تريم (المندب نيوز) خاص
لا يترك الانسان الحضرمي مناسبة الا احياها وحاول ان يخرج من ثناياها البهجة والسعادة فهو كثير الاستغلال للمناسبات السنوية مما جعل حياته مليئة ومتنوعة وزاخرة بالتجديد والتلوين على مدار العام ولعل ذلك يعود لظروف البيئة القاسية التي يعيشها الحضرمي مما ولد لديه العصامية والتشبث بالموجود لينتج منه حياة مليئة بالمتغيرات والمناسبات ليقاوم بها قسوة الحياة الطبيعية .
ليلة العاشر من محرم – عاشوراء – ولما لها من الفضائل الدينة المعروفة ، فهي ايضا ليلة خاصة ومميزة ففيها يتم الاحتفاء بوجبة الكرعان وهي طبخة حضرمية تريمية خاصة تطبخ في ليلة العاشر من محرم من كل عام ، والكرعان هي ارجل الاضاحي والذبائح التي يتم طبخها بعد مرورها بعدة خطوات ومراحل للتطهير والتجفيف ومن ثم تطبخ مع الدجر والفقوز والبهارات لتصبح وجبة في غاية الجمال والروعة والذة .
ومن كرعان الذبائح تصنع شوربة لذيذة هي ( الدجر والكرعان ) فيستفيدون من لحم الكور ومن المقادم ، وهي وجبة شديدة كثيرة الهلام اللحمي ، شبيهة بشوربة الكوارع ! وتقدم مع الخبز المحلي عشاء في ليلة العاشر من محرم عاشوراء في اغلب بيوت تريم وحضرموت .
يقول المفكر والمثقف الحضرمي احمد علي باكثير : اعتاد اهل حضرموت على الدقة و تنظيم احوالهم والاستفادة من كل شي حولهم بنظام بديع شمل مناحي حياتهم جميعا ، وقد فرضت الطبيعة القاسية الشحيحة الموارد مثل هذا النظام والترتيب ، فهم ابعد الشعوب عن الاسراف والتبذير والهدر ، و لا يكاد شيء في الطبيعة الا ويستفيدون منه استفادتهم القصوى
وعلى هذا النمط تميز اهل حضرموت بميزة تشريح ذبيحة الغنم الى ( فصول ) محددة معروف عددها مسبقا ، لذا فهم لا يعتمدون في بيع الذبائح على الوزن بل على توزيعها الى حصص محددة .
وعن اسطورة الضعيضوع ؟؟
الضعيضوع هو كائن وهمي خيالي يتحدث عنه اهالي وادي حضرموت قديما فهو يأتي مرة واحدة في السنة.ليلة العاشر من محرم يدخل هذا الكائن البيوت والناس نيام فيمر عليهم ليقوم بأخذ كل شخص الى نفس المكان (البقعة) التي ولدته امه فيها سواء كان بيت قديم او سطح او الطوابق السفلية وغيرها فيتذاكر الناس مواقع ولادتهم ويتبادلوا الذكريات فعندها يحث الاجداد والعجائز جميع الاطفال بالحرص على النظافة والدهان والتعطر والاكل الجيد قبل النوم ليثني عليهم وليبقوا طول السنة على نفس الهيئة ولعل الاخير هي الحكمة من هذه الاسطورة الخيالية .
