عدن (المندب نيوز) خاص
تحولت بوصلة العديد من نشطاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، جناح قطر، من إمتداح محافظ عدن المستقيل، عبدالعزيز المفلحي، والإشادة بشخصيته والتذكير بإنه ضمن أفضل 500 شخصية إقتصادية في العالم، إلى الهجوم عليه وإنتقاده ووصفه بالفاشل والعاجز عن إدارة المحافظة .
وظهر هذا التحول جلياً في المنشورات والتغريدات التي إمتلأت بها صفحات النشطاء في مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول سبب هذا التغير المفاجئ والذي جاء بعد أسابيع قليلة من المدح والإشادة .
غير أن المتابع لكم الإنتقادات والهجوم الذي تعرض له المفلحي بعد لحظات من إعلانه الإستقالة وتوضيح أسبابها، يكتشف أن الإنتقاد لم يكن بسبب إستقالة المفلحي أو فساد بن دغر الذي كشفه في سطور إستقالته الطويلة التي رفعها إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .
فالمنتقدين من نشطاء حزب الإصلاح جناح قطر، تغاضوا عن كل ما ذكره المفلحي المعروف بالنزاهة والصدق عن فساد الحكومة ووقفها وراء العراقيل التي تعترض عمل السلطة المحلية في المحافظة، وهي قضايا تحتاج إلى وقفة جادة للدفع نحو التحقيق فيها .. وذهبوا إلى إنتقاد فحوى إستقالة المفلحي كونها لم تتضمن ذكر المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي يتزعمه اللواء عيدروس الزبيدي ضمن الجهات المعرقلة لعمله، في حين ذهب البعض إلى إنتقاد إشادته بجهود التحالف العربي لدعم الشرعية .
ووصل الحد بالبعض منهم إلى مطالبته صراحة بإتهام دولة الإمارات العربية المتحدة بالوقوف وراء عرقلة عمله لتأكيد مزاعم كانوا قد تداولوها في هذا الشأن على الرغم من نفي المفلحي لتلك المزاعم وإشادته المستمرة بدور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
هذا الأمر دفع بمدير تحرير صحيفة 14 أكتوبر الرسمية، عبدالرحمن أنيس، إلى سؤال هؤلاء النشطاء “من الذي إستقال من منصبه أنتم أم المفلحي؟” .
ويرى مراقبون، أن إنتقاد نشطاء الإصلاح وتحديداً الجناح الموالي للنظام القطري كان موجهاً لمضمون الإستقالة وليس لمن قدم الإستقالة .. مشيرين إلى أنهم كانوا يتوقعون إستقالة المفلحي بسبب العراقيل التي واجهته ولكنهم لم يتوقعوا أن يكون سبب الإستقالة هي الحكومة وليس المجلس الإنتقالي الجنوبي والتحالف العربي .
وأكدوا أن مضمون الإستقالة وتوقيتها حرمت نشطاء الإصلاح من إستغلالها لبناء حملة جديدة تستهدف دول التحالف العربي وتحديداً دولة الإمارات العربية المتحدة التي سخرت قطر إمكانيات ضخمة للتشكيك بدورها الكبير في التصدي لأذرع إيران في اليمن الذي أصبح الحليف الأبرز للنظام القطري .