المكلا : (المندب نيوز) – خاص
عاشت حضرموت فترة زمنية طويلة دون أنْ يكون لها قوة تحميها أو تحرسها من أبنائها , فهي تخضع لقوات عسكرية مستوردة بالكامل ,جسدت واقع استيطاني حقيقي عاش فيه الحضرمي على أطراف بلاده عاجزاً تائهاً يتعرض للابتزاز والإهانة وهو يتردد على الحواجز والنقاط العسكرية التي قطّعت أوصال بلاده , كانت سنوات مريرة لا يوجد فيها للحضرمي مكان بين العسكر, تنهب فيها حصص المحافظة من الوظائف العسكرية الهامة وتوزع على المحافظات الأخرى , ويستبعد الحضرمي من داره بطرق وأساليب تنوعت وتعددت بين الإقصاء والتهميش والطرد والاستخفاف والمضايقة المتعمدة والمقصودة .
في عام 2015م أعلن التحالف العربي عن فتح باب التجنيد للشباب الحضارم لتحرير مدن ساحل حضرموت من قبضة القاعدة وذلك ضمن خطة إستراتيجية لإعادة الاستقرار للمحافظة والمنطقة فتداعى الشباب من كل حدب وصوب إلى بوابات معسكرات التجنيد , خلال أشهر أصبحت تلك القوة الحضرمية في أتم الاستعداد لتنتزع مفاتيح حضرموت من أولئك الخارجين عن النظام والقانون , وتعيد حضرموت إلى مكانها الحقيقي الذي يليق بها وبأهلها حيث هي دوماً تنافس أصقاع العالم وأقاليم الدنيا حضارةً وتاريخاً وأصالة, تصدّر المحبة والسلام وتزرع الجود والخير شتلات يستظل بها الجميع .
في الخامس والعشرين من أبريل 2016م كان ساحل حضرموت على موعد مع القوات الحضرمية الفاتحة التي انطلقت من ثغورها من مختلف معسكرات التجنيد والتدريب بالمحافظة لتنقض بسرعة البرق على أعداء الإنسانية والوسطية , حيث كانت عملية خاطفة تهاوت فيها تلك القوى أمام قوات حضرموت الفاتحة سقط في تلك المعركة ما يربو عن ثلاثين شهيداً وعشرات الجرحى وليستمر بعدها مسلسل التضحيات وتقدم حضرموت أكثر من مائة وعشرين شهيد ومئات الجرحى سقطوا في معارك تتبع فلول الإرهاب الهاربة والشاردة .
المندب نيوز استقصاء آراء المواطنين بخصوص جيش حضرموت وقوات النخبة التي كانت أملاً وحلماً فأصبحت واقعاً ملموساً يقدّم تضحياته مجاناً لحضرموت وأمنها واستقرارها:-
تحدّث إلينا حديثاً مطولاً الشيخ/ عبد الحميد بن سكران عن قوات النخبة الحضرمية قائلا :” كنا نأمل أنْ يكون لحضرموت جيش حضرمي قوي يحفظ لحضرموت أمنها واستقرارها ويحافظ على ثرواتها التي كانت ومازالت محل أطماع المحتلين اليمنيين وهاهو اليوم يتحقق هذا الأمل بفضل من الله تعالى , فنحن نطمح الآن أنْ يكون جيش النخبة الحضرمي جيش أقوى مما هو عليه اليوم وأنْ يكون ولاؤه لحضرموت أولاً ثم للجنوب عامة ..

وأردفَ قائلاً : طبعاً أنا فخور جداً بقوات النخبة الحضرمية وما حققته من انتصارات , أنا كمواطن حضرمي انتظر أنْ يكون لجيش النخبة شأنٌ كبير على مستوى حضرموت والجنوب ويكون درعاً واقياً ورافداً قوياً للبناء والتنمية في حضرموت وهذا كله سيحصل إنْ شاء الله إذا بعدنا عن الحديث باسم القبلية والمناطقية التي هي في الأساس تُدمّر كل المجتمعات التي تقوم بالتمجيد والاحتكام لها ” .
