المهرة (المندب نيوز) خاص
دشن رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، عصر اليوم، أعمال الجمعية الوطنية والقيادة المحلية في محافظة المهرة، وذلك خلال احتفال جماهيري حاشد احتضنته مدينة الغيظة عاصمة المهرة.
وحضر الاحتفال الكبير عدد من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، كما شارك بالاحتفال عدد كبير من المواطنين القادمين من مختلف المناطق والمدن المترامية الأطراف في المهرة قاطعين المسافات الطويلة إلى الغيظة، ورفع المشاركون في الاحتفال أعلام دولة الجنوب والشعارات المعبرة عن تأييدهم للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي، ورددوا الهتافات الحماسية “يا عيدروس سير سير ونحن جنودك للتحرير”.
وفي الحفل قال الرئيس عيدروس الزُبيدي: يطيب لي أن أحييكم تحية الأحرار ونحن ندشن معكم اليوم أعمال الجمعية الوطنية والقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، هذا الحدث التاريخي الذي انتظره أبناء المهرة وكافة أبناء الجنوب يعد ثمرة من ثمار عقدين ونصف العقد من مسيرة النضال التحرري السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية التي أُنجزت تحرير معظم أراضي الجنوب وهو حدث يؤسس للانطلاق نحو استكمال تحرير الجنوب وبناء مؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية وصولاً إلى الاستقلال أرضاً ووطناً ودولة وهوية.
وأضاف أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يكن فعلاً خارج سياق الأهداف العظيمة التي ناضل في سبيل تحقيقها شعبنا الجنوبي من المهرة إلى باب المندب على مدى الثلاثة والعشرين عاماً الماضية من الاحتلال والاستلاب والاجتياح، بل هو استحقاق وطني جنوبي أنجزته تضحيات شهداء الثورة والمقاومة الجنوبية، ومن هذا المنطلق نؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحمل مشروع إقامة دولة جنوبية كاملة السيادة بهوية عربية جامعة لثراء التنوع الذي يزخر به الجنوب، دولة فيدرالية جديدة تحقق العدالة في توزيع السلطة والثروة والشراكة الوطنية الجنوبية في صناعة القرار.
وواصل حديثه مخاطباً الأحرار في محافظة المهرة البوابة الشرقية للجنوب، بقوله: إن المهرة بمشيئة الله تعالى وبإرادتكم وإرادة شعب الجنوب الحر لن تكون إلا مالكة لكل حقوقها من خلال اعتمادها إقليما بشراكة كاملة في إطار دولة الجنوب الفيدرالية المدنية المنشودة، كما نؤكد لكم أن الجنوب الفيدرالي الجديد سينهي حالة التهميش والحرمان التي عانت منها المهرة وكافة محافظات الجنوب على مدار العقود الماضية، وسيستوعب كافة الخصوصيات الثقافية لمختلف مناطق الجنوب وفي المقدمة محافظة المهرة الباسلة.
ودعا الأشقاء في دول التحالف العربي إلى تأسيس قوات النخبة المهرية وتدريب وتأهيل شباب أبناء محافظة المهرة وتمكينهم من محافظتهم عسكرياً وأمنياً لتثبيت الأمن ومنع أي عبث يهدد أمن الجنوب والمنطقة بشكل عام، وتأتي هذه الدعوة بما يتعلق بأمن وأمان واستقرار المهرة وموقعها الإستراتيجي الهام باعتبارها بوابة الجنوب الشرقية وجزء من أمن الجنوب والجوار الإقليمي، وقال: إننا وقد غمرتمونا بأصالتكم التاريخية وتوقكم مع كل أبناء الجنوب لفجر الاستقلال، ندعوكم وندعو كل أهلنا على امتداد الجنوب لتعزيز قيم التسامح والتصالح ونبذ كل أشكال الفرقة والتنازع وتعزيز وحدتنا الوطنية لاجهاض كل من يتربص بالانتصارات والانجازات التي تحققت في جنوبنا العزيز.
وأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس حكراً على مكون أو توجه بل هو قيادة وطنية لجنوب جديد ننشده جميعاً، ومن هنا فإننا نجدد التأكيد بأن الجمعية الوطنية وكافة هيئات المجلس وقياداته المحلية في المحافظات والمديريات ستستوعب الجميع، فقد ولى زمن الأحادية واحتكار الحقيقة وولت معه ثقافة الإقصاء والإبعاد، وأهاب بجميع من يحملون راية استكمال التحرير وتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة الكاملة السيادة، إلى الالتفاف حول المجلس الانتقالي فهو ليس مشروع فرد أو أفراد أو منطقة أو مكون بل مشروع الجنوب كله من هنا مهرة الشموخ إلى باب المندب البوابة الغربية للجنوب.
