل ساعات فقط، لكنه يرى أن “تلك الزيارة المفاجئة تتعلق بأمرين على الأقل، أحدهما عملية التسوية السياسية حيث ارتفع الحديث مؤخرًا عن عودتها للواجهة من خلال اللقاءات المكثفة التي يقوم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مع عدد من قادة دول المنطقة، منها: السعودية، وسلطنة عُمان، والإمارات ، وإيران”.
وأضاف، أن “الأمر الثاني مرتبط بالدور السعودي في جنوب اليمن وتحديداً في عدن، وهو الدور الذي أخذ منحى عسكريًا وأمنيًا، تمثل بإرسال الرياض قبل أسابيع عددًا من خبرائها العسكريين، حيث وصلت مؤخرًا قوة عسكرية سعودية إلى عدن (قوة المغاوير)، والتي ربما تتولّى حماية عدد من المنشآت الحيوية في المدينة، هذا فضلاً عن النشاط السعودي في عدن بالتنسيق مع البريطانيين خاصة في الجانب البحري.