أما حديثنا مع الإعلامي عبد العزيز بازمول من مديرية تريم قال: “بالتأكيد كلنا نفتخر بقوات النخبة الحضرمية ومن لا يفتخر بهم فهو شخص مشكوك في حضرميته ,أتمنى أنْ أرى أفراد قوات النخبة أكثر تنظيماً في ملابسهم وأنْ يُمنع عليهم تناول القات ,فعندما أشاهد جندي من أفراد النخبة وهو يتعاطى القات أُصابُ بالإحباط النفسي , كمواطن حضرمي أنتظر من قوات النخبة أنْ يكون أفرادها مثالاً للانضباط والالتزام وأنْ تحافظ على ثروات وموارد حضرموت والعمل على فرض هيبة الدولة دونما تمييز بين أبناء حضرموت ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه “.
كما صرح للمندب نيوز المواطن خالد بلفقيه من مدينة الشحر حول قوات النخبة قائلا :” قوات النخبة هي المولود الشرعي والصحيح لحلف حضرموت الذي يضم في صفوفه أبناء حضرموت, وهو أمل حضرموت واستجابة وطنية حقيقية قام بها هؤلاء الشباب وكسروا القاعدة التي تتهم الحضارم بعدم الاهتمام بالعمل في السلك العسكري أو الجيش , تكمن الطموحات في النجاح والاستمرارية والتطوير في الأفراد والمعدات والتعليم من خلال الدراسة والدورات ..
وقال أيضاً: اسمع من أصدقائي عن بعض التصرفات والاقتحامات الضبابية وربما لها ما يبررها ولكن يجب عليهم الابتعاد عنها وتجنب المواجهة مع المواطنين ” .
أما المواطن ا س م فقد قال بخصوص قوات الجيش الحضرمية: ” قوات النخبة حققت الكثير والكثير بإذن الله وكلنا أمل فيها وإن شاء الله تُحقق كل الخير للمحافظة ,ويجب على كل حضرمي غيور على بلاده أنْ يفتخر ويعتز بقوات النخبة الحضرمية وبما قدمته , أما في جانب التسليح والكفاءة لقوات النخبة فقال : إن شاء الله قوات نخبتنا في أحسن حال وعلى أتم الاستعداد أتمنى لهم التوفيق والسداد ” .
أما المواطن سعيد بن وبر من مدينة غيل باوزير في حديثه معنا قال :” أمل طال انتظاره ويحتاج إلى صبر قليل , طموحي أنْ تكون النخبة حامي لحضرموت , ونحن نفتخر جداً بجيش النخبة , وما يتطلبه الواقع هو إعطاء الجنود دورات في كيفية التعامل مع المواطنين واستمرار التأهيل والتدريب الحديث لهم, انتظر كل خير إن شاء الله من جنودنا البواسل , وأتمنى أنْ يكون هناك فتح مجال أمام شكاوي المواطنين ضد تصرفات بعض الجنود وأن يتم تكريم الجندي المثالي في عمله ومعاقبة أي عسكري يرتكب أي مخالفات ” .
يقول الكاتب وجدي صبيح في إحدى مقالاته عن جيش حضرموت:” وبما أنَّ هذا الجيش صار واقعاً ملموساً وقوة تتحرك على الأرض ميدانياً فإنه سيكون على الصعيد السياسي شوكة الميزان التي ستعيد رسم التوازنات الجديدة على الساحة ولن تكون حضرموت بعد اليوم الشاة الوادعة يقود لجامها المنتصر هُنا أو هناك ..
سوف تتكلم حضرموت بلهجة حضرمية خالصة هذه المرة وهم سيستمعون, ولن تحتاج إلى عكّاز تتحرك من خلاله ، ستخوض الحرب العسكرية والسياسية بنفسها، لن تكون مدِينَةٌ لأحدٍ بعد اليوم مهما كانت صفته ، وسيكون دينها لأبنائها ولا أحداً سواهم ” .
هذه هي نظرات وآمال الحضارم لجيشهم المغوار الذي كان وجوده في الوقت المناسب وحضرموت ملقاة خارج صفحة التاريخ تشكي العقوق ، وتندب جرم الحاقدين عليها الطامعين في ثرواتها وخيراتها ، تتقاذفها الأمواج يمنةً ويسره , ويبقى المواطن الحضرمي معلقاً آماله وطموحاته على هذا الجيش الذي سيكون رافداً للتنمية والاستقرار وتطبيع الحياة باعتباره أنفس ما ولدته حضرموت في التاريخ المعاصر .