وجدد الرئيس الزُبيدي، الشكر والامتنان للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكافة دول التحالف العربي على ما قدموه ويقدمونه لشعب الجنوب في محافظات الجنوب المحررة، وأكد الاعتزاز بشراكة الشعب الجنوبي ومقاومته مع الأشقاء وهي الشراكة التي أنجزت ملاحم تحرير معظم محافظات الجنوب ودحرت جحافل الميليشيات الغازية وقطعت أيدي المشروع التوسعي الإيراني والأذرع الإرهابية الدخيلة على الجنوب، كما شكر كافة أبناء المهرة الذين غمروهم بكرمهم المعروف وتفاعلهم الشعبي العظيم مع المجلس الانتقالي وقيادته، وقال: مثل هذا الكرم والتفاعل ليس مستغرباً على المهرة وأهلها الذين كانوا وسيظلون عمقاً حضارياً وتاريخياً للجنوب أرضاً وإنساناً وهوية.
ومن جانبه رحب عضو المجلس الانتقالي الجنوبي السلطان عبدالله بن عيسى بن عفرار، باللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والوفد المرافق له في زيارتهم لمحافظة المهرة بين أهلهم واخوانهم في محافظة الأمن والأمان والتعايش بين الجميع، وقال: لا يخفى على أحد بأن محافظتي المهرة وسقطرى قد بقيتا منذ عام ١٩٦٧م وحتى يومنا هذا وفي مختلف المراحل وتعاقب الأنظمة السياسية بمنأى عن كل الصراعات والتجاذبات، وحافظ أبنائها باختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية على وحدة نسيجها الاجتماعي وأمنها واستقرارها وتمسكوا بثوابت خصوصيتها حتى أصبحتا مثالاً للسلم والتعايش الاجتماعي في كل المراحل بين أبناء الوطن.
وذكر أن موقف المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى كان ثابتاً منذ تأسيسه في دعم ومساندة مطالب وتطلعات أبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم الحراكية، وطالب المجلس العام في أكثر من مناسبة بتوافق وتوحيد تلك المكونات تحت مظلة واحدة وحامل سياسي جامع، وقد أعلننا منذ أول وهلة ترحيبنا بقيام المجلس الانتقالي لقوى الحراك الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، تحت سقف الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعرب عن أملهم بأن يتحمل مسؤوليته مستفيداً من التجارب السابقة ومستوعباً لكل التداعيات والملابسات للمشهد السياسي وتراكمات مخلفات الحرب التي فرزت مناخاً جديداً في كافة الأصعدة، الأمر الذي يتطلب شراكة وطنية بين جميع المكونات ومنظمات المجتمع المدني بدون استثناء بعيداً عن الوصاية والتهميش لأي مكون أو فصيل أو تفضيل محافظة على أخرى، وضرورة تبني خطاباً إعلامياً وسياسياً يضمن مد الجسور للتواصل مع كافة الأطراف داخلياً وخارجياً خدمة لقضية الجنوب وتطلعات أبنائها في بناء مجتمع العدل والمساواة والندية.
ولفت إلى أن المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى قد حدد برؤيته خيار أبناء المهرة وسقطرى الرامي إلى الحفاظ على خصوصيتها وكيانها التاريخي أرضاً وإنساناً وثقافة ولغة واستقلاليتها في إطار الخارطة السياسية القادمة ورفضهما القاطع لمشاريع الضم والإلحاق والتبعية وإقامة إقليمهم المستقل على حدود 1967م، كما أشاد بالدور البارز والهام لكافة القبائل والشرائح وأفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة المهرة الذين شكلوا نموذجاً رائعاً يحتذى به في تحملهم المسؤولية الجماعية للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة والسكينة العامة بإمكانياتهم الذاتية، وقال: وهذا يشعرنا بالفخر والاعتزاز، كما يمكننا القول بصراحة ان محافظة المهرة وأبنائها الغيورين ليسوا بحاجة إلى أي نجدة من أحد تحت مسمى الحزام الأمني خارج إطار قيادة الأمن والسلطة المحلية بالمهرة، وتقدم بالشكر إلى كل دول الجوار في وقوفها ودعمها ومساعدتها لمحافظتي المهرة وسقطرى.